jo24_banner
jo24_banner

تدمر

د. جهاد البرغوثي
جو 24 : "البلد التي لا تـُقهر " . هكذا سُمّيت باللغة العمورية ، وهي "بلدُ المقاومين " في اللغة الارامية أو "المعجزة" . وفي اللاتينية كانت تـُدعى "بالميرا ".
ازدهرت في النصف الثاني من القرن الاول قبل الميلاد ، وتميّزت بأساليب الري والزراعة والسدود وحفر الآبار. إشتهرت بمعبد "بل" وقلعة "ابن معن " ، " ومدفن الزباء" .
قالها إيليا ابو ماضي في شأن اخر ينطبق على ما آلت اليه امورنا في عشرين عاما خارج الزمن .
ولقد ذكرتك بعد يأسٍ قاتلٍ
في صحوتٍ كـُثرتْ بها الانواءُ
ماذا أقول في أمةٍ تـُدمر ذاتها! .
ماذا اقول في امةٍ تـُمزق اوصالها وتقطع رقاب ابناءها! .
ماذا اقول في امة ما عادت تعرف معنى الوقت ولا علاقة لها بالمكان! .
الحضارات هي إرث الانسان ولا يحق لأحد تدميره . إمتزجت الحضارات الاغريقية والرومانية والاسلامية ، وكانت كلها بمثابة صلة الوصل بيننا وبين الحياة في عالمنا الحاضر وماضينا البعيد .
فإذا احتل الامبراطور اورليانوس عام 271 م مملكة تدمر التي إمتدت من بلاد الشام الى النيل وشواطئ البسفور ، واخذ ملكتها "الزباء" أسيرة الى روما حيث توفيت في ظروف غامضة عام 274 م – ولم يقم بتدمير ما بنته "تدمر" للأنسان فيما بعد . ها هم يدمرون التراث الانساني في تدمر !
حقا نحن نعيش على هامش التاريخ نحاول طرد شياطين هذا الزمن الرديء التي تأصلت فينا سلوكا واداءا – كما كانت في الاندلس عند أفول نجمها ، وفي حركة فتح المرتده في فلسطين اليوم ، وفي الصراع المذهبي في العراق وسوريا واليمن . وما يحدث في ليبيا وفي الصومال والسودان .
اصبحت هي المؤلم الساكن في طيات كياناتنا قبل ان ياتوا لنا بداعش والقاعدة وغيرها.
ليس كافيا ان نقول ان التاريخ سوف يحكم ذات يوم الجرائم والمجرمين . هذا هروب من الواقع العربي الذي يعيشهُ جيلنا في خريف عمره وستعيشه ما تبقى من اجيال ابنائنا واحفادنا بعد ان رحل جزء كبير منهم الىالمهجر .
فإذا كانت الاستحقاقات المصيرية مُغيبّة ، وستبقى هكذا الى حين بعد ان أخذت أحنو الى التفاؤل في "التغيير المنشود" ، ونحن بعيدون عنه كل البعد
"فالعشية " حُبلى بالمفاجاءات ولا بد لموجة النهج القومي العلماني ان يجتاح العالم العربي بأسره من جديد.
لماذا إنتهى بنا الامر الى ما نحن عليه الآن ؟ إنها اسباب اربعة أدّت الى ظهور نتوءات خبيثة في صُلب كافة الانظمة العربية التي تتحدث عن الحرية والديمقراطية والتعددية الحزبية والقضاء المستقل ، ودولة المؤسسات واستقلالية الولاية العامة – وفي الخفاء والسرية تعمل وادواتها من الشد العكسي على وأدها .
ثانيا ، حالة الضياع والفراغ الفكري والعملي التي يعيشها شبابنا وشاباتنا .
ثالثا، إختزال التربية القومية الوطنية مما ادى الى صعود التيار الديني الموجه بطائفيته ومذهبيتة ومسلكياته البعيدة عن الاسلام !
ورابعا ، إيجاد الثغرات في التركيبة الاجتماعية وفسيفسائية النسيج الاجتماعي في كل بلد عربي مما سهل دخول مخطط مشبوه لتقسيم المنطقة من جديد لما يحفظ للقوى الدخيلة مصالحها ويُبقي على هيمنتها ، ويؤكد على إذلال هذه الامة واضعافها .
أمّا والأخطارُ تحيط بنا من كل جانب فلا بد من ترحيل بعض المتطلبات الرئيسة وتقديم مسارين هامين يأخذ الاولوية الطارئة قبل كل شيء .
اولها : الأمن القومي واثراؤه بذوي الخبرات والكفاءات والقدرات لدرء كل خطر او تهديد او تحدي بقوة الحركة ودقة الملاحظة وحُسن الأداء لما يحفظ لهذا البلد أمنه واستقراره.
وثانيها : البدء الفوري في الاحزاب القومية ، والاعلام الرسمي والخاص والمرئي والمسموع ، والجامعات والمدارس والمجتمع المدني والندوات بتثقيف المواطنين "بالقومية العربية " .
وكما قالها لي أحد الدبلوماسيين مؤخرا وأنا في حوار معه :-
The mission that transcends all wars is culture.
The Jordanian community is vibrant, alert and open to the world.
Confrontation is not the style. Diplomacy, good intelligence and discretion are the preferred methods.
Leading by example, loyalty, old- fashioned values and the power of education.
The king of nationalism that emphasized the Arabic language and its cultural heritage as a basis for the unity and independence of the mandate regions.
To think independently and to live and coexist in harmony, regardless of religion and class.
It helps hold you together.
حمى الله الاردن وامتنا العربية جمعاء
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير