حماه ...الثأر المؤجل
م. احمد سمارة الزعبي
جو 24 : منذ الستينات من القرن الماضي ، وجماعة الإخوان السوريين تعاني من ثنائية السباعية ( مصطفى السباعي ) والحامدية ( محمد حامد ) ، ففي حين غلب على الإتجاه السباعي ، طابع الاعتدال والمشاركة ، مع القوى السياسية والجماعات الدينية الأخرى ، بتأثير الانفتاح الدمشقي ، والبعد المديني لها ، غلب على الاتجاه الحامدي ، طابع التشدد والانغلاق ، بفعل بيئة حماه المعزولة ، عن الحراك السياسي في البلاد ، وأيضا بتأثير العلاقة بين دمشث والقاهرة - عبد الناصر ، حيث انحازت السباعية للناصرية ومشروعها الوحدوي ، في حين استجابت الحامدية ، للصراع القومي – الإخواني في مصر وامتداداته في الإقليم ، وقد شكل العصيان المدني في حماه عام 1964 م ، الذي قاداه الشيخين مروان الحديد وسعيد حوى ، تلامذة الشيخ محمد حامد ، بداية الصراع البعثي – الإخواني الدموي ، الذي وصل الى مرحلة انشقاق فرع حماه عن الجماعة عام 1969 م ، ثم تشكيل الطليعة المقاتلة عام 1975 م ، لكن ممارسة كافة أشكال القمع والتعذيب والاعتقال من قبل الاجهزة الامنية السورية تجاه الجماعة ، ساهمت في تقوية التيار الحامدي – الحموي ، وإضعاف تيار الاعتدال ، الذي كان يقوده عصام العطار في دمشق ، والذي أدى الى انشقاق فرع حلب عام 1969 م ، حيث حصل فرع حلب على اعتراف التنظيم الدولي للجماعة ، على حساب المراقب العام في دمشق عصام العطار ، وايضا على حساب فرع حماه وطليعته المقاتلة .
الانتفاضة المسلحة للطليعة المقاتلة لجماعة الاخوان ، بدأت إرهاصاتها الأولى عام 1975 م ، بجملة من الاغتيالات ، طالت العديد من الشخصيات البعثية والعلوية من الرموز الأمنية والعسكرية والكفاءات العلمية ، وفي عام 1980 م ، قامت الطليعة المقاتلة ، بمحاولة اغتيال الرئيس السوري حافظ الأسد ، اثناء توديعه لأحد الرؤساء الأفارقة ، من خلال تفجير قنبلتين يدويتين ، نفذها أحد حراس الرئيس ، الذي كان ينتمي للطليعة المقاتلة ، تلاها بعد عدة أيام ، قيام مجموعة من سرايا الدفاع ، بقيادة رفعت الاسد ، بتنفيذ مجزرة سجن تدمر ، والتي ذهب ضحيتها المئات من المعتقلين السياسيين ، أغلبهم من جماعة الإخوان المسلمين ، ثم تنامت الانتفاضة المسلحة على شكل تفجيرات ، طالت العديد من المدن السورية ، والتي أودت بحياة المئات من المدنيين ، وكانت الانتفاضة المسلحة قد بلغت ذروتها ، وبقيادة عدنان العقلة ( حلب ) ، فيما سمى بمجزرة مدرسة المدفعية في حلب عام 1979 م ، حين قام الضابط ابراهيم يوسف من الطليعة المقاتلة ، بتنفيذ مجزرة بحق طلاب المدرسة من الطائفة العلوية ، ذهب ضحيتها العشرات .
شنت السلطات السورية حربا واسعة على جماعة الاخوان المسلمين ، ولم تميز بين أجنحة الجماعة المتخاصمة ، الأمر الذي أدى الى توحيد الأجنحة الثلاث للجماعة ( دمشق – حلب – حماه ) او ( العطار – البيانوني – الطليعة ) في نهاية عام 1980 م ، وكانت بنية الكتلة المقاتلة الاخوانية ، بنية مدينية ( حلبية – حموية ) مع ريف ادلب ، وسكون في دمشق وحمص وادلب واللاذقية ، تخلله بعض الأحداث الصغيرة ، في حين كان المناخ العام في البلاد ، أقرب الى تاييد السلطة ، خاصة في ريفي دمشق وحلب ، وايضا وبشكل واضح في أرياف اللاذقية ودرعا ودير الزور ، وفي شباط من عام 1982 م ، شنت السلطات السورية حملة عسكرية واسعة ، على مدينة حماه ، شارك فيها الجيش النظامي ، مع قوات سرايا الدفاع والأجهزة الأمنية ، ادت الى مقتل عشرات الألوف من المدنيين والمقاتلين ، وهدم الكثير من البيوت ودور العبادة ، شكّلت تلك المجزرة نقطة حاسمة في الصراع الاخواني – البعثي ، وادت الى هروب أعدادا هائلة من الاخوان المسلمين السوريين خارج البلاد .
تلقى الإخوان المسلمين السوريين اّنذاك ، دعما سياسيا داخليا ، من جماعات بعثية مناوئة للحكم ، كما تلقت دعما من الحزب الشيوعي السوري بزعامة رياض الترك ، ومنظمة العمل الشيوعي ، بالاضافة الى التمويل والدعم الذي قدمته البرجوازية الحلبية – الحموية ، تماشيا مع تحالفها التقليدي مع بغداد ، التي قدمت بدورها دعما لا محدودا للاخوان السوريين ، تمثل بفتح مستودعات الجيش العراقي لتزويد الإخوان بالأسلحة ، وفتح الأراضي العراقية ، للحشد الإخواني فيما سمي بالنفير العام ، والذي لم تصل حشوده الى سوريا ، لأسباب لا زالت مجهولة ، حسب ما أعلنه أبو بصير الطرطوسي على محطة الحوار ، ضمن برنامج يقدمه الشيخ عزام التميمي ، في حين وقفت البرجوازية الدمشقية – الحمصية على الحياد الجزئي ، بتأثيرات سعودية ، حيث عمدت الرياض الى توجيه رسالة قاسية للسلطة السياسية في دمشق ، جراء تحالفها مع طهران ، في حرب الخليج الاولى ، كما لعبت بعض الأوساط في الحكومة الأردنية ، دورا بارزا في دعم جماعة الاخوان المسلمين السوريين ، بالتدريب والسلاح .
الانتفاضة المسلحة للطليعة المقاتلة لجماعة الاخوان ، بدأت إرهاصاتها الأولى عام 1975 م ، بجملة من الاغتيالات ، طالت العديد من الشخصيات البعثية والعلوية من الرموز الأمنية والعسكرية والكفاءات العلمية ، وفي عام 1980 م ، قامت الطليعة المقاتلة ، بمحاولة اغتيال الرئيس السوري حافظ الأسد ، اثناء توديعه لأحد الرؤساء الأفارقة ، من خلال تفجير قنبلتين يدويتين ، نفذها أحد حراس الرئيس ، الذي كان ينتمي للطليعة المقاتلة ، تلاها بعد عدة أيام ، قيام مجموعة من سرايا الدفاع ، بقيادة رفعت الاسد ، بتنفيذ مجزرة سجن تدمر ، والتي ذهب ضحيتها المئات من المعتقلين السياسيين ، أغلبهم من جماعة الإخوان المسلمين ، ثم تنامت الانتفاضة المسلحة على شكل تفجيرات ، طالت العديد من المدن السورية ، والتي أودت بحياة المئات من المدنيين ، وكانت الانتفاضة المسلحة قد بلغت ذروتها ، وبقيادة عدنان العقلة ( حلب ) ، فيما سمى بمجزرة مدرسة المدفعية في حلب عام 1979 م ، حين قام الضابط ابراهيم يوسف من الطليعة المقاتلة ، بتنفيذ مجزرة بحق طلاب المدرسة من الطائفة العلوية ، ذهب ضحيتها العشرات .
شنت السلطات السورية حربا واسعة على جماعة الاخوان المسلمين ، ولم تميز بين أجنحة الجماعة المتخاصمة ، الأمر الذي أدى الى توحيد الأجنحة الثلاث للجماعة ( دمشق – حلب – حماه ) او ( العطار – البيانوني – الطليعة ) في نهاية عام 1980 م ، وكانت بنية الكتلة المقاتلة الاخوانية ، بنية مدينية ( حلبية – حموية ) مع ريف ادلب ، وسكون في دمشق وحمص وادلب واللاذقية ، تخلله بعض الأحداث الصغيرة ، في حين كان المناخ العام في البلاد ، أقرب الى تاييد السلطة ، خاصة في ريفي دمشق وحلب ، وايضا وبشكل واضح في أرياف اللاذقية ودرعا ودير الزور ، وفي شباط من عام 1982 م ، شنت السلطات السورية حملة عسكرية واسعة ، على مدينة حماه ، شارك فيها الجيش النظامي ، مع قوات سرايا الدفاع والأجهزة الأمنية ، ادت الى مقتل عشرات الألوف من المدنيين والمقاتلين ، وهدم الكثير من البيوت ودور العبادة ، شكّلت تلك المجزرة نقطة حاسمة في الصراع الاخواني – البعثي ، وادت الى هروب أعدادا هائلة من الاخوان المسلمين السوريين خارج البلاد .
تلقى الإخوان المسلمين السوريين اّنذاك ، دعما سياسيا داخليا ، من جماعات بعثية مناوئة للحكم ، كما تلقت دعما من الحزب الشيوعي السوري بزعامة رياض الترك ، ومنظمة العمل الشيوعي ، بالاضافة الى التمويل والدعم الذي قدمته البرجوازية الحلبية – الحموية ، تماشيا مع تحالفها التقليدي مع بغداد ، التي قدمت بدورها دعما لا محدودا للاخوان السوريين ، تمثل بفتح مستودعات الجيش العراقي لتزويد الإخوان بالأسلحة ، وفتح الأراضي العراقية ، للحشد الإخواني فيما سمي بالنفير العام ، والذي لم تصل حشوده الى سوريا ، لأسباب لا زالت مجهولة ، حسب ما أعلنه أبو بصير الطرطوسي على محطة الحوار ، ضمن برنامج يقدمه الشيخ عزام التميمي ، في حين وقفت البرجوازية الدمشقية – الحمصية على الحياد الجزئي ، بتأثيرات سعودية ، حيث عمدت الرياض الى توجيه رسالة قاسية للسلطة السياسية في دمشق ، جراء تحالفها مع طهران ، في حرب الخليج الاولى ، كما لعبت بعض الأوساط في الحكومة الأردنية ، دورا بارزا في دعم جماعة الاخوان المسلمين السوريين ، بالتدريب والسلاح .