jo24_banner
jo24_banner

د. عبدالرزاق بني هاني يكتب: إسلامية الدولة العربية - المسلمة

د. عبدالرزاق بني هاني
جو 24 :
أرجو ابتداءً أن أذكر القارىء الكريم بالمقولة التقليدية – التراثية، والتي تنص على ما يلي: ناقل الكفر ليس بكافر. وأرجو أن يتبين معنى ذلك في ما يتيسر من السطور المقبلة.

صديقي العزيز الذي تخرجت وإياه من مرحلة البكالوريوس والماجستير، وافترقنا بعد العام 1983، يعمل الآن باحثاً في المجالات الاستراتيجية، في مؤسسة راند RAND Corporation، في كاليفورنيا - الولايات المتحدة.

يقوم هذا الصديق بتزويدي، عن طريق طرف ثالث، بين الفينة والأخرى، بمعلومات عما يقوم به من أبحاث، ويحصل عليه من نتائج، وما يقوم به بعض الباحثين في المؤسسة من دراسات تثير اهتمامي لما فيها ولها من آثار حقيقية على مستقبل بلادي وأمتي.

آخر ما بعثه لي كانت معلومات عن نشاط بعض المؤسسات الاستخباراتية الأمريكية والبريطانية في ترسيخ فعل وأثر ما يُطلق عليه " علم التجهيل". وقد كتبت حينها مقالة قصيرة عن ذلك العلم، وعن كيفية توظيفه وضمان نتائجه، وعن مستهلكيه ومروجيه.

قام هذا الصديق العزيز، بالامس، وعن طريق الطرف الثالث، بإرسال النتائج الأولية، لدراسة يشرف عليه باحثون غربيون، عن إسلامية الدولة العربية - المسلمة المعاصرة. وهو تحت عنوان:
Islamicity of the Modern Arab and Muslim State

كانت بعض المجلات البحثية الأوروبية، ومنها مجلة الإيكونوميست البريطانية، قد كتبت عنه، لكن من وجهة نظر اقتصادية صرفة، وركزت على توزيع الثروة، وقارنت بين الدول لمعرفة التزامها أو قربها من تطبيق الشريعة الإسلامية حول عدالة توزيع الثروة، والاقتصاد في استخدام الموارد. وكان اللافت في ذلك البحث أن الدول الأوروبية كانت متقدمة، بشكل مُذهل، على كل الدول الإسلامية في تطبيق تشريعات مشابهة للشريعة الإسلامية، وأن توزيع الثروة فيها يتسم بالعدالة بأضعاف متعددة عما هو مطبق في الدولة العربية والمسلمة. أما هذا البحث الأخير فقد تناول أكثر من بُعد، ومنها استخدام الموارد في التنمية وتوزيع الثروة، والاحتكام إلى النصوص القرآنية في إدارة المجتمع والعمل في المجال السياسي، وإحكام الشريعة في أحوال الحرب والسلام، وحرية التغبير، والتسامح، وأمور وموضوعات لا تخطر على بال الشخص العادي، ومنها نظافة الإشخاص والشوارع والمساجد والمرافق العامة، وجدية البحث العلمي، والتزام معلم المدرسة والأستاذ الجامعي بإعمال ضميره في التدريس وجديته في المناهج والمساقات التعليمية. والمحزن في الأمر، وحسبما أبلغني به الصديق، بأن تعدد الموضوعات والمؤشرات سيتم توظيفها في بناءِ مؤشرٍ عن الشخصية العربية - المسلمة، وعن مدى قربه من دينه والعادات والأعراف الحميدة التي عادة ما تمدح الشعوب عليها، كالنظافة والنظام، والالتزام بالقوانين وتطبيقها من غير تحيز.

غطت الدراسة كل الدول العربية والمسلمة، من موريتانيا والمغرب، وانتهاءً بإندونيسيا، إضافة إلى الدول التي يشكل المسلمون من سكانها نسبة 3% أو أكثر. وبلغ عدد الأشخاص المدروسين 210 آلاف شخص، واستغرقت الدراسة الفترة من العام 2004 وحتى 2015. وبناءً على متغيرات وأسئلة الدراسة وملاحظات الباحثين، تم تصميم مؤشر عام، ومؤشر عن كل مجال، ومؤشر عن كل سؤال أو متغير خاطبته الدراسة.

يُعطي كل مؤشر قيمة رقمية (عددية) عن مدى انحراف الأشخاص والجماعات والمجتمعات التي خضعت للدراسة عن معيار تم استخلاصه من العادات الحميدة أو من القرآن والسنة، أو مما أجمع عليه علماء المسلمين في الفترة التي سبقت منتصف القرن الماضي. ، أي ما أجمع عليه علماء الأمة منذ صدر الدولة الإسلامية وحتى العام 1950. وعلى سبيل المثال معيار النظافة والطهارة كما ينص عليه القرآن، أو نصت عليه السنة، أو أجمع عليه جمهور العلماء.

من أجل إدراك كيفية فهم المقياس المعني، دعنا ننظر إلى الخط المستقيم التالي، والذي يبين، على سبيل المثال، معيار النظافة/الطهارة، حسبما ورد في القرآن، أو السنة، أو التشريع الإسلامي.


كانت نتائج الدراسة مذهلة بكل المقاييس، وبعكس التوقعات التي تجول في ذهن الإنسان البسيط، أو المطلع بشكل متوسط. وهاكم بعض النتائج التي بعثها لي، وهي مستخلصة من بين 1100 مؤشر:

المتغير - المؤشر/ المجال حسب المعيار الإسلامي

متوسط نسبة الابتعاد عنه (حسب المعيار الاسلامي)

نسبته إلى متوسط المتعارف عليه في الدول المتقدمة

النظافة/ الطهارة الشخصية

85%

10%

الصدق/الأمانة

77%

20%

الوطنية

90%

20%

الثقة بمستقبل الدولة

90%

15%

الالتزام بالقوانين/ الشرع

79%

8%

معاملة النساء

90%

15%

معاملة الأولاد/البنات

87%

45%

الثقة بالنظام السياسي

90%

10%

المظهر الشخصي

76%

15%

الإيمان بالعلم

89%

5%

الموضوعية

87%

10%

الثقة بالآخرين

80%

23%

الثقة بالنظام القضائي

90%

10%

الثقة بالمشرعين

90%

15%

الثقة بالتربية والتعليم

87%

17%

الثقة بالتعليم الجامعي

89%

17%

التماسك الاجتماعي

90%

20%

الثقة برأس المال الوطني

95%

15%

الثقة بالأجنبي

89%

16%

نظافة الشوارع والمرافق العامة

90%

20%

النظافة المنزلية

71%

24%

الدفاع عن الوطن ضد الأجنبي

90%

25%



آخر جملة ذكرها صديقي في تقريره لي " ... عندما انتهى كبير الباحثين من مراجعة النتائج قال حصلت إسرائيل على 100 سنة أخرى ..." !!!



* الكاتب رئيس جامعة جرش
 
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير