2024-07-03 - الأربعاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

نقابة المهندسين الاردنيين.. مطلوب خطوات عملاقة

م. احمد سمارة الزعبي
جو 24 : ونحن على اعتاب انتخابات نقابة المهندسين الاردنيين واحتدام المنافسة بين القوائم , وصلني قبل بضعة أيام البيان او البرنامج الانتخابي لتحالف القائمة البيضاء والمستقلين والذي وقفت عنده مطولا , وقبل ان اخوض في البيان الانتخابي الذي هو محور كلامي هنا كان لابد أن أسجل ابتداءً أعتزازي بالقائمة البيضاء وحلفائها الذين اداروا النقابة طوال السنوات الماضية بكفاءة عالية يشهد لهم بها الجميع بنظافة اليد والسعي الدؤوب نحو نقابة افضل., بلا شك أن القائمة البيضاء في نقابة المهندسين الاردنيين شكلت علامة فارقة ونموذج محلي اردني يحتذى به , أقلها على مستويين أثنين:
مستوى العمل النقابي في الاردن حيث تميزت القائمة البيضاء عن غيرها من القوائم بحسن التنظيم الداخلي , التشارك ومد اليد لجميع الاطراف الفاعلة في النقابة , كما أنها تتمتع بقيادات مميزة وليست طارئة على العمل النقابي , والامر الاهم هو الشراكة الحقيقية الفاعلة للشباب والمرأة في كافة مستويات القرار والعمل داخل القائمة , ولا ننسى نقطة مهمة وهي ابتعاد قياداتها عن الصراعات على المناصب والمراكز وتشكل محاور شد وجذب داخلي وعمل اصطفافات وشلليات , أقلها على المدى المنظور للمتابع لهم من قريب لا يلحظ ذلك أبدا وربما هذا احد أهم مصادر قوة القائمة البيضاء
والمستوى الثاني وهو الحركة الاسلامية في الاردن بصفة القائمة البيضاء تمثل التيار الاسلامي في النقابي , حيث قدمت صورة مشرقة عن العمل الاسلامي في ضوء واقع مرير للحركة الاسلامية وحالة مرض سريري يغشاه الصراعات الداخلية والتنافس على القيادة وشبهات الفساد المالي والاداري وضعف الانجاز وسوء الاختيار وغياب الشفافية وتعطيل دور المرأة والشباب والضبابية في الاهداف والرؤيا , فكانت القائمة البيضاء هي النقطة المضيئة والعلامة الفارقة في تاريخ الحركة الاسلامية الاردنية .

وعودة على ذي بدأ والبرنامج الانتخابي للقائمة البيضاء , الملاحظ وبنظرة عامة للبرنامج الانتخابي تأسف أن نقابة بهذا الحجم من الانجازات والتحديات وبهذه الاعداد الضخمة من المهندسين المنتسبيين لها يتم مخاطبتهم ببرنامج يصلح في أفضل أحواله برنامج انتخابي لعضو مجلس طلبة في أحدى الجامعات أو برنامج جمعية تنمية أجتماعية في أحدى الارياف الاردنية , البرنامج بشكل عام أحتوى جمل أنشائية وكلمات براقة وفضفاضة ولم يقدم أي مشاريع أو رؤى جديدة لمعالجة جذرية لبعض المشاكل , أو تقديم مشاريع تليق بحجم الدور المأمول من النقابة , واكتفى ببعض التحسينات والتطويرات والمطالبات الخجولة وخلا من أي اضافة نوعية , باختصار , وكأن لسان حال القائمة البيضاء أن كل ما كانت تقدمه النقابة وتعمل عليه خلال العشر سنوات الماضية سوف نعمل عليه في السنوات اللاحقة , سوف يزداد عدد المتدربين او الحاصلين على قروض بمختلف أنواعها وهناك بعض الاعتصامات للمطالبة بزيادة الرواتب في القطاع العام والخاص وعرض مشاريع أسكانية جديدة بالاضافة الى رعاية عدد من الاحتفالات الوطنية والمؤتمرات الهندسية وهكذا .. ببساطة ما نعدكم به .. هو نفس العمل اليومي المعتاد طوال السنوات الماضية ولكن بوتيرة اكبر .

