السؤال الصعب ؟
صلاح ابو هنود
جو 24 : حفل القرن الماضي بحربين عالميتين وقطبين من دولتين و حرب باردة لاتقل ضراوة عن الحربين الأولى والثانية ، وتميز بنهضة علمية لا سابق لها في تاريخ البشرية ووضع شروط ومواصفات جديدة لحياة البشرية ضمنتها معاهدات ومواثيق أممية، استثنت الأديان في كثير من المواضيع وجعلت منها زخرفا في حياة الإنسان واحتفاليه في المناسبات السعيدة.
في الربع الأخير من القرن الماضي ويخاصة بعد انتخاب الرئيس ريغان بدأ تنفيذ الخطط التي ستهيء الأوضاع الجديدة لملامح القرن القادم وهكذا بدأت مرحلة توحيد أوروبا وتفكيك الإتحاد السوفياتي وخلق نموذج اقتصادي وثقافي واجتماعي وعسكري يتمحور حول فكرة أن العالم يجب ان يتحول الى قرية واحدة وسوق واحدة بادارة قطب واحد هو الولايات المتحدة وحلفائها ، عبر العولمة والشركات المتعددة الجنسية والسيطرة الكاملة على مصادر الطاقة مع ضرورة البحث عن وسائل جديدة وبديلة للطاقة التقليدية ، وعلى رأس هذا كلة تطوير وسائل الاتصال وعولمتها وكيفية السيطرة على المعلومة في عصر تدفق المعلومات وثورة المعرفة ، وفي ذلك الوقت بدأت جامعة هارفرد بوضع دراسة شارك فيها عدد كبير من الأكاديمين والسياسين في منطقتنا والعالم لاقتراح حل للصراع العربي الإسرائيلي يكون مقبولا بنسبة كبيرة عربيا ويهوديا وخلق شرق اوسط جديد تكون فيه اسرائيل دولة قائدة تلقى القبول والرضا من جيرانها والعالم وتهيئة الظروف لذلك .
كانت المعضلة الكبرى أمام تحقيق الهدف الوجود القوي للفكر القومي والأممية الاشتراكية ولذك تركز الجهد على إضعاف وتفشيل الفكرين وبدء العمل على تبني بديل جديد يستطيع تقزيم القومية والاشتراكية التي تتناقض مع مواصفات العالم الجديد، ومن هذا المنطلق تم اختيار الإسلام السياسي كحليف جديد وقوي له عقيدة صلبة واتباع كثيرون في حدود مليارين إلا قليلا .
في المرحلة الأولى تم الترويج له تحت مسمى (الصحوة الإسلامية ) ولاحقا بمصطلح الإسلام السياسي ليدخل اللعبة وتحقيق هذه الأهداف (هزيمة الفكر القومي والاشتراكية ) فكانت حرب افغانستان التي أدت الى انهيار وتفكيك دولة عظمى ، هي الاتحاد السوفياتي دون الحاجة لاستعمال اسلحة نووية وامتدت من 1979 وحتى نهاية 1989 وتبع ذلك مباشرة بدأ الصراع بين الدين والقومية بحرب بين العراق وايران من سنة 1980 وانتهت 1988 ، هاتان الحربان حققتا الهدف المطلوب عسكريا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ودينيا وتم التأكد من امكانية نجاح وضع الأسس والقواعد والمواصفات لملامح القرن الحالي.
مع بداية هذا القرن بدأت مرحلة الإنتقال في التعامل مع الإسلام السياسي من حليف الى مرحلة قلع أظافره القوية التي تشكلت على مدى ربع قرن من الحروب المختلفة وجعله العدو الجديد البشع ، سمته العنف ورفضه لقواعد لعبة الأمم وجعله على شكل مليشيات وعصابات تهدد العالم العربي و العالم بأسره لتوزعه في كافة اقطار الدنيا وله تنظيم عالمي وقيادة عالمية للتخطيط والتنفيذ ، يشكل كل فرع منه شوكة في حلق كل دولة يتواجد فيها بحجة الإصلاح بعد تراكم الفساد ويسعى الى الإمساك بالسلطة ليتمكن في نهاية المطاف من إقامة الدولة الإسلامية الواحدة وهو هدف يصعب تحقيقة ويحتاج لمعجزة الهية لعدد كبير من الأسباب على رأسها وجود مذاهب قوية وغنية في هذا المكوِّن تتناقض مع بعضها وجوديا ، وبعضها يمتلك سلاحا نوويا كباكستان وآخر على وشك الوصول الى ذلك وهو ايران وبذلك يضمن القطب الذي سيتولى قيادة العالم ، أن الصراع سيكون في البيت الواحد يفتتهم ويدمر كياناتهم ويحولهم الى مجتمعات متخلفة ودولا فاشلة لا خطر على العالم منها واختيار النموذج التركي كاطار للمسلمين قادر على التعاون مع العالم بما فيهم اسرائيل وإخراج العرب من قيادة التنظيم بدلالة مع حدث في مصر، وتأجيج صراعات عربية عربية صرفة بعد انهيار الجيوش العربية ، تغذيها وتديمها فكرة الثأر كعامل مهم في الثقافة العربية ، وجعل بأسهم بينهم شديد والغاء الفكرة والقدرة على محاربة اليهود وتحقيق حلم الصهيونية في قيام الدولة اليهودية التي وردت كهدف ثابت في مشروع جامعة هارفرد وما يحدث الآن يؤكد صحة ما نقول.
ومن صعوبة الإجابة على السؤال الصعب رغم الكيد والمكر وحسن التخطيط والتنفيذ ووجود تناقض جوهري بين الديانات الأخرى في مسألة خاتمة العالم أوالانتصار الأخير فاليهودية تنتظر مسيحا جديدا ، فهي لم تعترف بالمسيح القديم وظهور هذا الرجل سيحقق لها السيطرة التامة على الأرض ، والمسيحية تنتظر عودة المسيح الذي قام من بين الأموات ليقيم السلام ويضع حدا للحروب بين البشر ويتحول سيف القتل الى محراث ، والمسلمون ينتظرون المهدي وصاحب الزمان أو من سيحمل أمر الله وبه سينتصر ويدخل الناس في دين الله أفواجا ويقيم العدل مقدمة ليوم القيامة .
كل هذه الأفكار لا يمكن الغاؤها والتنازل عنها لأنها في صلب تكوين العقيدة للأديان الثلاثة الرئيسية وفيها رسمت نهايات العالم حسب مفاهيمها العقدية ولكن بعد التأكد من امتلاك القدرة على النصر النهائي وإدارته .
كل ما تقدم يؤكد ان القرن الحالي يسير باتجاه ملمح واحد ستكون نتائجه لمصلحة طرف واحد وحلمه بالسيطرة على الكرة الأرضية بكل ما فيها كهدف استراتيجي يكون هو السيد فيها ، والباقي ارقام خاضعة خضوع العبيد وهذا يبرز بوضوح في فكر اليهود وقد قطعوا شوطا كبيرا في تحقيقه.
إذن ما الذي سيحدث ؟؟ هو فعلا السؤال الجوهري الذي لن يستطيع احد الإجابة علية وهل سيتم حقا حسم الصراع لصالح طرف واحد ومن هو وكيف ؟
بعد أن أخذت الأرض زُخرفها وظن أهلها أنهم قادرون عليها استطيع وضع خاتمة لمقالي : هي أن هذا القرن بكل ما يحمل من دلالات هو قرن الحرب الدامية والشرسة والنهائية وفيه الإجابة على السؤال الكبيرعن النبأ العظيم الذي يختلف فيه الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
في الربع الأخير من القرن الماضي ويخاصة بعد انتخاب الرئيس ريغان بدأ تنفيذ الخطط التي ستهيء الأوضاع الجديدة لملامح القرن القادم وهكذا بدأت مرحلة توحيد أوروبا وتفكيك الإتحاد السوفياتي وخلق نموذج اقتصادي وثقافي واجتماعي وعسكري يتمحور حول فكرة أن العالم يجب ان يتحول الى قرية واحدة وسوق واحدة بادارة قطب واحد هو الولايات المتحدة وحلفائها ، عبر العولمة والشركات المتعددة الجنسية والسيطرة الكاملة على مصادر الطاقة مع ضرورة البحث عن وسائل جديدة وبديلة للطاقة التقليدية ، وعلى رأس هذا كلة تطوير وسائل الاتصال وعولمتها وكيفية السيطرة على المعلومة في عصر تدفق المعلومات وثورة المعرفة ، وفي ذلك الوقت بدأت جامعة هارفرد بوضع دراسة شارك فيها عدد كبير من الأكاديمين والسياسين في منطقتنا والعالم لاقتراح حل للصراع العربي الإسرائيلي يكون مقبولا بنسبة كبيرة عربيا ويهوديا وخلق شرق اوسط جديد تكون فيه اسرائيل دولة قائدة تلقى القبول والرضا من جيرانها والعالم وتهيئة الظروف لذلك .
كانت المعضلة الكبرى أمام تحقيق الهدف الوجود القوي للفكر القومي والأممية الاشتراكية ولذك تركز الجهد على إضعاف وتفشيل الفكرين وبدء العمل على تبني بديل جديد يستطيع تقزيم القومية والاشتراكية التي تتناقض مع مواصفات العالم الجديد، ومن هذا المنطلق تم اختيار الإسلام السياسي كحليف جديد وقوي له عقيدة صلبة واتباع كثيرون في حدود مليارين إلا قليلا .
