فــُكـُّوا قيدَه !
د. جهاد البرغوثي
جو 24 : تحزن النفس، ويتكدر المزاج ، وتنحدر الآمال ، ويجِّفُ التفاؤل ، وتسود حالة من الاحباط ونحن نرى مسلسل الاحداث الكارثية التي تـُطيح بوطننا العربي من اقصاه الى أقصاه.
لا أدري لو كتب عنها احد المنجمين في الستينات او السبعينات بامكانية حدوثها في هذا الزمن الرديء لرجموه بالحجارة واستهجنوا قوله واتهموه بالزندقة والخيانة او الجنون. انها عودة للحرب الباردة من جديد ، وكل قوى لها اعوانها تحركهم كيفما تشاء .
إبتعدتُ عن شاشة التلفزيون التي اتنقل فيها ما بين فرانس 24 و BBC والجزيرة والميادين والمنار واخذت أقرأ موسوعة النباتات الطبية " الانسان والدواء " لأحمد فرج العطيات بعد ان بلغ علماء العقاقير قدرا كبيرا من العلم في مجال تصنيع الادوية ، وانتقلت الى "العلاج بالاعشاب " لأبن البيطار ـ " وللنباتات والازهار " لسنية الزيات ، وانتهيت بالتركماني في " المعتمد في الادوية المفرده" . وبعد مضي عدة ساعات ورد على خاطري سؤال عابر – هل هناك في النباتات والاعشاب علاج لترجيح العقول على العواطف ومن ثم تنقيتها وتبيان شفافية الاحداث وإيقاعاتها المتناقضه وتداعياتها على مستقبل هذه الامة وهويتها وقوميتها ولغتها ودينها اسلاميا ومسيحيا بعد ان ابتعدت اليهودية عن اهل الكتاب واخذت منحى عنصريا تعصبيا لذاتها ولدينها .
كيف لنا ان ندرك ما يحدث ؟ وهل لنا ان نستعمل عقولنا بحكمة وروية لنحلل الحدث عن كثب لنفكك رموزه والغازه علـَّنا نوقف اهدافه المأساوية التي دمرت سوريا والعراق والصومال والسودان وسيناء ، وغدا في مصر وفلسطين والمغرب العربي.
لست خبيرا عسكريا او محللا سياسيا لأقول ان القوة العسكرية العربية المشتركة امر في غاية الاهمية ، الا ان على المستشارين السياسيين ان يقرأوا ما بين السطور :-
ماذا تـُخطط له الولايات المتحده الاميركية ؟
ماذا تريد اسرائيل عمله ؟
ما هي تداعيات الحرب البارده – ما بين روسيا والصين وايران من جانب وامريكا وتركيا ودول النفط العربي في الجانب الاخر .
هل هناك امكانية اطفاء فتيل الفتنة السنية الشيعية التي اثارها السيستاني منذ ان دخلت القوات الاميركية بغداد الرشيد ؟
هل هناك امكانية عودة العراق لوحدته وجغرافيته – أم ان التقسيم امر حاصل ؟ .
هل هناك بوارق امل لسلام شامل ودائم وعادل بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي ؟
ما ساكتبه اليوم حصراً لما هو مستقبل اهلنا في المحتل من ارضنا بعد ان اتسعت المسافة بين قادة الوافدين والشعب تحت احتلالهم واحتلال المحتل لهم .
ما عادت السلطة الفلسطينية قادرة ان تقدم السيناريو الذي وضعوه قبل عشرين عاما . فالاباراثيد الفلسطيني الذي اصبح يعمل لذاته ولامتيازاته ولبقائه في السلطة بمباركة ورضى المحتل الاسرائيلي لن يأتي بالسلام والطمأنينة للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي على حد سواء . هم يـُتقنون الانتصارات الدونكيشوتية والمسرحيات المكشوفة مثلما فعلوا في طلبهم لاعضاء الفيفا بالغاء عضوية اسرائيل ثم سحبوا الاقتراح – وبلا خجل صوّتوا ضد الامير العربي الاردني المحبوب ذو الشخصية المتواضعة ، والاردن الرسمي يحترمهم في قدومهم للبلاد وخروجهم منها – وبلا خجل هم انفسهم حركوا اعوانهم في حادثة المسجد الاقصى .
