ما قبلُ وما بعدُ !
د. جهاد البرغوثي
جو 24 : في مرحلة "ما قبلُ "، والتي إتسمتْ بالضبابية والتردد والتريث والخوف من المجهول آخذة ً بنصائح قوى الشدّ العكسي بعدم الولوج في متاهات "التغيير " ! فأبقوا على انتقالية الوظائف ، واحتباس الريبة في النفوس. كلُّ ذلك وراء مقولة " الحفاظ على النظام"!!
وفجأة ً كلُ ذلك سقط بعد ما تأكد للقاصي والداني أن الشعب الاردني بمختلف مكوناته ومعتقداته وقف وقفة رجل ٍ واحد ، مع نفسه ومع وحدته وعزته وكرامته مُمَـثـَلة ًبقيادته الشابه التي منحها كل التأييد – ومع القوات المسلحة ، وصقور السلاح الجوي و الاجهزة الأمنية حفاظا على الاردن الذي بناه الحسين له فسيح الجنان ، وحماه ورفعه بين الامم شأنا وإنجازاً وفكراً .
أمّا " ما بعد"فإننا مع هذا الزخم الشعبي يتوجب علينا جميعا العمل وفق مرحلة جديدة داخليا وعربيا ودوليا بعد ان تبين للجميع اننا لسنا دولة متسولة غارقة في بحر ديونها وانما هناك ارادة " العزة والشموخ"التي فاقت كل التوقعات . وما الحدثُ الأليم وسابقاته الا الغذاء الذي يتقوى به الشعب ليبقى قادرا على الدوام على تخطي كل الصعاب والتحديات بمختلف اشكالها واتجاهاتها .
فالاردن بلدٌ قوي ، هذا ليس بجديد ! ولكنه لم يستعمل هذا الرصيد الضخم في مرحلة "التغيير"-"ماقبل" ، التي لاحت في افق الربيع العربي ثم اختفت ، وحاولت قوى الشد العكسي وأدَها ورفـَضَ صاحب القرار ، لـِتطلع علينا من جديد في مرحلة " ما بعد " ليعود الاردن داخليا بتمتين وحدته ، وعربيا بتفعيل دوره، و دوليا بالتعاون معها من خلال فكره المعتدل مثلما كان عليه في سنوات مضت.
لقد تحولت صرخة الاستنكار للجريمة المروعة اللاأخلاقية واللاأنسانية الى صاعقة مدوية مواساة للأردن بكامله .
لقد تعلقت دائما قلوب الاردنيين بحب الاردن والذود عنه ، وما رأيناه وشاهدناه في الايام القليلة الماضية ايقظ الضمائر وعمّق الاحساس بكينونة الاردن والحفاظ عليه .
لقد كان ما حدث نموذجا وطنيا عكس رؤية شعبنا الكبير في خلقة ووطنيته وفكره المتقـِّدْ وادواره النضالية التي قام بها . ان الاردن في ظروف القهر والشر وامتنا العربية والتي ما برحت المؤامرات الدولية تحيط بها من كل جانب ، واستذكارا لكل الشهداء ،واستدراكا للوفاء ، واستمرارية لدوره التاريخي، فإنه دوما يتخذ المواقف الحازمة في الدفاع عن شعبه وقضايا امتنا العربية جمعاء.
ففي ذروة الشوامخ التي شهدها جيلنا في البناء والازدهار في سنوات مضت ، والتعامل مع قضايا امتنا العربية وفي مقدمتها "قضية فلسطين" – فشهداء الاردن البرره، شهداء الشرف والكرامة ، وتضحيات صقور سلاحنا الجوي ; هم شهداءٌ مع ظهور الفجر الصادق الذي نسجوا اشعته من أطياف ارواحهم .
ما حدث في الايام القليلة الماضية ليس بمعجزة بل هو من شيمة هذا الشعب الطيب المعطاء فلا تقسِّموه ورب الكعبة ثانية الى فصائل واتباع – فهو شعب واحد غير قابل للتجزئة او القسمة !
ففي سبيل العزة والكرامة والطمأنينة ، ولكل الطائرين في سمائنا ، والمقتحمين لكل الصعاب والمهام ، والمتوغلين والحامين لكل ركنٍ من بقاع اردننا الغالي ليبقى الاردن اكبر من اشخاصنا، واكبر من خيالاتنا واحلامنا ، واكبر من شهواتنا واغراضنا ، واقوى من الحياة والموت .
ولقواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية كل الحب والتقدير على قدر ما أعطوا لهذا الشعب من رعاية وايمان وحماية وامن. فهم اعطوا الوجه المشارك في الحزن من خلال التآخي ، واظهروا الوجه المتجهم لمسببي الحدث المؤلم ، فضربوه في عُقر داره.
وفي مرحلة "ما بعدُ " ، فهل لنا ان نحول هذا الزخم الشعبي الى قرارت بمقتضى النظرة الجديده لمسميين إثنين إندمجا بمسمى واحد . ما عاد هناك فرقة او تباعد او خلاف في الرؤى بين القائد والشعب . فهما يتقدمان معا بخطى ثابته نحو بناء الاردن القوي داخليا وعربيا ودوليا بقيادته الشابه وارادته التي لا تهين . فالقائد والشعب معا في خندق واحد ضمن كل الابعاد المتداخله والمتقاطعه. . وما المشترك بينهما ، بين "ما قبل" "وما بعد " ، هو ترجمة هذا التوافق من خلال الموروث التقليدي لتتحول طموحات واقوال المليك الشاب الى افعال صريحة وجريئة وقوية في السياقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية عِبر مسوغات واضحة لبناء الاردن الحديث .
إن صورة الاردنيين النقية الصافية التي ظهرت في مرحلة " مابعد" والتي لا تستطيع ان تنقلها مؤسسة او دائرة او صحيفة بل جاءت بكل مصداقية وعفوية .
ان الشعب الاردني قادر ان يكون قوة فاعلة في الحياة السياسية إذا أعطي المجال لذلك دون حبائل قوى الشد العكسي ومضايقاتهم .
هناك في السياسة التنوع والتعدد والتنافس بحيث تـُكـوِّن السياسة إطاراً واحدا تتجسد فيه الدولة على التوازن والتكيف مع المتغيرات ، ووسائل التطور ، ومن خلال الثقة بالنظام السياسي والتآخي و الحوار ، و بتأييد ومشاركةٍ شعبية تتحقق كل المضامين للصالح السياسي العام .
فالقديمُ التقليدي موجود ، والجديد المتجدد موجود ايضا ، هما متعايشان جنبا الى جنب – كلٌ يختلف بتصرفاته وقدراته وممارساته ، وكل له مجاله وندواته . الكثيرون من التقليديين قدموا الكثير لهذا البلد الغالي الا انهم غير قادرين على اللحاق بمرحلة "مابعدُ".
ان حاجتنا الى الاستدلال المنطقي عبر خطوات رصينة متدرجة في طريق الاصلاح لبناء الاردن الحديث بقيادته الشابة الحريصة بافكارها وطموحاتها ، وهي الادّق معياراً ، والاعمق إحساساً ، والاكثر شفافية ً ، وقد نفذت الى قلوب الاردنيين واذهانهم على ان تُترجم كل تلك الاقوال والتمنيات والخطابات الى أفعال ليدخل الشعب والقائد معا في شراكة مستديمة من خلال مجلس نواب جامع ومُنتخب – ومجلس اعيان يضم خيرة الخيره ممن قدموا الكثير لهذاالبلد المعطاء .
لأرفع لصاحب القرار ما قاله الجواهري :-
أزِف َ الموعِدُ والوعدُ يعِـنُّ
والغدُ الحلوُ لأهليه يحـِنُّ
اننا في مرحلة "مابعد" نطالب باتخاذ القرارات اللازمة داخليا و عربيا ودوليا لتتناسب مع ما وصل اليه الاردن مؤخرا وبصورة غير مسبوقة من قوة وتضامن وتكاتف مصحوبا بتعاطف وتاييد عربي ودعم دولي .