أمام النقابة اليوم تحدي كبير , أعداد المهندسين وصلت حتى نهاية سنة 2014 ما يزيد على 118000 مهندس ومهندسة وعلى مقاعد الدراسة ما يزيد عن 40000 مهندس ومهندسة والنقابة تتحدث في تقريرها السنوي للعام 2014 عن أنجازات خجولة ومتواضعة جدا بحجم (7) مؤتمرات علمية, ( 486 ) دورة متخصصة , وفقط (72) مهندس تم تأهيلهم ضمن برنامج الرتب الهندسية المختلفة , (6620) مهندس ومهندسة تم توظيفهم . وفقط(1597) أستفاد من قروض النقابة المختلفة .. ارقام طيبة ولكن هل تواكب أعداد المهندسين المتزايدة سنويا , والسؤال الحقيقي هنا .. هل الاخوة في القائمة البيضاء بهذا البرنامج قد ارتقوا فعلا في طموحاتهم وخططهم لحجم النقابة التي طالما تغنوا بأن النقابة اليوم توازي في حجم أعمالها عشرات الشركات الاردنية مجتمعة مع بعضها وأنها تملك ثاني اكبر صندوق تقاعد في المملكة بعد الضمان الاجتماعي ( حسب ما أذكر ) وهل يدركون حجم التحديات التي تمر بها النقابة على رأسها الازدياد الهائل في أعداد المهندسين ( وهم ليسوا السبب في ذلك ) وحجم البطالة في صفوفهم مع أن النقيب في كل لقاء معه يذكرونا أن عدد المنتسبين للنقابة يزيد كل دقيقة كذا مهندس!! , هل هذا هو كل ما تستطيع النقابة تقديمه ,؟ وأين خطط النقابة للمساهمة في رفع الاقتصاد الاردني ؟ وهل هذا ما يريده المهندسون من النقابة اليوم ؟ هل حاولت القائمة البيضاء عمل أستطلاع رأي بين المهندسين عن احتياجاتهم وتوقعاتهم من النقابة خلال السنوات القادمة ؟ أسألة كثيرة برسم الاجابة .

تعلمنا دائما وأبدا أن الانجازات على حجم التحديات , وأن الانسان قادر على اجتراح " المعجزات " أذا امتلك الارادة الحرة فقط وهناك من النماذج في البلاد المحيطة لكيانات أقتصادية ساهمت أسهامات حقيقية في تطوير بلدانها , وهذا المأمول وما أتوقعه من نقابة بهذا الحجم من الأمكانات والموارد والطاقات البشرية والخبرات العالية
- أتوقع من النقابة أن تكون رافعة للاقتصاد الاردني وأن تقدم عدد من المشاريع الانتاجية ( وليس فقط الاستهلاكية ) العملاقة بكفاءة وقدرة انتاجية عالية تصل بالمنتجات الى مرتبة العالمية وتوفر الاف فرص العمل للمهندسين الاردنيين , اليوم قرأت للدكتور المهندس علي مطر ( كفاءة اردنية مشهود لها ومعروف في النقابة ) يتحدث عن أن سعر وحدة المعالجة المركزية لأنتل من طراز i7 تصل الى أكثر من 200 دولار لبعض غرامات من السيليكون المستخلص من الرمل الزجاجي ويتساءل مستغربا لماذا لا يتم استغلال الرمال الزجاجية في جنوب الاردن لمثل هذه الصناعة مبينا أن الكيان الصهيوني على الجهة المقابلة يبيع تراب اراضي بئر السبع لشركة أنتل لتصنيع هذه المعالجات , مصنع مثل هذا كم فرص عمل سوف يخلق وكم سوف يساهم في رفع الاقتصاد الاردني .
- اتوقع من النقابة أن تقوم بأنشاء حاضنة أعمال عملاقة برأس مال يتجاوز ال 200 مليون دينار لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال شراكة مع شركات عالمية , يتم تبني المشاريع الهندسية ومشاريع التخرج وخلق فرص عمل هائلة للمهندسين
- أتوقع أن تعمل النقابة على أنشاء شركة مقاولات عملاقة عابرة للقارات (وأنا اعيش في الخليج وأرى شركات بهذا الحجم من شتى دول العالم تدير مشاريع بالمليارات فكيف بالجار الملاصق لهذه الدول ) تنفذ مشاريع في الخليج ودول العالم في شتى القطاعات الابنية والبنية التحتية والغاز والبترول وغيرها.
- أتوقع رؤية مشروع نادي للمهندسين في عمان على مساحة 200 دونم يضم كافة المرافق والخدمات الاجتماعية والترفيهية والرياضية ويخدم كافة المهندسين

الخلاصة : المهندس الاردني ليس ضعيفا ولا تنقصه القدرات و الكفاءات .. المهندس الاردني وبشهادة الجميع الافضل عربيا , هناك مهندسين اردنيين في الخليج يديرون شركات ومجموعات عمل عملاقة بدخل سنوي بالمليارات , والركون الى تحسين الخدمات وبعض الانشطة العلمية والاجتماعية والقروض الاستهلاكية والمشاريع الامنة ( العقارية مثلا ) لن يخدم على المدى البعيد لا النقابة ولا المهندس الاردني ولا الاردن , نريد اختراق حقيقي لحالة الجمود هذه والمضي قدما في مشاريع كبيرة , نريد من يدق الجرس ويفتح الابواب وسوف ينبهر بالنتائج العملاقة من هو في دفة القيادة , الامكانات والموارد والعقول متوفرة وبكثرة ولكن ينقصنا الارادة والعزيمة والفاعلية , فهل أنتم – القائمة البيضاء – مستعدون للأرتقاء لمستوى الطموح والامكانات أم سوف تكتفون بما عرضتموه في برنامجكم الانتخابي.
تابعو الأردن 24 على google news