شيء عن الخوارج
م. احمد سمارة الزعبي
جو 24 : إبان حكم الخليفة عثمان بن عفان ، نشأت جماعات معارضة ، اخذت تعبيرات واشكال مختلفة ، طالبت في معظمها بعزل الخليفة ، لقناعتهم بانه أخل بقواعد الملة ، وخرج عن نصوص الشريعة . وحضوا القبائل العربية خارج جزيرة العرب على التمرد على حكم الخليفة عثمان ، الامر الذي انتهى الى مصرعه ، وارتبط ظهور هذه الجماعات بزيادة حدة التناقضات الاقتصادية والاجتماعية في الدولة الاسلامية ، والتي اكتسبت طابعا دينيا نتيجة انفجار تلك التناقضات من خلال مشكلة الخلافة .
نشأت جماعة الخوارج في تلك الفترة ، ( وكان اغلبهم من حفظة القران ) ، التي ارتبطت بقضية التحكيم بين علي ومعاوية ، حيث كانوا من اشد انصار علي ، واكثرهم ايمانا بعدالة خلافته . فرفضوا التحكيم من حيث المبدأ ، لانه يشكك في شرعية خلافة علي ، ثم ما لبثوا ان خرجوا عليه لقبوله التحكيم حقنا لدماء المسلمين ، واختاروا لهم اميرا هو عبد الله بن وهب الراسبي ، وجاءت تسمية الخوارج من خصومهم الفكريين والسياسيين ، لانهم خرجوا على ائمة الحق والعدل ، ثم قبلوا بالتسمية لاحقا ، باعتبارها خروجا على ائمة الجور والفسق .
يتميز الخوارج بالتطرف الشديد والغلو في استحلال دماء المسلمين ، وأكثريتهم من الاعراب واهل الجفاء والغلظة في الطباع ، الذين تصعب قيادتهم ، وياخذون بظواهر النصوص دون فقه ، ولا اعتبار لديهم لدلالة المفهوم ولا لقواعد الاستدلال ، ولا اعتبار عندهم لفهم العلماء ، لذا غلبوا نصوص الوعيد والخوف ، واهملوا نصوص الوعد والرجاء .
خرج من جيش علي ( 12000 ) مقاتل يرفضون التحكيم ، وصاحوا لا حكم الا لله ، واول ممارسة دموية لهم ، قتل عبد الله بن خباب بن الارت ، حيث جزوا راسه بالسيف ، وقتلوا جاريته وبقروا بطنها بالسيف وهي حامل ، قبل ان يقتلواعليا بسيف عبد الرحمن بن الملجم ، ثم خاض الامويون ضدهم اعنف المعارك ، حتى استأصلوهم من البلاد ، وتفرق الخوارج الى جماعات متناحرة ، كل منها تكفر الاخرى ، مما ادى الى تشتيت جهودهم ، واتاح لخصومهم ملاحقتهم ، والقضاء على غالبيتهم .
الخوارج يكفرون بعض الصحابة كعثمان وعلي ومعاوية وابي موسى الاشعري وعمرو بن العاص ، كما يكفرون المسلمين الذين يخالفونهم ، وان اختلفت اصول التكفير واسبابها عند كل فرقة ، فكفروا الصحابة بسبب التحكيم ، وكفروا مرتكب الكبيرة من المسلمين ، وكفروا كل من خالفهم ، ولم ينضم لمعسكرهم ، واجمعوا على وجوب الخروج على ائمة الجور والفسق عند بلوغ حد الشراء ، وهو وصول عدد الخارجين الى اربعين رجلا ، واشتهر رجالهم بقدرات قتالية عالية وزهد في الثروة وحرصهم على عدم الاقتناء الذي يعيق خروجهم .
نجح الخوارج في اقامة دولة الاباضية في عُمان ، ثم فتحوا اليمن ، وزحفوا على الحجاز ، وخطب ابو حمزة الخارجي على منبر الرسول ( ص ) ، وامتدت دعوتهم الى افريقيا ، كما نشط الخوارج في بلاد المغرب ، في زمن زعيمهم ابي عبيدة مسلم بن ابي بركة ( البصرة ) ، وقاد جيوشهم في المغرب العربي ابو الخطاب المعافري ، حيث اجتمعت جيوشه خارج مدينة طرابلس – ليبيا ، ثم داهمتها على حين غفلة ،بطريقة اشبه ما تكون باقتحام طروادة ، حين خرج العسكر شاهرين اسلحتهم مهللين " لا حكم الا لله " و " لا طاعة الا لابي الخطاب " ، فسيطروا على طرابلس دون مقاومة ، وبمساندة من الناس ، الذين كانوا يعانون من التهميش والبعد عن مركز الخلافة ، وانشغالها بازماتها الخاصة ، ثم توجهت الجيوش الى القيروان ، فاستولت عليها .
تقوم برامج العمل لدى الخوارج على اعداد الاعضاء ، وتبصيرهم بفنون القتال واساليب الحكم ، وتلقينهم مهارات كسب الاتباع ، وترغيبهم في اعتناق مذهب الجماعة ، وتنظيمهم داخل فصائل او خلايا ، وبعد التاكد من مرحلة الاعداد ، يتم تزويد الاعضاء بالمال والمتاع للرحيل الى موطن اخر لنشر الدعوة ، حيث يقوم الدعاة بارسال الرسائل الى قيادتهم ، لاطلاعهم على نشاطاتهم اولا باول ، ويتلقون من القيادة الاوامر والنصائح ، وكانت القيادة ترسل العيون لمراقبة نشاط الدعاة في الامصار ، والتاكد من ولائهم ومدى اخلاصهم ، والتزامهم بتنفيذ الاوامر .
