كامب ديفيد والتدمير
صلاح ابو هنود
جو 24 : بعد حرب سنة 1967 وصدور قرار مجلس الأمن رقم (242 ) لم يعد الخلاف بين العرب واسرائيل على مسألة وجودها ككيان سياسي طارئ في الوطن العربي ، وانما تركز النقاش والجولات المطاطية على تفسير القرار وحجم الإنسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة او من أراض عربية محتلة دون اشارة الى كلمة فلسطين في هذا القرار .
ثم برزت المقاومة المقاومة الفلسطينية بفصائلها المتنوعة وحروب الإستنزاف لإجبار اسرائيل على قبول التفسير العربي لقرار مجلس الأمن مما أعطاها دفعة قوية للتمسك وبعناد على فهمها للقرار وبخاصة بعد تلك الثقة التي شعرت بها حين هزمت ثلاثة جيوش عربية واحتلت مساحة واسعة شكلت عمقا استراتيجيا لها يبعدها عن خطر حرب قادمة تضع وجودها على المحك ورافق ذلك دعما دوليا واسعا يساير العرب ظاهريا ويدعم القوة الإسرائيلية المتنامية بتسارع كبير باطنيا .
كل ما تقدم أدى الى دخول الجميع في الدائرة المغلقة حيث لا حرب ولا سلام ولا نصر او هزيمة والجبهات تشتعل نارها وتخبو أحيانا وكل مبادرات الحل تفشل بسبب التعنت الإسرائيلي والضعف العربي والإنقسام الفكري حول الصراع في ساحة الأمة العربية ، من هنا برزت الحاجة للخروج من الدائرة المغلقة فجاءت حرب اكتوبر التي قادتها مصر وسوريا وشارك فيها العراق والأردن والمقاومة الفلسطينية لدعم الجبهة السورية وقد باركت الشعوب العربية هذه الحرب واختلفت على النتائج فبعضها اعتبرها حرب هدفت الى بداية التحرير وأطراف اخرى اعتبرتها حرب تحريك ، لكنَّ أهم نتائجها كان صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم (338) - صدر في 22 تشرين الأول/أكتوبر، 1973- والذي طلب وقف اطلاق النار، والدعوة إلى تنفيذ القرار رقم (242) بجميع أجزائه ودعا جميع الأطراف المعنية إلى البدء فوراً بعد وقف اطلاق النار، بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (242) (1967) بجميع أجزائه. من خلال مفاوضات بين الأطراف المعنية تحت الإشراف الملائم بهدف إقامة سلام عادل ودائم في الشرق الاوسط
مرة أخرى عادت اسرائيل الى المماطلة وبدأ ملامح انهيار الإقصاد المصري والخلاف بين شركاء الحرب وبخاصة مصر وسوريا مما دفع السادات وبعد اتصالات عربية ودولية الى زيارة اسرائيل واعلان أن حرب اكتوير هي آخر الحروب وأن السلام العادل والشامل لن يتأتى الا من خلال المفاوضات ، وفعلا بدأ مارثون المفاوضات الذي انتهى بتوقيع معاهدة كامب ديفيد وحصول السادات وبيجن على جائزة نوبل وخرجت مصر بكل ثقلها من دائرة الصراع العسكري وبدأ التيه العربي والتخبط منذ ذلك الوقت ولا داعي لسرد ما حدث والنتئج التي وصلت اليها الأمة وهو ما نراه الآن من غطرسة اسرائيل وما وصلت اليه الأمة من دمار ووصول المسألة الفلسطينية الى أسوأ وضع في تاريخها .
كل هذه المقدمة أقولها بمناسبة صدور قرار قضائي في مصر باعتبار حماس حركة ارهابية وبذلك تم الإعلان عن فك الإرتباط التاريخي بين مصر وفلسطين
أنا لا أُنزّه حماس ولا فتح ولا أي فصيل فلسطيني عن الأخطاء ولا مصر أيضا ولكن الخطر الذي أريد التنبيه هي مقولة تاريخية اثبتت صحتها منذ أيام زمن الفراعنة عن علاقة الجغرافيا بالتاريخ وهي انه ( لا يمكن لأحد أن يضمن بقاءه في احتلال فلسطين إلا بالسيطرة على مصر والعكس صحيح ) وقد عبرت عن ذلك بالتفصيل في مسلسل شجرة الدر الذي جاء بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد مباشرة لتوعية الناس بخطورة الموضوع .
على الفلسطينين والمصريين أن يرتقوا الى مستوى مسؤوليتهم التاريخية والمبادردة فورا ودون تأجيل الى إعادة العمل ضمن هذا المنظور وتقديم كل التنازلات مهما بلغت حفاظا على فلسطين ومصر والأمة جمعاء وتقديم الدعم المطلق للأردن فهو أرض الحشد والرباط منذ بداية التاريخ وهو بوابة فلسطين ورئتها وبدون ذلك سيتراكم فشل الأمة وتدميرها من محيطها الى خليجها وهو ما يحدث الآن .
