jo24_banner
jo24_banner

"الاردن " لا يتغير !

د. جهاد البرغوثي
جو 24 : "الاردن" الذي جاء بوصفي التل وهزاع المجالي هو نفس الاردن الذي خرج منه طاهر المصري وعلي ابوالراغب وعبدالله النسور .
"الاردن" الذي سار به نحو البناء والاستقرار رغم كل المؤامرات المحلية والاقليمية وتارة الدولية عليه ، قائد اكتسب الخبرة والتواضع والجرأة والاتصال المتواصل والدائم مع كافة شرائح شعبه ، وقد أتقن التعامل مع الازمات المحلية والعربية بدراسة وتمحيص ، لا فزعة بعد ارتباك ، بل كان صاحب رؤيا واقدام ، هذا نفس الاردن اليوم لم يتغير شيء!.
"فالاردن" الذي إقتطعته بريطانيا من حضن سوريا وجعلت منه كيانا تحت انتدابها الى ان قام الحسين بحركة تعريب الجيش في 1/3/1956 ، هو نفس الاردن الذي اصبحت فيه سوريا بعد أزمتها الدموية مع شعبها ، جزءا منه .
"والاردن" الذي رفض جزءٌ كبير من الفلسطينيين عام 1948 الانضمام اليه من اجل الابقاء على استقلالية ما تبقى من فلسطين – كوجهات نظر ، لا اكثر ، التزاما بقدسية قضيتهم ، هو نفس الاردن الذي يغازله اليوم كل فلسطيني الداخل والشتات لاعادة اللحمة وازالة كل اسباب الفرقة بينهما .
"فالاردن" الذي كان فيه مستشارون اكفاء حول الملك الحكيم امثال صلاح ابو زيد واحمد اللوزي وعامر خماش وعدنان ابو عوده ، هو نفس الاردن الذي نراه اليوم نذكرهم اليوم كما قال الشاعر .

لِخَوْلَةَ َ أَطْلال ببُرقَة َ ثَهْمَد
تَلوحُ كباقي الوَشْمِ في ظاهر اليَدِ
رغم سُمنة الفكر و التجربة والخبرة والمقدرة والانتماء لدى الكثيرين ممن يهمهم الاردن اولا واخرا بنظامه الراسخ المتفق عليه وارضه المباركة وشعبه المعطاء.
"والاردن" الذي دفعته بعض الدول العربية وهنري كيسنغر ، وفرضوا فك الارتباط على الاردن ، وإلا ّ !! ثم اصداره البطاقات الملونة لفصل الارض والشعب عن بعضه البعض ، هو نفس الاردن الذي بقي يدافع عن قضية فلسطين من على كل المنابر الدولية والمنظمات العالمية لتقام الدولة الفلسطينية المستقلة على الارض الفلسطينية وعاصمتها القدس.
هكذا قال هزاع المجالي في مؤتمر شتورة في الستينات – وفي سياقٍ اخر ارادها وصفي التل وحدة واحده .
"فالاردن" الذي وقف ضد تدمير العراق ارضا وشعبا حفاظا على استقلاليته ودوره الوطني كعمق استراتيجي مُترفـِّعاً عن خلافات النظام آنذاك مع اشقائه في الخليج العربي . ما كانت سياسته محورية بل عربية عربية .
اراد الحسين اطفاء الفتنة ، واراد غيره اشعالها ، فكان ما كان ، وخرجت علينا اليوم داعش والنصرة والميلشيات – لنرى اليوم العراق بأنباره وبغداده اهل واحبة في الاردن.
كانت هزيمة عام 1967 ماثلة امام عينيه الا انه لم يتقاعس بالمشاركة كواجب وطني قومي .
"فالاردن" الذي تخلـَّى عنه اشقاؤه ، ولو الى حين ، وهو يمر في ظروف اقتصادية صعبة – ما أبتعد عن احد، هو نفس الاردن الذي تتراكض اليوم حوله دول عربية شقيقة لاعادة دوره كنواة قوية تساند قضايا امته – ولتبقى دوما سندا وعونا لأمن منطقتنا العربية واستقرارها وامنها ورفاهيتها . فالاردن اليوم ليس كأردن الامس الا ان جوهره لم يتغير !.
- فيه شعب يستحق الحياة بعزة وكرامة .
- شعب له بطولاته في باب الواد واسوار القدس ومعركة الكرامة .
- شعب حمى صقوره سماء الاردن من اي اختراق لطائرات العدو.
- شعب حافظ على وحدته الوطنية .
- شعب تمسك بقيادته وكيانه ضمن محيطه العربي رغم كل المعوقات والحياة المعيشية الصعبة والمديونية المتراكمة والولاية المنقوصه التي تحاول قضم اطرافها كل الجهات المتنفذة مما يُبطل عملها ويحدد افقها ويحبط مجهوداتها.
- شعب يتعالى ويفتخر بعروبته وقوميته في اطار ديني محافظ ، اسلاميا كان ام مسيحيا .
"فالاردن" بشحَّة موارده ازدهر وتقدم على ارض الواقع وبنى واسس صناعة وتجارة ، عِلماً ومعلومات، سياسة واجتماعا ، جامعاتٍ ودراسات .
ما كان هناك حملة دكتوراة في الاقتصاد ولا فهلوة الليبراليين الجدد بل كانوا رجالا رافقوا الحسين في مسيرةالبناء وترجموا افكاره وطموحاته الى ورشات عمل – فقامت الفوسفات والاسمنت والمصفاة وغيرها .
رُغم كل النكسات والتراجعات والمديونيات وغياب الحوار والمشاركة التي اختـُزِلت الى واحد او اثنين ، "فالاردن" بقي متمسكا بقيادته التي يعتبرها المظلة الواقية له في خضم المنازعات الاقليمية ، باقيا على هذا النهج مهما اختلفت او تباينت الآراء.
فالاردنيون- كل الاردنيين – ومن اجل الاردن! يقفون بصلابة وحكمة مع نظامهم ووحدتهم الوطنية ، القلعة الشامخة في عرينهم ، ومع رموزهم الوطنية التي لم ينضب عطاؤها يوما بل لا تزال تتوخى كل الخير والامن والمنعة والسؤدد للأردن الغالي.
حمى الله الاردن وحمى الله امتنا العربية الماجده.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير