البيئات المتسامحة..!!
راكان السعايدة
جو 24 : تتجنب الأنظمة السياسية، في الأردن والعالم العربي، التفكير في حقيقة أن حواضن التنظيمات المتشددة أوسع نطاقا من حدود الفهم التقليدي لطبيعة هذه الحواضن، في إصرار، مستغرب، على صورة نمطية تربط الحاضنة بالتدين فقط.
وتجنب إعادة تعريف الحواضن وأنماطها وخصائصها، إما لقصور في الفهم والتمييز والتقاط الإشارات والدلالات، وإما إنكار جذري لوجود حواضن غير تلك التقليدية المتعارف عليها، وفقا لتقييمات أمنية واستخبارية، وإما أن هذه الحواضن مشخصة وأسبابها معروفة لكن لا تتوافر إمكانات معالجتها.
إن أخطر الحواضن، وأكثرها تعقيدا، تلك المتمثلة بالبيئات الاجتماعية المتسامحة مع التشدد والتطرف، وهذه البيئات لا يرتبط تسامحها بجانب ديني بحت، وإنما يحدث التسامح من بيئات ملتزمة لكنها ليست متطرفة في تدينها، ويدفعها إلى التسامح الاحتقان وفقدان الأمل وغياب الأفق، والظلم والقهر والفقر والبطالة، واستشراء الفساد وقمع الحريات.
والبيئات المتسامحة لا ترتبط بجغرافيا معينة أو طبيعة اجتماعية معينة، وإنما نطاقها كل الجغرافيا، وأغلب المكون الاجتماعي، وتسامح هذه البيئات يكون بغض الطرف عن المتشددين وتجاهل حركتهم وأفعالهم، وعدم الإبلاغ عنهم، وكأن الأمر لا يعنيها.
وهذا الأمر يشبه "النكاية" بالأنظمة، فالمكونات الاجتماعية التي تعاني من التهميش وعدم الاهتمام، وتشعر أن الحكومات بعيدة عنها أو غريبة عليها، وأنهكتها اقتصاديا وسياسيا، لن تكون معنية، في الانخراط مع الحكومات في مجابهة التشدد والمتشددين، وكأنه تقول: "قلع شوكك بأيديك".
فعناصر البيئة المتسامحة من الأفراد والجماعات الاجتماعية، تدفعها حالة الإنهاك التي تعانيها إلى اللامبالاة لقناعتها أن الأنظمة أو الحكومات منفصلة عنها، ولا يعني هذه البيئات أمرها أو مصيرها، ولا الدفاع عنها ومد يد العون لها.
مثل هذه البيئات المتسامحة لا تكون منظورة ولا يمكن لمسها أو تشخصيها بدقة وتفصيل، وهنا مكمن خطرها، لأن الحكومات وأجهزتها ستكون أمام حالة غير مرئية، وتضطر معها إلى التعامل مع كل الجغرافيا كبيئات عدائية، فتدب الفوضى وما قد يتبعها من تفكك القاعدة الاجتماعية وانفصالها عن هرمها السياسي.
والبيئات التقليدية بيئات متعارف عليها كحواضن للتشدد والتطرف على أساس ديني، ويمكن تسمية أربعة أو خمسة بقع جغرافية أردنية، ومثلها أو أكثر في غير بلد عربي، وهي تمتاز بتوفيرها غطاء وحماية للمتشددين، وأحيانا تشترك هذه البيئات مع المتشددين في ترتيبات التخفي والحركة.
إن الدول الواعية للمخاطر، هي الدول التي تفحص واقعها ورافعتها الاجتماعية جيدا وتقييم تفكيرها وما يعتمل في داخلها، وتأثير ما تفكر فيه على سلوكها، خصوصا عن تقييم المواجهة مع التنظيمات المتشددة.
وأي إنكار لخطورة البيئات المتسامحة، إنكار تعوزه الحكمة وعمق النظر والتفكير، فالذي ليس لديه شيء يخسره لن يبالي بما تخسره الدولة وأنظمتها، خصوصا إذا كانت تتعامل معها بوصفه "ماكينة" لتفريخ الأموال وسد الحاجات المالية للدولة دون الاعتبار للضنك الذي يعايشه، والمنع الذي يحرمه من التعبير عن رأيه.
يجب ان يكون عند القاعدة الاجتماعية ما تخاف أن تخسره، وتقلق عليه، وتشغل تفكيرها في حمايته والدفاع عنه. يجب التفكير بواقعية وموضوعية بعيدا عن الدعاية والتضليل الإعلامي والسياسي، الذي يصف الواقع بخلاف المنطق الصحيح والسليم.