ان قوى النظام العالمي المهيمنة والمخططة للأحداث في الكون كله التي جاءت لنا بسايكس بيكو ، وبطرد الفلسطينيين من وطنهم وديارهم ، وبالحرب العراقية الايرانية ، وبحرب العراق المدّمره ، وبأحداث لبنان المتتالية ، ودمار غزة بأرضها واهلها ، وبالربيع العربي الدامي في سوريا وليبيا – جلبت لنا بالارهابيين من كافة انحاء المعمورة وأطالت لحاهم وقصرت اثوابهم ومنحتهم اسماءاً وهمية لتختبئ كلها وراء الاسلام كي لا تـُستبان حقيقتها او نتعرف على- صانعيها – وافقار بلداننا واستغلال اموال الآخرين .
علينا ان نكون حذرين اولا من الفوضى الخلاّقة وتبعاتها قبل ان نغوص في الرمال المتحركة. "فالفزعة" تنتهي بانتهاء الحدث . اما التورط لوحدنا فيحتاج لدراسة مستفيضة .
اننا في مرحلة "مابعد" – على حكومتنا الرشيده ان تطالب على الفور بدعوة مجلس دول الجامعة العربية للأجتماع وبحث كافة المستجدات وكيفية التعامل معها ووضع ما يحدث كمسؤولية جماعية مع وضع استراتيجية سياسية وعسكرية ومالية بهذا الخصوص .
فالاردن قادر على القيام بواجبه فيما يخصه ولكنْ من واجب الدول العربية ان تـُشكل إئتلافا عربيا وبرئاسة الاردن للتعامل مع كافة المشاكل بدءا بمحاربة الارهاب بكافة اشكاله ومسمياته ، ورأب الصدع فيما يحدث ما بين السنة والشيعة ، وما يحدث من قتل ودمار في سوريا والعراق والسودان والصومال وسيناء واليمن وفلسطين ، والاكتفاء بالدعم اللوجستي من الائتلاف الغربي القائم - مع إبعاد الغرب بعيدا عما يجري من احداث دامية على الارض العربية .
هناك من المحللين الغربيين يتحدثون جهارا عن مدى تورط قوى النظام العالمي فيما يجري على الارض العربية من تأجيج للصراعات المذهبية من سنة وشيعة وكردية واليزيدية والازيديين في جبال سنجار ، وما يحدث في الانبار و الصومال ودارفور وفلسطين وبشقيها من الضفة والقطاع يخلق حالة عدم الاستقرار وازدياد حالة الفقر وتفكك المجتمعات العربية وتوجيه شبابنا نحو الارهاب ليتسنى لهم تمرير مخططاتهم من جديد .
أما في الشأن الداخلي ، فإننا ننظر الى تعديل حكومي واسع ليضم قوى سياسية واقتصادية واجتماعية وتعليمية وعسكرية (وزارة الدفاع ) حسب الكفاءات والخبرات بعيدا عن التعيينات التبعية والجغرافية والموصى بها .
فالاردن القوي في الداخل قد ظهر امام الاشقاء العرب والدول الصديقه بكل العنفوان والقوة، فليكمل هذه الظاهرة الايجابية بازالة كل ضبابية لحقت به في مرحلة "ماقبل" ، ومحو التردد ، والسير قدما قائدا وشعبا وحكومة وبتصميم ٍ وارادة لبناء الاردن الحديث القوي بوحدة شعبه وقيادته الشابة ، والمتميز بين اشقائه العرب الذين تقع عليه مسؤولية إثراء القوة بالمزيد من الدعم .
فجيشنا سُمي "بالجيش العربي الاردني " واجهزتنا الامنية قادرة ان تمرر كل معلوماتيه لما فيه استقرار الدول العربية الشقيقة وامنها المتواصل ، وشعبنا الاردني هو سند لكل شعوبنا العربية وعلى سُلـّم الاولوية شعبنا الفلسطيني المحتل وقضيته التي لم تخرج بعد من سوداويتها .
لنتجاوز كل المعوقات والصعاب وتشنجات ذوي الشد العكسي وتطلعاتهم الظلامية ونقول لهم شكر الله سعْيكم ، وننطلق نحو آفاق مرحلة جديده تتسم بالحكمة والمشورة والدراسة والتصميم والحوار المشترك والتدقيق فيما وراء الحدث .
حفظ الله الاردن قيادة وشعبا وارضا
عاشت امتنا العربية الماجده
وفجأة ً كلُ ذلك سقط بعد ما تأكد للقاصي والداني أن الشعب الاردني بمختلف مكوناته ومعتقداته وقف وقفة رجل ٍ واحد ، مع نفسه ومع وحدته وعزته وكرامته مُمَـثـَلة ًبقيادته الشابه التي منحها كل التأييد – ومع القوات المسلحة ، وصقور السلاح الجوي و الاجهزة الأمنية حفاظا على الاردن الذي بناه الحسين له فسيح الجنان ، وحماه ورفعه بين الامم شأنا وإنجازاً وفكراً .
أمّا " ما بعد"فإننا مع هذا الزخم الشعبي يتوجب علينا جميعا العمل وفق مرحلة جديدة داخليا وعربيا ودوليا بعد ان تبين للجميع اننا لسنا دولة متسولة غارقة في بحر ديونها وانما هناك ارادة " العزة والشموخ"التي فاقت كل التوقعات . وما الحدثُ الأليم وسابقاته الا الغذاء الذي يتقوى به الشعب ليبقى قادرا على الدوام على تخطي كل الصعاب والتحديات بمختلف اشكالها واتجاهاتها .
فالاردن بلدٌ قوي ، هذا ليس بجديد ! ولكنه لم يستعمل هذا الرصيد الضخم في مرحلة "التغيير"-"ماقبل" ، التي لاحت في افق الربيع العربي ثم اختفت ، وحاولت قوى الشد العكسي وأدَها ورفـَضَ صاحب القرار ، لـِتطلع علينا من جديد في مرحلة " ما بعد " ليعود الاردن داخليا بتمتين وحدته ، وعربيا بتفعيل دوره، و دوليا بالتعاون معها من خلال فكره المعتدل مثلما كان عليه في سنوات مضت.
لقد تحولت صرخة الاستنكار للجريمة المروعة اللاأخلاقية واللاأنسانية الى صاعقة مدوية مواساة للأردن بكامله .
لقد تعلقت دائما قلوب الاردنيين بحب الاردن والذود عنه ، وما رأيناه وشاهدناه في الايام القليلة الماضية ايقظ الضمائر وعمّق الاحساس بكينونة الاردن والحفاظ عليه .
لقد كان ما حدث نموذجا وطنيا عكس رؤية شعبنا الكبير في خلقة ووطنيته وفكره المتقـِّدْ وادواره النضالية التي قام بها . ان الاردن في ظروف القهر والشر وامتنا العربية والتي ما برحت المؤامرات الدولية تحيط بها من كل جانب ، واستذكارا لكل الشهداء ،واستدراكا للوفاء ، واستمرارية لدوره التاريخي، فإنه دوما يتخذ المواقف الحازمة في الدفاع عن شعبه وقضايا امتنا العربية جمعاء.
ففي ذروة الشوامخ التي شهدها جيلنا في البناء والازدهار في سنوات مضت ، والتعامل مع قضايا امتنا العربية وفي مقدمتها "قضية فلسطين" – فشهداء الاردن البرره، شهداء الشرف والكرامة ، وتضحيات صقور سلاحنا الجوي ; هم شهداءٌ مع ظهور الفجر الصادق الذي نسجوا اشعته من أطياف ارواحهم .
ما حدث في الايام القليلة الماضية ليس بمعجزة بل هو من شيمة هذا الشعب الطيب المعطاء فلا تقسِّموه ورب الكعبة ثانية الى فصائل واتباع – فهو شعب واحد غير قابل للتجزئة او القسمة !
ففي سبيل العزة والكرامة والطمأنينة ، ولكل الطائرين في سمائنا ، والمقتحمين لكل الصعاب والمهام ، والمتوغلين والحامين لكل ركنٍ من بقاع اردننا الغالي ليبقى الاردن اكبر من اشخاصنا، واكبر من خيالاتنا واحلامنا ، واكبر من شهواتنا واغراضنا ، واقوى من الحياة والموت .
ولقواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية كل الحب والتقدير على قدر ما أعطوا لهذا الشعب من رعاية وايمان وحماية وامن. فهم اعطوا الوجه المشارك في الحزن من خلال التآخي ، واظهروا الوجه المتجهم لمسببي الحدث المؤلم ، فضربوه في عُقر داره.
وفي مرحلة "ما بعدُ " ، فهل لنا ان نحول هذا الزخم الشعبي الى قرارت بمقتضى النظرة الجديده لمسميين إثنين إندمجا بمسمى واحد . ما عاد هناك فرقة او تباعد او خلاف في الرؤى بين القائد والشعب . فهما يتقدمان معا بخطى ثابته نحو بناء الاردن القوي داخليا وعربيا ودوليا بقيادته الشابه وارادته التي لا تهين . فالقائد والشعب معا في خندق واحد ضمن كل الابعاد المتداخله والمتقاطعه. . وما المشترك بينهما ، بين "ما قبل" "وما بعد " ، هو ترجمة هذا التوافق من خلال الموروث التقليدي لتتحول طموحات واقوال المليك الشاب الى افعال صريحة وجريئة وقوية في السياقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية عِبر مسوغات واضحة لبناء الاردن الحديث .
إن صورة الاردنيين النقية الصافية التي ظهرت في مرحلة " مابعد" والتي لا تستطيع ان تنقلها مؤسسة او دائرة او صحيفة بل جاءت بكل مصداقية وعفوية .
ان الشعب الاردني قادر ان يكون قوة فاعلة في الحياة السياسية إذا أعطي المجال لذلك دون حبائل قوى الشد العكسي ومضايقاتهم .
هناك في السياسة التنوع والتعدد والتنافس بحيث تـُكـوِّن السياسة إطاراً واحدا تتجسد فيه الدولة على التوازن والتكيف مع المتغيرات ، ووسائل التطور ، ومن خلال الثقة بالنظام السياسي والتآخي و الحوار ، و بتأييد ومشاركةٍ شعبية تتحقق كل المضامين للصالح السياسي العام .
فالقديمُ التقليدي موجود ، والجديد المتجدد موجود ايضا ، هما متعايشان جنبا الى جنب – كلٌ يختلف بتصرفاته وقدراته وممارساته ، وكل له مجاله وندواته . الكثيرون من التقليديين قدموا الكثير لهذا البلد الغالي الا انهم غير قادرين على اللحاق بمرحلة "مابعدُ".
ان حاجتنا الى الاستدلال المنطقي عبر خطوات رصينة متدرجة في طريق الاصلاح لبناء الاردن الحديث بقيادته الشابة الحريصة بافكارها وطموحاتها ، وهي الادّق معياراً ، والاعمق إحساساً ، والاكثر شفافية ً ، وقد نفذت الى قلوب الاردنيين واذهانهم على ان تُترجم كل تلك الاقوال والتمنيات والخطابات الى أفعال ليدخل الشعب والقائد معا في شراكة مستديمة من خلال مجلس نواب جامع ومُنتخب – ومجلس اعيان يضم خيرة الخيره ممن قدموا الكثير لهذاالبلد المعطاء .
لأرفع لصاحب القرار ما قاله الجواهري :-
أزِف َ الموعِدُ والوعدُ يعِـنُّ
والغدُ الحلوُ لأهليه يحـِنُّ
اننا في مرحلة "مابعد" نطالب باتخاذ القرارات اللازمة داخليا و عربيا ودوليا لتتناسب مع ما وصل اليه الاردن مؤخرا وبصورة غير مسبوقة من قوة وتضامن وتكاتف مصحوبا بتعاطف وتاييد عربي ودعم دولي .
ان قوى النظام العالمي المهيمنة والمخططة للأحداث في الكون كله التي جاءت لنا بسايكس بيكو ، وبطرد الفلسطينيين من وطنهم وديارهم ، وبالحرب العراقية الايرانية ، وبحرب العراق المدّمره ، وبأحداث لبنان المتتالية ، ودمار غزة بأرضها واهلها ، وبالربيع العربي الدامي في سوريا وليبيا – جلبت لنا بالارهابيين من كافة انحاء المعمورة وأطالت لحاهم وقصرت اثوابهم ومنحتهم اسماءاً وهمية لتختبئ كلها وراء الاسلام كي لا تـُستبان حقيقتها او نتعرف على- صانعيها – وافقار بلداننا واستغلال اموال الآخرين .
علينا ان نكون حذرين اولا من الفوضى الخلاّقة وتبعاتها قبل ان نغوص في الرمال المتحركة. "فالفزعة" تنتهي بانتهاء الحدث . اما التورط لوحدنا فيحتاج لدراسة مستفيضة .
اننا في مرحلة "مابعد" – على حكومتنا الرشيده ان تطالب على الفور بدعوة مجلس دول الجامعة العربية للأجتماع وبحث كافة المستجدات وكيفية التعامل معها ووضع ما يحدث كمسؤولية جماعية مع وضع استراتيجية سياسية وعسكرية ومالية بهذا الخصوص .
فالاردن قادر على القيام بواجبه فيما يخصه ولكنْ من واجب الدول العربية ان تـُشكل إئتلافا عربيا وبرئاسة الاردن للتعامل مع كافة المشاكل بدءا بمحاربة الارهاب بكافة اشكاله ومسمياته ، ورأب الصدع فيما يحدث ما بين السنة والشيعة ، وما يحدث من قتل ودمار في سوريا والعراق والسودان والصومال وسيناء واليمن وفلسطين ، والاكتفاء بالدعم اللوجستي من الائتلاف الغربي القائم - مع إبعاد الغرب بعيدا عما يجري من احداث دامية على الارض العربية .
هناك من المحللين الغربيين يتحدثون جهارا عن مدى تورط قوى النظام العالمي فيما يجري على الارض العربية من تأجيج للصراعات المذهبية من سنة وشيعة وكردية واليزيدية والازيديين في جبال سنجار ، وما يحدث في الانبار و الصومال ودارفور وفلسطين وبشقيها من الضفة والقطاع يخلق حالة عدم الاستقرار وازدياد حالة الفقر وتفكك المجتمعات العربية وتوجيه شبابنا نحو الارهاب ليتسنى لهم تمرير مخططاتهم من جديد .
أما في الشأن الداخلي ، فإننا ننظر الى تعديل حكومي واسع ليضم قوى سياسية واقتصادية واجتماعية وتعليمية وعسكرية (وزارة الدفاع ) حسب الكفاءات والخبرات بعيدا عن التعيينات التبعية والجغرافية والموصى بها .
فالاردن القوي في الداخل قد ظهر امام الاشقاء العرب والدول الصديقه بكل العنفوان والقوة، فليكمل هذه الظاهرة الايجابية بازالة كل ضبابية لحقت به في مرحلة "ماقبل" ، ومحو التردد ، والسير قدما قائدا وشعبا وحكومة وبتصميم ٍ وارادة لبناء الاردن الحديث القوي بوحدة شعبه وقيادته الشابة ، والمتميز بين اشقائه العرب الذين تقع عليه مسؤولية إثراء القوة بالمزيد من الدعم .
فجيشنا سُمي "بالجيش العربي الاردني " واجهزتنا الامنية قادرة ان تمرر كل معلوماتيه لما فيه استقرار الدول العربية الشقيقة وامنها المتواصل ، وشعبنا الاردني هو سند لكل شعوبنا العربية وعلى سُلـّم الاولوية شعبنا الفلسطيني المحتل وقضيته التي لم تخرج بعد من سوداويتها .
لنتجاوز كل المعوقات والصعاب وتشنجات ذوي الشد العكسي وتطلعاتهم الظلامية ونقول لهم شكر الله سعْيكم ، وننطلق نحو آفاق مرحلة جديده تتسم بالحكمة والمشورة والدراسة والتصميم والحوار المشترك والتدقيق فيما وراء الحدث .
حفظ الله الاردن قيادة وشعبا وارضا
عاشت امتنا العربية الماجده