لا اريد ان اعود للوراء ، ولكني في صلب الموضوع أتساءل والكل يعلم؛ من سَلـَّمَ المناضل مروان البرغوثي لاسرائيل ؟ أكتفي بهذا السؤال .
تقول الاحصائيات ان شعبنا في المحتل من أرضنا يعيش 50 % منه تحت خط الفقر ، في الوقت الذي نرى فيه ارباب السلطة والهتيفة في الاربعة عشر فصيلا يعيشون برفاهية ، وابناؤهم يسافرون بطائرات خاصة .
ان استمرارية السلطة الفلسطينية في أدائها وموقعها الحالي ومفاوضاتها السرية ستعمل على تصفية قضية فلسطين "ارضاً " في المرحلة الاولى ، وشعباً في المرحلة الثانية . الكثيرون من الفلسطينيين في الداخل والشتات يرددون كلمة "هَـزُلت " ! وهذا غير كافٍ – على جماهيرنا الفلسطينية ان تعمل من اجل " التغيير " ، والمناضل الاسير مروان البرغوثي هو رجل المرحلة ورجل الحركة التصحيحية ورجل السلام – فهو نلسون مانديلا الفلسطيني – وكما خرج من سجنه نادى بالسلام والتعايش بين البيض والسود وقامت دولة جنوب افريقيا . فمهما طال الزمن ، ومهما خططت قوى اليمين الاسرائيلي المتطرف ، فلا بد للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي والمحيط العربي ان يدركوا معا ان لا سبيل الا للسلام وللعيش المشترك. وما الارهاب الذي نراه اليوم يحيط بنا من كل جانب الا نتاجا لمفارقات الشعوب العربية مع انظمتها ، ولديمقراطية تجنَّى عليها القريب والبعيد .
رغم ان المقترحات الصهيونية ما بين 1882 – 1936 دعت الى " لم شمل المنفيين (كيبوتس غالويوت) في "إرتس يسرائيل " الى فلسطين والاراضي المجاورة ، وافرزت ثلاثة الفاظ رئيسة – " المسألة العربية " هستيلاه هعفراه ، " والمشكلة العربية " هبعياه معرفيت ، " وفكرة الترحيل " هعفرا .
واليوم ، ومع التغيرات الاقليمية والتقلبات السياسية والظروف الدولية ، انتقلت الالفاظ الثلاثة كمطالب للفلسطينيين – "لم شمل الفلسطينيين المنفيين الى ارض فلسطينية ، " والمسالة العربية " في اتفاق سلام شامل ودائم وعادل لتعمل كافة دول المنطقة بتعاون اقتصادي وامني ومشاريع مشتركة لما فيه رفاهية سكانها واستقرارهم . اما فكرة الترحيل فإنها تتم بترحيل الفلسطينيين من مخيماتهم وشتاتهم لمن رغبوا الى دولتهم .
"فالتغيير " الذي على جماهيرنا الفلسطينية ان تعمل وتناضل وتكافح من اجله يتضمن محاور ثلاثة :-
1. ان الشعب الفلسطيني المبعثر منذ عام 1948 استطاع بعد التشتت والدمار اللذين حلا بالمجتمع الفلسطيني وبمؤسساته تأكيد هويته الجماعية – فهو مطالب اليوم بإعادة تنظيمة وتعبئته ليخوض معركة السلام الشامل والدائم والعادل واقامة كيانه الوطني السياسي .
2. ان تطوير مؤسساتهم السياسية والقانونية والاجتماعية عامل اساسي في ركائز الدولة القادمة بعد ان أبقت سلطة الوافدين البلاد والاهل في NO Man’s Land او بالاحرى في حالة Standstill .
3. الدعوة الى صوغ سياسات تقليدية وحصرية صارمة لتنظيم نواحي الحياة الفلسطينية على اسس الديمقراطية والحرية والتعددية الحزبية .
من اجل هذا كله اناشد الاردن الرسمي والشعبي والدول العربية الشقيقة قادة وشعوبا واخص بالذكر المملكة العربية السعودية في ثوبها الجديد ، ودولة الامارات العربية المتحده بالعمل على اجراء كافة الاتصالات والضغوطات مع الدول الصديقة وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية "لفك قيد" المناضل الدكتور مروان البرغوثي ليتسنى له أخذ مكانه والقيام بعمله كرجل سلام يحظى باحترام ومحبة مواطنيه .
لا أدري لو كتب عنها احد المنجمين في الستينات او السبعينات بامكانية حدوثها في هذا الزمن الرديء لرجموه بالحجارة واستهجنوا قوله واتهموه بالزندقة والخيانة او الجنون. انها عودة للحرب الباردة من جديد ، وكل قوى لها اعوانها تحركهم كيفما تشاء .
إبتعدتُ عن شاشة التلفزيون التي اتنقل فيها ما بين فرانس 24 و BBC والجزيرة والميادين والمنار واخذت أقرأ موسوعة النباتات الطبية " الانسان والدواء " لأحمد فرج العطيات بعد ان بلغ علماء العقاقير قدرا كبيرا من العلم في مجال تصنيع الادوية ، وانتقلت الى "العلاج بالاعشاب " لأبن البيطار ـ " وللنباتات والازهار " لسنية الزيات ، وانتهيت بالتركماني في " المعتمد في الادوية المفرده" . وبعد مضي عدة ساعات ورد على خاطري سؤال عابر – هل هناك في النباتات والاعشاب علاج لترجيح العقول على العواطف ومن ثم تنقيتها وتبيان شفافية الاحداث وإيقاعاتها المتناقضه وتداعياتها على مستقبل هذه الامة وهويتها وقوميتها ولغتها ودينها اسلاميا ومسيحيا بعد ان ابتعدت اليهودية عن اهل الكتاب واخذت منحى عنصريا تعصبيا لذاتها ولدينها .
كيف لنا ان ندرك ما يحدث ؟ وهل لنا ان نستعمل عقولنا بحكمة وروية لنحلل الحدث عن كثب لنفكك رموزه والغازه علـَّنا نوقف اهدافه المأساوية التي دمرت سوريا والعراق والصومال والسودان وسيناء ، وغدا في مصر وفلسطين والمغرب العربي.
لست خبيرا عسكريا او محللا سياسيا لأقول ان القوة العسكرية العربية المشتركة امر في غاية الاهمية ، الا ان على المستشارين السياسيين ان يقرأوا ما بين السطور :-
ماذا تـُخطط له الولايات المتحده الاميركية ؟
ماذا تريد اسرائيل عمله ؟
ما هي تداعيات الحرب البارده – ما بين روسيا والصين وايران من جانب وامريكا وتركيا ودول النفط العربي في الجانب الاخر .
هل هناك امكانية اطفاء فتيل الفتنة السنية الشيعية التي اثارها السيستاني منذ ان دخلت القوات الاميركية بغداد الرشيد ؟
هل هناك امكانية عودة العراق لوحدته وجغرافيته – أم ان التقسيم امر حاصل ؟ .
هل هناك بوارق امل لسلام شامل ودائم وعادل بين الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي ؟
ما ساكتبه اليوم حصراً لما هو مستقبل اهلنا في المحتل من ارضنا بعد ان اتسعت المسافة بين قادة الوافدين والشعب تحت احتلالهم واحتلال المحتل لهم .
ما عادت السلطة الفلسطينية قادرة ان تقدم السيناريو الذي وضعوه قبل عشرين عاما . فالاباراثيد الفلسطيني الذي اصبح يعمل لذاته ولامتيازاته ولبقائه في السلطة بمباركة ورضى المحتل الاسرائيلي لن يأتي بالسلام والطمأنينة للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي على حد سواء . هم يـُتقنون الانتصارات الدونكيشوتية والمسرحيات المكشوفة مثلما فعلوا في طلبهم لاعضاء الفيفا بالغاء عضوية اسرائيل ثم سحبوا الاقتراح – وبلا خجل صوّتوا ضد الامير العربي الاردني المحبوب ذو الشخصية المتواضعة ، والاردن الرسمي يحترمهم في قدومهم للبلاد وخروجهم منها – وبلا خجل هم انفسهم حركوا اعوانهم في حادثة المسجد الاقصى .
لا اريد ان اعود للوراء ، ولكني في صلب الموضوع أتساءل والكل يعلم؛ من سَلـَّمَ المناضل مروان البرغوثي لاسرائيل ؟ أكتفي بهذا السؤال .