البيئات المتسامحة، خطرها أكبر وأكثر من البيئات المشخصة التي لدى الدول آليات للتعامل معها، فالبيئات المتسامحة تعالج بالحلول الاقتصادية والسياسية، لا بالحلول الأمنية والاستخبارية.
وتجنب إعادة تعريف الحواضن وأنماطها وخصائصها، إما لقصور في الفهم والتمييز والتقاط الإشارات والدلالات، وإما إنكار جذري لوجود حواضن غير تلك التقليدية المتعارف عليها، وفقا لتقييمات أمنية واستخبارية، وإما أن هذه الحواضن مشخصة وأسبابها معروفة لكن لا تتوافر إمكانات معالجتها.
إن أخطر الحواضن، وأكثرها تعقيدا، تلك المتمثلة بالبيئات الاجتماعية المتسامحة مع التشدد والتطرف، وهذه البيئات لا يرتبط تسامحها بجانب ديني بحت، وإنما يحدث التسامح من بيئات ملتزمة لكنها ليست متطرفة في تدينها، ويدفعها إلى التسامح الاحتقان وفقدان الأمل وغياب الأفق، والظلم والقهر والفقر والبطالة، واستشراء الفساد وقمع الحريات.
والبيئات المتسامحة لا ترتبط بجغرافيا معينة أو طبيعة اجتماعية معينة، وإنما نطاقها كل الجغرافيا، وأغلب المكون الاجتماعي، وتسامح هذه البيئات يكون بغض الطرف عن المتشددين وتجاهل حركتهم وأفعالهم، وعدم الإبلاغ عنهم، وكأن الأمر لا يعنيها.
وهذا الأمر يشبه "النكاية" بالأنظمة، فالمكونات الاجتماعية التي تعاني من التهميش وعدم الاهتمام، وتشعر أن الحكومات بعيدة عنها أو غريبة عليها، وأنهكتها اقتصاديا وسياسيا، لن تكون معنية، في الانخراط مع الحكومات في مجابهة التشدد والمتشددين، وكأنه تقول: "قلع شوكك بأيديك".
فعناصر البيئة المتسامحة من الأفراد والجماعات الاجتماعية، تدفعها حالة الإنهاك التي تعانيها إلى اللامبالاة لقناعتها أن الأنظمة أو الحكومات منفصلة عنها، ولا يعني هذه البيئات أمرها أو مصيرها، ولا الدفاع عنها ومد يد العون لها.
مثل هذه البيئات المتسامحة لا تكون منظورة ولا يمكن لمسها أو تشخصيها بدقة وتفصيل، وهنا مكمن خطرها، لأن الحكومات وأجهزتها ستكون أمام حالة غير مرئية، وتضطر معها إلى التعامل مع كل الجغرافيا كبيئات عدائية، فتدب الفوضى وما قد يتبعها من تفكك القاعدة الاجتماعية وانفصالها عن هرمها السياسي.
والبيئات التقليدية بيئات متعارف عليها كحواضن للتشدد والتطرف على أساس ديني، ويمكن تسمية أربعة أو خمسة بقع جغرافية أردنية، ومثلها أو أكثر في غير بلد عربي، وهي تمتاز بتوفيرها غطاء وحماية للمتشددين، وأحيانا تشترك هذه البيئات مع المتشددين في ترتيبات التخفي والحركة.
إن الدول الواعية للمخاطر، هي الدول التي تفحص واقعها ورافعتها الاجتماعية جيدا وتقييم تفكيرها وما يعتمل في داخلها، وتأثير ما تفكر فيه على سلوكها، خصوصا عن تقييم المواجهة مع التنظيمات المتشددة.
وأي إنكار لخطورة البيئات المتسامحة، إنكار تعوزه الحكمة وعمق النظر والتفكير، فالذي ليس لديه شيء يخسره لن يبالي بما تخسره الدولة وأنظمتها، خصوصا إذا كانت تتعامل معها بوصفه "ماكينة" لتفريخ الأموال وسد الحاجات المالية للدولة دون الاعتبار للضنك الذي يعايشه، والمنع الذي يحرمه من التعبير عن رأيه.
يجب ان يكون عند القاعدة الاجتماعية ما تخاف أن تخسره، وتقلق عليه، وتشغل تفكيرها في حمايته والدفاع عنه. يجب التفكير بواقعية وموضوعية بعيدا عن الدعاية والتضليل الإعلامي والسياسي، الذي يصف الواقع بخلاف المنطق الصحيح والسليم.
البيئات المتسامحة، خطرها أكبر وأكثر من البيئات المشخصة التي لدى الدول آليات للتعامل معها، فالبيئات المتسامحة تعالج بالحلول الاقتصادية والسياسية، لا بالحلول الأمنية والاستخبارية.