في المرحلة الأولى تم الترويج له تحت مسمى (الصحوة الإسلامية ) ولاحقا بمصطلح الإسلام السياسي ليدخل اللعبة وتحقيق هذه الأهداف (هزيمة الفكر القومي والاشتراكية ) فكانت حرب افغانستان التي أدت الى انهيار وتفكيك دولة عظمى ، هي الاتحاد السوفياتي دون الحاجة لاستعمال اسلحة نووية وامتدت من 1979 وحتى نهاية 1989 وتبع ذلك مباشرة بدأ الصراع بين الدين والقومية بحرب بين العراق وايران من سنة 1980 وانتهت 1988 ، هاتان الحربان حققتا الهدف المطلوب عسكريا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا ودينيا وتم التأكد من امكانية نجاح وضع الأسس والقواعد والمواصفات لملامح القرن الحالي.
مع بداية هذا القرن بدأت مرحلة الإنتقال في التعامل مع الإسلام السياسي من حليف الى مرحلة قلع أظافره القوية التي تشكلت على مدى ربع قرن من الحروب المختلفة وجعله العدو الجديد البشع ، سمته العنف ورفضه لقواعد لعبة الأمم وجعله على شكل مليشيات وعصابات تهدد العالم العربي و العالم بأسره لتوزعه في كافة اقطار الدنيا وله تنظيم عالمي وقيادة عالمية للتخطيط والتنفيذ ، يشكل كل فرع منه شوكة في حلق كل دولة يتواجد فيها بحجة الإصلاح بعد تراكم الفساد ويسعى الى الإمساك بالسلطة ليتمكن في نهاية المطاف من إقامة الدولة الإسلامية الواحدة وهو هدف يصعب تحقيقة ويحتاج لمعجزة الهية لعدد كبير من الأسباب على رأسها وجود مذاهب قوية وغنية في هذا المكوِّن تتناقض مع بعضها وجوديا ، وبعضها يمتلك سلاحا نوويا كباكستان وآخر على وشك الوصول الى ذلك وهو ايران وبذلك يضمن القطب الذي سيتولى قيادة العالم ، أن الصراع سيكون في البيت الواحد يفتتهم ويدمر كياناتهم ويحولهم الى مجتمعات متخلفة ودولا فاشلة لا خطر على العالم منها واختيار النموذج التركي كاطار للمسلمين قادر على التعاون مع العالم بما فيهم اسرائيل وإخراج العرب من قيادة التنظيم بدلالة مع حدث في مصر، وتأجيج صراعات عربية عربية صرفة بعد انهيار الجيوش العربية ، تغذيها وتديمها فكرة الثأر كعامل مهم في الثقافة العربية ، وجعل بأسهم بينهم شديد والغاء الفكرة والقدرة على محاربة اليهود وتحقيق حلم الصهيونية في قيام الدولة اليهودية التي وردت كهدف ثابت في مشروع جامعة هارفرد وما يحدث الآن يؤكد صحة ما نقول.
ومن صعوبة الإجابة على السؤال الصعب رغم الكيد والمكر وحسن التخطيط والتنفيذ ووجود تناقض جوهري بين الديانات الأخرى في مسألة خاتمة العالم أوالانتصار الأخير فاليهودية تنتظر مسيحا جديدا ، فهي لم تعترف بالمسيح القديم وظهور هذا الرجل سيحقق لها السيطرة التامة على الأرض ، والمسيحية تنتظر عودة المسيح الذي قام من بين الأموات ليقيم السلام ويضع حدا للحروب بين البشر ويتحول سيف القتل الى محراث ، والمسلمون ينتظرون المهدي وصاحب الزمان أو من سيحمل أمر الله وبه سينتصر ويدخل الناس في دين الله أفواجا ويقيم العدل مقدمة ليوم القيامة .
كل هذه الأفكار لا يمكن الغاؤها والتنازل عنها لأنها في صلب تكوين العقيدة للأديان الثلاثة الرئيسية وفيها رسمت نهايات العالم حسب مفاهيمها العقدية ولكن بعد التأكد من امتلاك القدرة على النصر النهائي وإدارته .
كل ما تقدم يؤكد ان القرن الحالي يسير باتجاه ملمح واحد ستكون نتائجه لمصلحة طرف واحد وحلمه بالسيطرة على الكرة الأرضية بكل ما فيها كهدف استراتيجي يكون هو السيد فيها ، والباقي ارقام خاضعة خضوع العبيد وهذا يبرز بوضوح في فكر اليهود وقد قطعوا شوطا كبيرا في تحقيقه.
إذن ما الذي سيحدث ؟؟ هو فعلا السؤال الجوهري الذي لن يستطيع احد الإجابة علية وهل سيتم حقا حسم الصراع لصالح طرف واحد ومن هو وكيف ؟
بعد أن أخذت الأرض زُخرفها وظن أهلها أنهم قادرون عليها استطيع وضع خاتمة لمقالي : هي أن هذا القرن بكل ما يحمل من دلالات هو قرن الحرب الدامية والشرسة والنهائية وفيه الإجابة على السؤال الكبيرعن النبأ العظيم الذي يختلف فيه الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون .