صفحة عاصفة الحزم
صلاح ابو هنود
جو 24 : كان حكم شاه ايران يثير الرعب في منطقة الخليج ويتحكم في تفاصيل الأشياء وأذكر في هذا المقام كيف أن السفير الإيراني في دولة الإمارات تدخل حين إخراجي لمسلسل نمر العدوان لشطب كلمة العربي من اسم مؤسسة الخليج العربي للأعمال الفنية ونجح في ذلك سنة 1975 ، ارتباط الجميع ايران ودول المنطقة مع الولايات المتحدة بخاصة والغرب بعامة خفف من وطأة هذا الضغط ، كمان كان لجلالة الراحل الملك حسين دورا مهما في طمأنة دول المنطقة بحكم علاقته القوية مع كافة الأطراف بعدم وجود قرار ايراني بشن حروب على دول المنطقة والتي كان معظمها في دور النشوء والتطور ولا يملك بنى تحتية وقوة عسكرية للدفاع عن نفسه ، ولما قامت ثورة ايران الإسلامية سنة 1979 بقيادة الخميني ، فرح الجميع بذهاب البعبع الشاهوي وأن البديل يمكن التفاهم معة بحكم العقيدة ، وكان أول زعيم عربي نبه الى خطورة ما هو قادم جلالة الراحل الحسين حين قال " لا تفرحوا كثيرا ، إنه مجد فارس "، وفعلا تبدد هذا الشعور ، بعد اعلان الخميني العمل على مد الثورة أو ما سُمي تصدير الثورة إلى المناطق المجاورة.
المملكة العربية السعودية شعرت بالخطر الشديد على وجودها ووجود شقيقاتها الصغار في الخليج وأن المشكلة اذا أخذت بعدا دينيا فإن النار سيصعب اطفاؤها وبخاصة أن السعودية تعتبر نفسها قائدة للسنة في العالم ، كان لا بد من العودة للفكر القومي الذي خبتت ناره بعد موت الزعيم عبد الناصر واستثمار الشعور القومي المعادي للفرس عند الريئس صدام حسين وهكذا بدأت الحرب العراقية الإيرانية وتلاها الأفغانية للجم البعبع الجديد والأشد خطرا ، طالت الحرب كثيرا وأنفقت فيها السعودية ودول الخليج بلايين الدولارات ،لكنها في نفس الوقت منحتهم الزمن الكافي لإنشاء بنى تحتية كافية لاستقبال اساطيل الحلفاء وقوة عسكرية تكون بها قادرة على الدفاع عن نفسها مبدئيا الى حين جهوزية حلفائها للمساندة عربا وغربا ومسلمين.
هذا الاختيار السياسي والعسكري وصل بالمنطقة الى نتائج كارثية ذهبت بالعراق القوي الذي كان السد المنيع وفتحت الشهية الإيرانية لبداية تحقيق حلم الخميني وهذا ما حصل ويحصل الآن وبه انتهت سطور الصفحة الأولى.
فشل حلول الصراع مع اسرائيل و الربيع العربي بكل ما فيه ، خلق بؤرا ثورية بطابع ديني على امتداد الوطن العربي تحتاج كي تنتصر الى المال والسلاح وهنا كانت الفرصة التاريخية للثورة الإيرانية فهي تمتلك ذلك وتقدمه مجانا ، مع ميزة التعامل مع قطاعات شعبية تساعدها في النهوض والتطور وامتلاك القوة التي من خلالها تشل القرار السياسي الرسمي في أماكن تواجدها ، وهذا ما حصل في لبنان وفلسطين والعراق واليمن أما سوريا فقد كانت حليفة ايران منذ بداية الحرب العراقية لإيرانية لأسباب تعرفها القيادة السورية وتظهر تجلياتها الآن .
التطورات السياسية ودون الرجوع الى التفاصيل هزمت المد القومي الى حد كبير وامتلأ الفراغ بحركات دينية متطرفة عند طرفي المعادلة السنية والشيعية مع قوى سياسية انتهازية ترغب في الوصول او البقاء في السلطة ، تتصارع دمويا ، دون وجود قوة قادرة على الحسم وتحقيق النصر على الطرف الآخر .
إن تطورات الوضع في اليمن خلق لدى المملكة السعودية ودول الخليج نفس شعور الخطر الذي احست به بعد ثورة الخميني وقراره بتصدير الثورة التي تتمدد الآن بتسارع كبير ، وتحقق نجاحات ، وهم الآن يمتلكون البنى التحتية والجاهزية للدفاع عن انفسهم ، فما كان لملك لم يمض على جلوسه على العرش سوى بضعة أشهر أن يبدأ حربا سوى اليقين أن المسألة الآن بلغت مرحلة صراع الوجود وهذه بداية السطر الأول للصفحة الثانية في تاريخ المنطقة ، فإذا لم تنتصر السعودية في عاصفة الحزم نصرا لا لُبس فية فإن المنطقة مفتوحة على احتمالات اكبر واخطر من نتائج حروب الصفحة الأولى التي انفجرت عام 1979 ، وإنه حقا مجد فارس الذي نبه له الراحل الحسين ورأى هلاله الملك عبد الثاني وإني أخاف أن يبني مجد فارس القادم الهيكل الثالث لليهود بعد تمزيق وتقسيم الأمة كما بنى المجد السابق الهيكل الثاني لليهود بعد هزيمة نبوخذنصر البابلي .
المملكة العربية السعودية شعرت بالخطر الشديد على وجودها ووجود شقيقاتها الصغار في الخليج وأن المشكلة اذا أخذت بعدا دينيا فإن النار سيصعب اطفاؤها وبخاصة أن السعودية تعتبر نفسها قائدة للسنة في العالم ، كان لا بد من العودة للفكر القومي الذي خبتت ناره بعد موت الزعيم عبد الناصر واستثمار الشعور القومي المعادي للفرس عند الريئس صدام حسين وهكذا بدأت الحرب العراقية الإيرانية وتلاها الأفغانية للجم البعبع الجديد والأشد خطرا ، طالت الحرب كثيرا وأنفقت فيها السعودية ودول الخليج بلايين الدولارات ،لكنها في نفس الوقت منحتهم الزمن الكافي لإنشاء بنى تحتية كافية لاستقبال اساطيل الحلفاء وقوة عسكرية تكون بها قادرة على الدفاع عن نفسها مبدئيا الى حين جهوزية حلفائها للمساندة عربا وغربا ومسلمين.
هذا الاختيار السياسي والعسكري وصل بالمنطقة الى نتائج كارثية ذهبت بالعراق القوي الذي كان السد المنيع وفتحت الشهية الإيرانية لبداية تحقيق حلم الخميني وهذا ما حصل ويحصل الآن وبه انتهت سطور الصفحة الأولى.
فشل حلول الصراع مع اسرائيل و الربيع العربي بكل ما فيه ، خلق بؤرا ثورية بطابع ديني على امتداد الوطن العربي تحتاج كي تنتصر الى المال والسلاح وهنا كانت الفرصة التاريخية للثورة الإيرانية فهي تمتلك ذلك وتقدمه مجانا ، مع ميزة التعامل مع قطاعات شعبية تساعدها في النهوض والتطور وامتلاك القوة التي من خلالها تشل القرار السياسي الرسمي في أماكن تواجدها ، وهذا ما حصل في لبنان وفلسطين والعراق واليمن أما سوريا فقد كانت حليفة ايران منذ بداية الحرب العراقية لإيرانية لأسباب تعرفها القيادة السورية وتظهر تجلياتها الآن .
التطورات السياسية ودون الرجوع الى التفاصيل هزمت المد القومي الى حد كبير وامتلأ الفراغ بحركات دينية متطرفة عند طرفي المعادلة السنية والشيعية مع قوى سياسية انتهازية ترغب في الوصول او البقاء في السلطة ، تتصارع دمويا ، دون وجود قوة قادرة على الحسم وتحقيق النصر على الطرف الآخر .
إن تطورات الوضع في اليمن خلق لدى المملكة السعودية ودول الخليج نفس شعور الخطر الذي احست به بعد ثورة الخميني وقراره بتصدير الثورة التي تتمدد الآن بتسارع كبير ، وتحقق نجاحات ، وهم الآن يمتلكون البنى التحتية والجاهزية للدفاع عن انفسهم ، فما كان لملك لم يمض على جلوسه على العرش سوى بضعة أشهر أن يبدأ حربا سوى اليقين أن المسألة الآن بلغت مرحلة صراع الوجود وهذه بداية السطر الأول للصفحة الثانية في تاريخ المنطقة ، فإذا لم تنتصر السعودية في عاصفة الحزم نصرا لا لُبس فية فإن المنطقة مفتوحة على احتمالات اكبر واخطر من نتائج حروب الصفحة الأولى التي انفجرت عام 1979 ، وإنه حقا مجد فارس الذي نبه له الراحل الحسين ورأى هلاله الملك عبد الثاني وإني أخاف أن يبني مجد فارس القادم الهيكل الثالث لليهود بعد تمزيق وتقسيم الأمة كما بنى المجد السابق الهيكل الثاني لليهود بعد هزيمة نبوخذنصر البابلي .