jo24_banner
jo24_banner

الضربة القاضية

صلاح ابو هنود
جو 24 : في مقال سابق نشرته في هذا الموقع الزاهر بتاريخ 9/5/ 2013 ذكرت عن طبيعة الصراع الدائر في سوريا ونهايته ما يلي:

"إن الحرب التي تدور في سوريا الآن هي أشبه بلعبة ملاكمة لم يستطع اي ملاكم حسمها بضربة قاضية، فبقي الأمل عنده أن ينتصر بالنقاط وهي الآن تتوقف على النقطة الأخيرة في الجولة الأخيرة وهذا ما ينتظره العالم ليقوم هو بالضربة القاضية على حلبة منهكة وصل فيها اطراف الصراع الى حالة شديدة من الإرهاق وفقدت اللعبة اثارتها والكل يرغب في أن تتنتهي اللعبة ".

كل المؤشرات الميدانية في سوريا تدل على أن النهاية قد اقتربت بعد التحالف السعودي التركي القطري وخسارة النظام في سوريا لمواقع ومساحات مهمة لصالح اعدائه وعليع فان الضربة القاضية صارت قاب قوسين أو أدنى

إن السعودية لا تدخل حربا معلنة دون ضمان النتائج فهي لا تتصرف الا بناءً على حسابات وتحالفات دقيقة وقد ثبت هذا حين تدخلت ضد عبد الناصر في اليمن سابقا وضد صدام حسين بعد دخوله الكويت والآن ضد تمدد النفوذ الإيراني في سوريا والعراق واليمن ولبنان ، فمعركتها نتائجها فيما سيحدث في سوريا بعد أن فقد النظام السوري امساكه بزمام الأمور.

المعروف في التاريخ العسكري للحروب أن القائد الذي يكسب معركته هو الذي يحسن اختيار التوقيت لبدء معركته وكان قرب سريان اتفاق ايران النووي هو افضل نوقيت بالنسبة للسعودية فإما أن تكف ايران عن ممارساتها في دول العرب وتتعايش مع دول المنطقة بأخوة واحترام أو هي الحرب التي ستقلب كل الموازين في المنطقة بما فيه الآتفاق النووي وربما أوسع من ذلك واليمن ليست هدفا سعوديا وحيدا ، الهدف هو وضع ملامح النهايات لكافة الملفات مرة واحدة .

هذا الغرور والعنجهية التي تمارسه ايران لن يكون في صالحها على المدى البعيد ولا حتى القريب وستظل المشاغلة في اليمن حتى ينتهي احكام الطوق حول الأسد وتصفية نظامه وفي ذلك أول ملامح التشكيل الجديد في المنطقة.

ايران بحاجة ماسة لرفع حصار العالم عنها حتى تمضي في مخططها التوسعي على حساب سيادة الدول العربية وهو بالتأكيد ليس من أجل فلسطين ،فلو كان الأمر كذلك لجعلت كل طاقتها وامكاناتها في سوريا ولبنان وذلك اكثر من كاف لتدمير اسرائيل كما تدعي ، وإثارة نعرات طائفية وتقسيم المسلمين لا يمكن أن يصدق الا أحمق " انه في سبيل فلسطين ".

السعودية عسكريا ليست ضعيفة كما كانت حين اعلان الخميني تصدير ثورته لمحيطه من العرب فاستخدمت قوة صدام حسين لوقف التمدد الإيراني ، أما الآن فهي تملك من الإمكانات ما يجعلها تخوض هذه المعركة وهي تعرف حجم الترسانة العسكرية الإيرانيه وقواها البشرية وجنون قادتها كما يظهر من تهديداتهم فهذه المعركة ستحدد مصير السعودية.

السعودية بعد أن فشل العرب في منع اسرائيل من امتلاك قنبلتها الذرية لن يسمحوا بأن يمتلك جارا ثانيا قنبلته النووية وحتى ولو كانت السعودية هي شبه مالك للقنبلة النووية الباكستانية .

حتى نهاية حزيران على السعودية وحلفائها أن يقلبوا الموازين لصالحهم في كل الجبهات وبخاصة في سوريا بضربة قاضية.

واعتقد أن بشار الأسد يدرك الآن ان الحصار سيشتد عليه وان تصريحاته بأنه يريد الموت على أرض سوريا ليست صحيحة وسيهرب خفية هو وبعض مسؤوليه الى جهة لا يعلمها أحد ، وبذلك يكون اعلان تقسيم سوريا والتقاتل بين ميليشياتها على الطريقة اللبنانية ونحن سنقول عظم الله أجركم في بلد كان شامة الدنيا أضاعته حماقة وأوصل المنطقة والعالم الى حافة الهاوية.
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير