أبابيل القسّام
المفاجأة التي فجرتها المقاومة الفلسطينية ، وتحديدا كتائب القسام ، حول امتلاكها طائرات بدون طيار ، ذات مهمات قتالية متعددة ، ( استكشافية ، قاذفة ، انتحارية ) ، تحمل رسائل عديدة في كل الاتجاهات ، فبالاضافة الى قدرات المقاومة الدفاعية ، ومهاراتها القتالية ، وقوتها الصاروخية الضاربة ، أثبتت المقاومة الفلسطينية ، تقدمها العلمي والتكنولوجي ، في التعاطي مع هذا النوع من الطائرات ، والتي تعتبر تحولا استراتيجيا في معادلة توازن الرعب مع الكيان الاسرائيلي .
نجاح كتائب القسام في اختراق أجواء فلسطين المحتلة ، ونجاح الطائرات في انجاز مهامها ، تعيد الى الأذهان ، الطائرات التي ارسلها حزب الله عام 2012 م ، الى فلسطين المحتلة ، ووصلت الى مشارف مفاعل ديمونة في العمق الاسرائيلي ، كما تذكرنا بسلسلة طائرات أبابيل الايرانية ، التي تجول في الأجواء الاقليمية ، من الخليج العربي وحتى حدود المتوسط ، وان تعددت أهدافها ، وتباينت المواقف ، وردود الأفعال منها .
اذا كانت صواريخ القسام ، قد وجهت رسالة واضحة ، الى صناع القرار في تل ابيب ، بأن قدرات المقاومة الفلسطينية ، لم تعد تقتصر على الدفاع داخل الاسوار ، لا بل فانها قد تمتد الى ما بعد حيفا ، وقد تقض مضاجع الساسة الاسرائيليين ، وهم يتابعون انهمار الصواريخ على مدنهم وقواعدهم العسكرية ، وشل كيانهم بالكامل ، وان مرحلة ما بعد تموز 2014 م ، ليس ما قبلها ، وان رجال البحر من المقاومة الفلسطينية ، كما رجال السماء الذين سيهبطون حيث لا تنتظر تل ابيب ، فهل ابابيل القسام ايضا ، تعلن مرحلة جديدة من اعادة التموضع لحركة حماس ، ضمن سلسلة الابابيل الطائرة من طهران الى جنوب لبنان ، واعادة التحام كتائب القسام مع حلفاء الامس في محور المقاومة ، وهل خطاب السيد حسن نصر الله ، الذي دعا فيه رجال المقاومة في حزب الله الى الاستعداد ليوم تحرير الجليل ، سيجد صداه في غزة والضفة الغربية ، حيث رجال " فإما ان تكون ، أو لا تكون " ، دعونا ننتظر .
رغم ان عبد المطلب ، زعيم قريش انذاك ، رفع الراية البيضاء ، لأبرهة الأشرم ، من باب " لا طاقة لنا اليوم بأبرهة وفيلته " ، وصيحته المشهورة " للبيت رب يحميه " فقد تدخلت عدالة السماء ، وارسلت طيورا تسمى " ابابيل " ، رمت ابرهة وجيوشه وفيلته بحجارة ، حطمتهم ، وفتكت بهم ، في لحظة اختبأ القريشيون في الأودية والجبال ، خوفا من هذا الحبشي القادم من بعيد ، ليهدم الكعبة ، ويحمل حجارتها الى اليمن ، بعد ان كان قد شيد كنيسة ، تضاهي مفاخر الدنيا ، لتكون محجا للناس بدل الكعبة ، ولتكون مدينته مركزا للتجارة والتجار ، وموئلا للرساميل العاملة على ايقاع رحلة الشتاء والصيف ، من بلاد اليمن السعيد الى بلاد الشام ، مرورا بام القرى مكة ، التي كرمها الله بنبي الامة محمد ( ص ) ، الذي دفن جده هاشم ، اثناء احدى قوافله الى بلاد الشام ، وفي غزة تحديدا ، ارض الغزالة والارجوان ، حين صارت غزة هاشم .
كما الطيور الجارحة ، تخرج أبابيل القسام ، من غزة هاشم ، تدك جيوش ابرهة الجديد ، واّلته العسكرية ، حيث رجال في النصيرات وبيت لاهيا ودير البلح وخان يونس ، لم يهنوا ولم يحزنوا ، حين جمع الناس لهم ، فقد ازدادوا ايمانا ، غير ابهين بأكثر من ابي رغال ، يقود فيلة ابرهة الجديد ، لهدم البريج والشاطيء والشجاعية ، وحيث القبائل العربية تختبيء في قصورها ، وايضا من باب لا طاقة لنا بابرهة وحلفائه الغربيين ، فلغزة رب يحميها .