وختاما ، تعلمنا من تاريخ ا.لمنطقة أن الحق يعلو ولا يُعلى عليه فهناك دائما ميشع وصلاح الدين يسطعون في الوقت المناسب ومسلّة النصر جاهزة للكتابة عليها .
ثم برزت المقاومة المقاومة الفلسطينية بفصائلها المتنوعة وحروب الإستنزاف لإجبار اسرائيل على قبول التفسير العربي لقرار مجلس الأمن مما أعطاها دفعة قوية للتمسك وبعناد على فهمها للقرار وبخاصة بعد تلك الثقة التي شعرت بها حين هزمت ثلاثة جيوش عربية واحتلت مساحة واسعة شكلت عمقا استراتيجيا لها يبعدها عن خطر حرب قادمة تضع وجودها على المحك ورافق ذلك دعما دوليا واسعا يساير العرب ظاهريا ويدعم القوة الإسرائيلية المتنامية بتسارع كبير باطنيا .
كل ما تقدم أدى الى دخول الجميع في الدائرة المغلقة حيث لا حرب ولا سلام ولا نصر او هزيمة والجبهات تشتعل نارها وتخبو أحيانا وكل مبادرات الحل تفشل بسبب التعنت الإسرائيلي والضعف العربي والإنقسام الفكري حول الصراع في ساحة الأمة العربية ، من هنا برزت الحاجة للخروج من الدائرة المغلقة فجاءت حرب اكتوبر التي قادتها مصر وسوريا وشارك فيها العراق والأردن والمقاومة الفلسطينية لدعم الجبهة السورية وقد باركت الشعوب العربية هذه الحرب واختلفت على النتائج فبعضها اعتبرها حرب هدفت الى بداية التحرير وأطراف اخرى اعتبرتها حرب تحريك ، لكنَّ أهم نتائجها كان صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم (338) - صدر في 22 تشرين الأول/أكتوبر، 1973- والذي طلب وقف اطلاق النار، والدعوة إلى تنفيذ القرار رقم (242) بجميع أجزائه ودعا جميع الأطراف المعنية إلى البدء فوراً بعد وقف اطلاق النار، بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (242) (1967) بجميع أجزائه. من خلال مفاوضات بين الأطراف المعنية تحت الإشراف الملائم بهدف إقامة سلام عادل ودائم في الشرق الاوسط
مرة أخرى عادت اسرائيل الى المماطلة وبدأ ملامح انهيار الإقصاد المصري والخلاف بين شركاء الحرب وبخاصة مصر وسوريا مما دفع السادات وبعد اتصالات عربية ودولية الى زيارة اسرائيل واعلان أن حرب اكتوير هي آخر الحروب وأن السلام العادل والشامل لن يتأتى الا من خلال المفاوضات ، وفعلا بدأ مارثون المفاوضات الذي انتهى بتوقيع معاهدة كامب ديفيد وحصول السادات وبيجن على جائزة نوبل وخرجت مصر بكل ثقلها من دائرة الصراع العسكري وبدأ التيه العربي والتخبط منذ ذلك الوقت ولا داعي لسرد ما حدث والنتئج التي وصلت اليها الأمة وهو ما نراه الآن من غطرسة اسرائيل وما وصلت اليه الأمة من دمار ووصول المسألة الفلسطينية الى أسوأ وضع في تاريخها .
كل هذه المقدمة أقولها بمناسبة صدور قرار قضائي في مصر باعتبار حماس حركة ارهابية وبذلك تم الإعلان عن فك الإرتباط التاريخي بين مصر وفلسطين
أنا لا أُنزّه حماس ولا فتح ولا أي فصيل فلسطيني عن الأخطاء ولا مصر أيضا ولكن الخطر الذي أريد التنبيه هي مقولة تاريخية اثبتت صحتها منذ أيام زمن الفراعنة عن علاقة الجغرافيا بالتاريخ وهي انه ( لا يمكن لأحد أن يضمن بقاءه في احتلال فلسطين إلا بالسيطرة على مصر والعكس صحيح ) وقد عبرت عن ذلك بالتفصيل في مسلسل شجرة الدر الذي جاء بعد توقيع معاهدة كامب ديفيد مباشرة لتوعية الناس بخطورة الموضوع .
على الفلسطينين والمصريين أن يرتقوا الى مستوى مسؤوليتهم التاريخية والمبادردة فورا ودون تأجيل الى إعادة العمل ضمن هذا المنظور وتقديم كل التنازلات مهما بلغت حفاظا على فلسطين ومصر والأمة جمعاء وتقديم الدعم المطلق للأردن فهو أرض الحشد والرباط منذ بداية التاريخ وهو بوابة فلسطين ورئتها وبدون ذلك سيتراكم فشل الأمة وتدميرها من محيطها الى خليجها وهو ما يحدث الآن .
وختاما ، تعلمنا من تاريخ ا.لمنطقة أن الحق يعلو ولا يُعلى عليه فهناك دائما ميشع وصلاح الدين يسطعون في الوقت المناسب ومسلّة النصر جاهزة للكتابة عليها .