تقول الاحصائيات ان شعبنا في المحتل من أرضنا يعيش 50 % منه تحت خط الفقر ، في الوقت الذي نرى فيه ارباب السلطة والهتيفة في الاربعة عشر فصيلا يعيشون برفاهية ، وابناؤهم يسافرون بطائرات خاصة .
ان استمرارية السلطة الفلسطينية في أدائها وموقعها الحالي ومفاوضاتها السرية ستعمل على تصفية قضية فلسطين "ارضاً " في المرحلة الاولى ، وشعباً في المرحلة الثانية . الكثيرون من الفلسطينيين في الداخل والشتات يرددون كلمة "هَـزُلت " ! وهذا غير كافٍ – على جماهيرنا الفلسطينية ان تعمل من اجل " التغيير " ، والمناضل الاسير مروان البرغوثي هو رجل المرحلة ورجل الحركة التصحيحية ورجل السلام – فهو نلسون مانديلا الفلسطيني – وكما خرج من سجنه نادى بالسلام والتعايش بين البيض والسود وقامت دولة جنوب افريقيا . فمهما طال الزمن ، ومهما خططت قوى اليمين الاسرائيلي المتطرف ، فلا بد للشعبين الفلسطيني والاسرائيلي والمحيط العربي ان يدركوا معا ان لا سبيل الا للسلام وللعيش المشترك. وما الارهاب الذي نراه اليوم يحيط بنا من كل جانب الا نتاجا لمفارقات الشعوب العربية مع انظمتها ، ولديمقراطية تجنَّى عليها القريب والبعيد .
رغم ان المقترحات الصهيونية ما بين 1882 – 1936 دعت الى " لم شمل المنفيين (كيبوتس غالويوت) في "إرتس يسرائيل " الى فلسطين والاراضي المجاورة ، وافرزت ثلاثة الفاظ رئيسة – " المسألة العربية " هستيلاه هعفراه ، " والمشكلة العربية " هبعياه معرفيت ، " وفكرة الترحيل " هعفرا .
واليوم ، ومع التغيرات الاقليمية والتقلبات السياسية والظروف الدولية ، انتقلت الالفاظ الثلاثة كمطالب للفلسطينيين – "لم شمل الفلسطينيين المنفيين الى ارض فلسطينية ، " والمسالة العربية " في اتفاق سلام شامل ودائم وعادل لتعمل كافة دول المنطقة بتعاون اقتصادي وامني ومشاريع مشتركة لما فيه رفاهية سكانها واستقرارهم . اما فكرة الترحيل فإنها تتم بترحيل الفلسطينيين من مخيماتهم وشتاتهم لمن رغبوا الى دولتهم .
"فالتغيير " الذي على جماهيرنا الفلسطينية ان تعمل وتناضل وتكافح من اجله يتضمن محاور ثلاثة :-
1. ان الشعب الفلسطيني المبعثر منذ عام 1948 استطاع بعد التشتت والدمار اللذين حلا بالمجتمع الفلسطيني وبمؤسساته تأكيد هويته الجماعية – فهو مطالب اليوم بإعادة تنظيمة وتعبئته ليخوض معركة السلام الشامل والدائم والعادل واقامة كيانه الوطني السياسي .
2. ان تطوير مؤسساتهم السياسية والقانونية والاجتماعية عامل اساسي في ركائز الدولة القادمة بعد ان أبقت سلطة الوافدين البلاد والاهل في NO Man’s Land او بالاحرى في حالة Standstill .
3. الدعوة الى صوغ سياسات تقليدية وحصرية صارمة لتنظيم نواحي الحياة الفلسطينية على اسس الديمقراطية والحرية والتعددية الحزبية .
من اجل هذا كله اناشد الاردن الرسمي والشعبي والدول العربية الشقيقة قادة وشعوبا واخص بالذكر المملكة العربية السعودية في ثوبها الجديد ، ودولة الامارات العربية المتحده بالعمل على اجراء كافة الاتصالات والضغوطات مع الدول الصديقة وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية "لفك قيد" المناضل الدكتور مروان البرغوثي ليتسنى له أخذ مكانه والقيام بعمله كرجل سلام يحظى باحترام ومحبة مواطنيه .