نشأت جماعة الخوارج في تلك الفترة ، ( وكان اغلبهم من حفظة القران ) ، التي ارتبطت بقضية التحكيم بين علي ومعاوية ، حيث كانوا من اشد انصار علي ، واكثرهم ايمانا بعدالة خلافته . فرفضوا التحكيم من حيث المبدأ ، لانه يشكك في شرعية خلافة علي ، ثم ما لبثوا ان خرجوا عليه لقبوله التحكيم حقنا لدماء المسلمين ، واختاروا لهم اميرا هو عبد الله بن وهب الراسبي ، وجاءت تسمية الخوارج من خصومهم الفكريين والسياسيين ، لانهم خرجوا على ائمة الحق والعدل ، ثم قبلوا بالتسمية لاحقا ، باعتبارها خروجا على ائمة الجور والفسق .
يتميز الخوارج بالتطرف الشديد والغلو في استحلال دماء المسلمين ، وأكثريتهم من الاعراب واهل الجفاء والغلظة في الطباع ، الذين تصعب قيادتهم ، وياخذون بظواهر النصوص دون فقه ، ولا اعتبار لديهم لدلالة المفهوم ولا لقواعد الاستدلال ، ولا اعتبار عندهم لفهم العلماء ، لذا غلبوا نصوص الوعيد والخوف ، واهملوا نصوص الوعد والرجاء .
خرج من جيش علي ( 12000 ) مقاتل يرفضون التحكيم ، وصاحوا لا حكم الا لله ، واول ممارسة دموية لهم ، قتل عبد الله بن خباب بن الارت ، حيث جزوا راسه بالسيف ، وقتلوا جاريته وبقروا بطنها بالسيف وهي حامل ، قبل ان يقتلواعليا بسيف عبد الرحمن بن الملجم ، ثم خاض الامويون ضدهم اعنف المعارك ، حتى استأصلوهم من البلاد ، وتفرق الخوارج الى جماعات متناحرة ، كل منها تكفر الاخرى ، مما ادى الى تشتيت جهودهم ، واتاح لخصومهم ملاحقتهم ، والقضاء على غالبيتهم .
الخوارج يكفرون بعض الصحابة كعثمان وعلي ومعاوية وابي موسى الاشعري وعمرو بن العاص ، كما يكفرون المسلمين الذين يخالفونهم ، وان اختلفت اصول التكفير واسبابها عند كل فرقة ، فكفروا الصحابة بسبب التحكيم ، وكفروا مرتكب الكبيرة من المسلمين ، وكفروا كل من خالفهم ، ولم ينضم لمعسكرهم ، واجمعوا على وجوب الخروج على ائمة الجور والفسق عند بلوغ حد الشراء ، وهو وصول عدد الخارجين الى اربعين رجلا ، واشتهر رجالهم بقدرات قتالية عالية وزهد في الثروة وحرصهم على عدم الاقتناء الذي يعيق خروجهم .
نجح الخوارج في اقامة دولة الاباضية في عُمان ، ثم فتحوا اليمن ، وزحفوا على الحجاز ، وخطب ابو حمزة الخارجي على منبر الرسول ( ص ) ، وامتدت دعوتهم الى افريقيا ، كما نشط الخوارج في بلاد المغرب ، في زمن زعيمهم ابي عبيدة مسلم بن ابي بركة ( البصرة ) ، وقاد جيوشهم في المغرب العربي ابو الخطاب المعافري ، حيث اجتمعت جيوشه خارج مدينة طرابلس – ليبيا ، ثم داهمتها على حين غفلة ،بطريقة اشبه ما تكون باقتحام طروادة ، حين خرج العسكر شاهرين اسلحتهم مهللين " لا حكم الا لله " و " لا طاعة الا لابي الخطاب " ، فسيطروا على طرابلس دون مقاومة ، وبمساندة من الناس ، الذين كانوا يعانون من التهميش والبعد عن مركز الخلافة ، وانشغالها بازماتها الخاصة ، ثم توجهت الجيوش الى القيروان ، فاستولت عليها .
تقوم برامج العمل لدى الخوارج على اعداد الاعضاء ، وتبصيرهم بفنون القتال واساليب الحكم ، وتلقينهم مهارات كسب الاتباع ، وترغيبهم في اعتناق مذهب الجماعة ، وتنظيمهم داخل فصائل او خلايا ، وبعد التاكد من مرحلة الاعداد ، يتم تزويد الاعضاء بالمال والمتاع للرحيل الى موطن اخر لنشر الدعوة ، حيث يقوم الدعاة بارسال الرسائل الى قيادتهم ، لاطلاعهم على نشاطاتهم اولا باول ، ويتلقون من القيادة الاوامر والنصائح ، وكانت القيادة ترسل العيون لمراقبة نشاط الدعاة في الامصار ، والتاكد من ولائهم ومدى اخلاصهم ، والتزامهم بتنفيذ الاوامر .