إحياء القومية العربية
د. جهاد البرغوثي
جو 24 : تحت مظلة القومية العربية بدأ نضال الجماهير العربية في مختلف انحاء العالم العربي ضد الهيمنة الخارجية والاستعمار والاستغلال الاقتصادي – ثم أخذت القوى السياسية تعمل على إرساء دعائم أنظمةٍ سياسيةٍ متطورة ومستقرة ضمن إطار الوحدة العربية الشاملة .
أخذ التمسك بمبدأ القومية العربية يضعف ويتلاشى بعد الضربات التي وُجهت له من قبل العساكر الذين حوّلوا الانظمة العربية الى مزارع لهم ، فانتقل حكم الشعب الى حكم فردي ديكتاتوري ، وبحكم عائلي مذهبي ، وبحكم طائفي واخر .... !
فتشوهت الصورة، وتعمقت القطرية والجهوية ووئدت القومية العربية ، حتى اصبحت تهمة لكل منتسب لها . فتوارت عن الانظار والافعال و باتت مختبئة في شغاف القلب الى ان يغير الله من حال الى حال !.
ومع تعددية المجتمع الحديث ، ومع اجهاض الجوع للحرية ، ومع نفي التمركز الاجتماعي لفئة او مجموعة حاكمة لكل معاني المساواة وتكافؤ الفرص ومبدأ المشاركة – أخذت ظاهرة الصدام تكبر وتتسع . ولئن كانت سيادة كل دولة وقدرتها على تطبيق القانون الذي ترتئيه وفرض العقوبات هي ضمانة احتواء الصدام كما حدث في سوريا الاسد . ومن الناحية الفلسفية وجدت دول عربية اخرى الحلول بوضع التناقض والصدام في جوهر الظواهر كجزء اساسي فيها بل في اساس طبيعتها من اجل البقاء كما فعل علي عبدالله صالح مع تكوينه لخلايا القاعده ثم التصدي لها إعلاميا ومحاربتها.
وهناك دول عربية اخرى سعت فيها السياسة والنظريات السياسية التوافقية الى احتواء ظاهرة الصدام كما حدث في تونس .
واخرى آثرت الاستمرار في الصدام واستغلاله اقليميا وعربيا ودوليا ريثما يأتون بقذافي جديد كما حدث في ليبيا -او بنزع فتيله واللجوءالى وسائل القمع الأمني واللفح المالي كما يحدث في السلطة الفلسطينية ، او لربما باستعمال كل ادوات العنف لتثبيت دولة القانون كما يحدث في مصر المحروسة . البعض لا يعمل على زوال اسباب الصدام والصراع في المجتمع بل يؤجلها بقوة القمع كما يحدث في الجزائر ، والامثلة كثيره في السودان، والصومال ،والعراق..... الخ .
ولكنْ هل لجماهيرنا العربية التي عانت الكثير ان يكون بمقدورها ان تنادي مجدّدا "بالقومية العربية"- والتي بمقدورها ان تحدّد اسباب الصدام وتعمل على القضاء عليه . فالمجتمع ككل بأقلياته و طوائفه ومذاهبه يبقى على ممارسة شخصيته وتقاليده دون العبث بها من احد – ويبقى في كل الاحوال ملتزما متمسكا بالقومية العربية التي يلتحف بها لتصونه وتحميه وتحافظ على استقلاليته في نهج الحياة التي يلتزم بها .
اننا في عالمنا العربي اليوم نقع ثانية وبعد مئة عام تحت طائل تجريد ذهني وتاريخي وجغرافي منسجم ومنظم لبناء نظام عالمي جديد . اننا كأمة عربية نمر في مرحلة دقيقة وخطره حيث ان ثمة عملية تجري لاعادة ترتيب الشرق الاوسط بعد هذه التطورات التي نراها تحدث على ارض الواقع وتحت مسميات مختلفة.
في كتابه "الحركة الوطنية في اليمن " كتب معالي الصديق الاستاذ جابر عفيف " بأن نسيان التاريخ فقدان للذاكرة ، فالتاريخ – كما يقال – ذاكرة الشعوب ، واذا ما فقد الشعب ذاكرته فقد مقومات شخصيته ".
ان انتماءنا لهذه الامة في مشرقها ومغاربها تتطلب وضعها في اطار مفاهيمي يتصف بالانسجام بين دولها والتماسك بالقومية العربية لما فيها من توضيح على ارضنا العربية بشعوبها وانظمتها ، وان تفسير ذلك لا برفع الشعارات ولكن بالانجاز والعمل ، وأنْ يكون في جوهر "التوجيه القومي " كافة التحليلات الاستراتيجية التي تتوجب وعيا تاريخيا عميقا .
انها القومية العربية التي تطل علينا بعد غياب طويل ، بكرامتها وعزتها وعدالتها وافقها الواسع لـِتستوعب الجميع ، ولـِـتستظل بها امتنا التي أهانتها وفرقـّتها و قسّمتها الى شللية وطائفية ومذهبية وعائلية بانقلاباتها وانظمتها الفردية الفئوية والعميلة .
ان الايمان "بالقومية العربية" وإحيائها والعمل بها هو الدواء الناجع لكل امراض مجتمعنا العربي وانقساماته وآفاته وصداماته .
عاشت امتنا العربية الماجده .
عاش اردننا العربي الغالي حرا حصينا منيعا بكل احراره/ اردن العروبة والصدارة والعمل المشترك والاسرة الواحده .
أخذ التمسك بمبدأ القومية العربية يضعف ويتلاشى بعد الضربات التي وُجهت له من قبل العساكر الذين حوّلوا الانظمة العربية الى مزارع لهم ، فانتقل حكم الشعب الى حكم فردي ديكتاتوري ، وبحكم عائلي مذهبي ، وبحكم طائفي واخر .... !
فتشوهت الصورة، وتعمقت القطرية والجهوية ووئدت القومية العربية ، حتى اصبحت تهمة لكل منتسب لها . فتوارت عن الانظار والافعال و باتت مختبئة في شغاف القلب الى ان يغير الله من حال الى حال !.
ومع تعددية المجتمع الحديث ، ومع اجهاض الجوع للحرية ، ومع نفي التمركز الاجتماعي لفئة او مجموعة حاكمة لكل معاني المساواة وتكافؤ الفرص ومبدأ المشاركة – أخذت ظاهرة الصدام تكبر وتتسع . ولئن كانت سيادة كل دولة وقدرتها على تطبيق القانون الذي ترتئيه وفرض العقوبات هي ضمانة احتواء الصدام كما حدث في سوريا الاسد . ومن الناحية الفلسفية وجدت دول عربية اخرى الحلول بوضع التناقض والصدام في جوهر الظواهر كجزء اساسي فيها بل في اساس طبيعتها من اجل البقاء كما فعل علي عبدالله صالح مع تكوينه لخلايا القاعده ثم التصدي لها إعلاميا ومحاربتها.
وهناك دول عربية اخرى سعت فيها السياسة والنظريات السياسية التوافقية الى احتواء ظاهرة الصدام كما حدث في تونس .
واخرى آثرت الاستمرار في الصدام واستغلاله اقليميا وعربيا ودوليا ريثما يأتون بقذافي جديد كما حدث في ليبيا -او بنزع فتيله واللجوءالى وسائل القمع الأمني واللفح المالي كما يحدث في السلطة الفلسطينية ، او لربما باستعمال كل ادوات العنف لتثبيت دولة القانون كما يحدث في مصر المحروسة . البعض لا يعمل على زوال اسباب الصدام والصراع في المجتمع بل يؤجلها بقوة القمع كما يحدث في الجزائر ، والامثلة كثيره في السودان، والصومال ،والعراق..... الخ .
ولكنْ هل لجماهيرنا العربية التي عانت الكثير ان يكون بمقدورها ان تنادي مجدّدا "بالقومية العربية"- والتي بمقدورها ان تحدّد اسباب الصدام وتعمل على القضاء عليه . فالمجتمع ككل بأقلياته و طوائفه ومذاهبه يبقى على ممارسة شخصيته وتقاليده دون العبث بها من احد – ويبقى في كل الاحوال ملتزما متمسكا بالقومية العربية التي يلتحف بها لتصونه وتحميه وتحافظ على استقلاليته في نهج الحياة التي يلتزم بها .
اننا في عالمنا العربي اليوم نقع ثانية وبعد مئة عام تحت طائل تجريد ذهني وتاريخي وجغرافي منسجم ومنظم لبناء نظام عالمي جديد . اننا كأمة عربية نمر في مرحلة دقيقة وخطره حيث ان ثمة عملية تجري لاعادة ترتيب الشرق الاوسط بعد هذه التطورات التي نراها تحدث على ارض الواقع وتحت مسميات مختلفة.
في كتابه "الحركة الوطنية في اليمن " كتب معالي الصديق الاستاذ جابر عفيف " بأن نسيان التاريخ فقدان للذاكرة ، فالتاريخ – كما يقال – ذاكرة الشعوب ، واذا ما فقد الشعب ذاكرته فقد مقومات شخصيته ".
ان انتماءنا لهذه الامة في مشرقها ومغاربها تتطلب وضعها في اطار مفاهيمي يتصف بالانسجام بين دولها والتماسك بالقومية العربية لما فيها من توضيح على ارضنا العربية بشعوبها وانظمتها ، وان تفسير ذلك لا برفع الشعارات ولكن بالانجاز والعمل ، وأنْ يكون في جوهر "التوجيه القومي " كافة التحليلات الاستراتيجية التي تتوجب وعيا تاريخيا عميقا .
انها القومية العربية التي تطل علينا بعد غياب طويل ، بكرامتها وعزتها وعدالتها وافقها الواسع لـِتستوعب الجميع ، ولـِـتستظل بها امتنا التي أهانتها وفرقـّتها و قسّمتها الى شللية وطائفية ومذهبية وعائلية بانقلاباتها وانظمتها الفردية الفئوية والعميلة .
ان الايمان "بالقومية العربية" وإحيائها والعمل بها هو الدواء الناجع لكل امراض مجتمعنا العربي وانقساماته وآفاته وصداماته .
عاشت امتنا العربية الماجده .
عاش اردننا العربي الغالي حرا حصينا منيعا بكل احراره/ اردن العروبة والصدارة والعمل المشترك والاسرة الواحده .