بشار وشمشون ... عليّ وعلى أعدائي
بعد مرور كل هذا الوقت على الأزمة في سوريا فقد ثبت بالدليل القاطع أن النظام الحاكم في سوريا قد فشل فشلا ذريعا في إدارة هذه الأزمة ، وفقد كل ما يسحب أهليته لقيادة دولة في حجم سوريا كانت عبر التاريخ لاعبا أساسيا في حضارة وتاريخ المنطقة، ومما يندى له الجبين ان النظام قد جعل جيشه الذي كان يُظن- انه جيش قادر على خلق التوازن الإستراتيجي مع العدو الإسرائيلي المددج بكل انواع الأسلحة الحديثة وأسلحة الدمار الشامل – جعله عصابة من القتلة لا تقوى على التصدي لمجموعة من المرتزفة كا يدعي إعلام النظام السوري وأفقد الجيش السوري القيمة العليا لأي جيش وهي طهارة السلاح.
بعد اعتقال ميشال سماحة الوزيروالنائب اللبناني وما اعترف به للسلطات اللبنانية من تكليفه بمهمات لا اخلاقية من لواء في المخابرات السورية تتلخص بدفع لبنان الى مستنقع الفتنة الطائفية وتدميره لولم تكتشف السلطات اللبنانية هذا الأمر بسرعة فائقة ، رغم أن لبنان الرسمي كان الى حد كبير منسجما مع موقف نظام بشار الأسد.
إن النظام لكي يحافظ على ما تبقى منه مستعد ان يغرق كل جيرانه ما عدا اسرائيل على طريقة شمشون (عليّ وعلى أعدائي) فتركيا عدوة ولبنان كذلك وفي السياق نفسه فأنني أجزم ان نظام بشار الأسد لا يستثني الأردن من خططه وتثبت مجمل الأحداث في الماضي والحاضر أن سوريا لم تكن حريصة على بقاء الأردن ونظامه وأمنه واستقرارة عندما كانت أنظمتها متماسكة فكيف تفعل ذلك وهي على حافة الإنهيار وحتى لو حدثت معجزة ونجح النظام السوري في البقاء فإن سوريا لن تتعافى ولو وضعت أمامها اضخم الإمكانات قبل اقل من ربع قرن.
إن قرار النظام السوري وهو يوشك على الغرق باغراق جيرانه بحالة من التوتر والفوضى وتدمير حياتهم عبر العمليات الإرهابية أصبح واضحا ولا يحتمل التأويل فقد بدأ أولا بجارته تركيا عبر اطلاق يد حزب العمال الكردستاني وأعد العدة كاملة للعبث بلبنان وتدميره عبر عملائه وأصدقائه وعصاباتهم المأجورة وأعتقد اعتقادا لاريب فيه ان هذا المخطط هو ما ينوي تنفيذه في الأردن إن فُسح له المجال بذلك.
لذا اتمنى على الحكومة ومؤسساتها المختلفة والشعب بكافة مكوناته أن يكون واعيا لما قد يحدث في الأيام والأسابيع القادمة من مؤامرة يدبّر لها النظام السوري في بلدنا وإغراقه بعمليات ارهابية مؤلمة وممولة عبر من يرتضون لأنفسهم خيانة أوطانهم مستغلا حالة الإنقسام الحالية في الشعب الأردني حول قضايا سياسية داخلية وحول الموقف فيما يحدث في سوريا .
لقد وصل النظام في سوريا الى نقطة اللاتراجع وهو الآن يغرق ولايهمه من سيغرق معه ما دام قد توغل بدم شعبه الى هذا الحد.
إن موقفا موحدا ومنسقا من جيران سوريا باستثناء اسرائيل كفيل بأن يحبط هذا المخطط المجرم وشعب سوريا الذي صمد كل هذا الوقت كفيل بتلقين هذه الطغمة درسا قاسيا، وختاما أقول (سفيه واحمق كل سياسي يعتقد ان يمكن له ان ينجح بمعاداة شعبه)
صلاح أبو هنّود
