jo24_banner
jo24_banner

ضواري الحرب النفسية

صلاح ابو هنود
جو 24 :
يتعرض الأردن لحرب نفسية تم الإعداد لها بمكر ودهاء وتم تقسيمها الى مراحل ومفردات وكان أخطرها التعرض للمؤسسات العسكرية والأمنية بما يسيء للعلاقة المميزة بين الأردنيين وجيشهم الوطني.

إن ما قرأنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتناقلته وكالات الأنباء والقنوات التلفزيونية عن الاتهامات الموجهة لرئيس هيئة الأركان المشتركة السابق لجيش الأردن بالفساد والثراء الفاحش أمريجدر التفكير فيه وبيان الأسباب التي تقف وراء ذلك.

اعتقد أن وراء الأكمة ما وراءها فإن من أهم أركان الحرب النفسية للتنظيمات السياسية الطامعة في الاستيلاء على الحكم والتي لديها مليشيات عسكرية مسلحة سرية و علنية هي تشويه صورة المؤسسة العسكرية لدى جماهير الشعب بوسائل مدروسة بعناية مثل :
١-تشويه صورة القادة والضباط الكبار عن طريق اتهامهم بالخيانة والفساد.
٢- إظهار شعور الضباط الصغار وضباط الصف والجنود بالإحتقار نتيجة معاملة رؤسائهم لهم بطريقة غير لائقة وكأن وظيفة الجنود صغار الرُتب هي تلميع أحذية كبار الضباط وخدمة عائلاتهم كما رأينا في فيلم الجزيرة عن الجنود في مصر.
٣-إظهار انعدام الكفاءة العسكرية لدى الجيش وفِي حادثة إربد وكيفية التعامل مع الخلية الإرهابية تم تفسير حرص الجنود الأردنيين على حياة أبناء شعبهم وعدم حسم المعركة في وقت مبكّر كضعف قوة عسكرية كبيرة أمام مجموعة صغيرة وبدأ أنصارهم بترويج الإشاعات حول شجاعة المجموعة.
٤-إظهار كراهية من سبق ذكرهم للمؤسسات العسكرية واستعدادهم النفسي للهرب أو الاستسلام فهم في الجيش من أجل الراتب متناسين شجاعة أبناء الجيش في معركة الكرامة.
٤-خلق شعور من القلق الدائم عند ذويهم بأنهم معرضون للموت المجاني وعدم اعتبارهم شهداء لأنهم يدافعون عن اشخاص وسلطات استبدادية وتجلّى ذلك في رفض بعض رجال الدين في أقامة صلاة الغأئب على شهداء الجيش.
٥-تعظيم موت واعتقال وانتصارات افراد تنظيماتهم على بعض المواقع او الأفراد التابعين للمؤسسات العسكرية.
٦- المس بهيبة المؤسسات وتشويه طبيعة العلاقة بينهم وبين الشعب والملك باعتبارهم خونة وعبيدا لسلطات الحكم وعدم ولائهم لدينهم.
٧- خلق اعتقاد لدى تنظيماتهم العسكرية بالتفوق والنصر رغم اختلال موازين القوى لأن الله يرسل ملائكته لتقاتل معهم.
٨-خلق شعور بالإستعلاء على مواطنيهم ممن لا يتفقون معهم وليسوا من اتباعهم وأنهم كُفَّار ومصيرهم الى النار.
٩-الكذب والتضليل حلال في عرفهم لتحقيق أهدافهم عبر ما ينشرون ويصورون من تقارير هابطة.
١٠- سيطرتهم على جيوش الكترونية ومؤسسات إعلامية تهب هبّة رجل واحد لتحقيق أي غرض ضمن خططهم.

الأمثلة على ذلك كثيرة على الساحة العربية التي ينشطون فيها وما يهمني في هذه المقالة هو ما يحدث في الأردن فقط عبر ما أتابع وأُشاهد.

لقد بدأت المسألة بالهجوم على كافة مؤسسات الدولة بحجة الفساد وقد ساعدهم في ذلك فشل موسسات مكافحة الفساد في تحقيق أهدافها وعدم شعور الشعب الأردني بجدية الحكومات في مكافحة الفساد؛ تلى ذلك تحميل المخابرات العامة مسؤولية ذلك باعتبارها اقوى مؤسسات الدولة وتقزيم انجازاتهم مع المؤسسات الأمنية الأخرى في التصدي لمن أرادوا أن تتحول شوارع الأردن الى انهار دماء ، وهو عكس ما حدث في مرحلة حراك الشارع في بداية ما اعطوه اسم "الربيع العربي".

وانتقلت الخطط الى المسّ برأس النظام وعائلته وتم الافتراء عليهم ولكن الحملة فشلت الى حد كبير وانتقلت الى الاكتفاء بالهمس حتى هذه الأيام، وهي مستعدة للإنطلاق مرة أخرى إن توفرت الأسباب لذلك.

العبث بالوحدة الوطنية وجعلها هشة رغم كونها صِمام الأمان الوحيد الذي يمنع الاقتراب منه.

الحرب النفسية طالت كل مكونات الوحدة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وأصبحت مباراة في كرة القدم قادرة على هزّ جذعها.

استغلال ضعف أداء البرلمانات والتشكيك في ما هو أساس نظام الحكم وان الامة هي مصدر السلطات وتشويه سمعة أي نية او فعل للإصلاح السياسي فهم يريدون الحُكم وليس إصلاحه.

التركيز على الخلل الذي أصاب منظومة القيم الأردنية والتركيز على السلبيات كالجريمة والمخدرات رغم الجهود الكبيرة للحد من هذه الآفات وأشباهها.

إغلاق باب الامل في حياة الأردنيين في حياة عادلة وكريمة مبنية على مبدأ المواطنة والمساواة وتكافؤ الفرص.

التشكيك في دور الأردن تجاه القضية الفلسطنية لانه لا يقوم بهذا الدور حسب رؤيتهم ووجهة نظرهم.

باختصار فإن هذه الجهات تمكنت من جعل الحَبَّة قُبَّه وأنها وحدها هي التي تملك المفتاح السحري الذي سينقل الأمة الى حالة تشبه الجنة.

التفاصيل كثيرة لكن من كل ما تقدم فإننا نستطيع القول وبثقة عالية "إن الأردن يتعرض لحرب نفسية من جهات متعددة لهدمه فهو القلعة الوحيدة الصامدة في وجه الرياح السوداء" التي تعصِفُ بالمنطقة وواجب الشعب أن يجعل عيونه مفتوحة على هذه المخططات الخبيثة التي تريد بالأردن أن يغرق في بحور الدماء كما حصل في معظم الدول المحيطة به فهم ضواري لا تأبه بالضحايا مهما كانت.

المخرج 
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير