jo24_banner
jo24_banner

نظريتي الجديدة في الميكانيكا السياسية

د. عبدالرزاق بني هاني
جو 24 :
حالة البلاد لا تسرُ صديقاً لكنها تفرح صهاينة الداخل والخارج. والبلاد سياسياً واقتصادياً واجتماعياً تشبه حالة المحرك في حافلة ...

يحتاج المحرك عندما يتم تشغيله إلى عناية خاصة، كالتبريد المستمر من نظام تبريد آلي مُخصص لهذا الغرض، ودوران السائل المُبرد حول الأجزاء الساخنة ... كما يحتاج إلى زيت خاص يعمل على تقليل أثر احتكاك الآلات وتقليل خرابها ... ويحتاج أيضاً إلى تشحيم مستمر، يعمل على تخفيف الاحتكاك وتقليل شدة الأصوات الصادرة عن تصادم قطع المركبة (الحافلة) ...

عندما تنخفض كمية السائل المُبرد داخل المحرك فإن حرارته ترتفع. وإذا انخفض أكثر فإن المحرك يتعرض إلى ما يُطلق عليه باللهجة الشعبية حالة كوشنيت ... أي أنه يحترق بسبب تمدد المعدن ...

ما يجري منذ ما يزيد عن عقدٍ ونصف من الزمن أن منسوب السائل السياسي والاقتصادي قد بدأ بالانخفاض ... ولم يُعاد وضع أو ضخ ما يحتاجه إليه المحرك الكبير : وهو المحرك الاقتصادي - الاجتماعي - السياسي - التربوي - البيئي ...

ما حدث فعلاً بأن نوعية المُدخلات التي يحتاجها المحرك الكبير كانت من النوعية الرديئة ... سائل تبريد على درجة عالية من السوء ... وزيت فاسد (محروق) ... وعدم انتباه السائق إلى ارتفاع درجة حرارة المحرك على نحوٍ أدى أو يؤدي إلى احتراقه ... وتكمن الكارثة في أن بعض معاوني السائق قد رأوْا مؤشر الحرارة يرتفع ... لكنهم شتتوا انتباه السائق عن رؤية ميزان الحرارة، وميزان ضغط الإطارات ... بواسطة الكذب والخداع وتزيين وضع المركبة المهترىء ...

وزاد اتساع الكارثة بواسطة قيام بعض أعوان السائق بتنفيس إطارات الحافلة، فلم تعد قادرة على التقدم، وهي قريبة من حافة وادٍ سحيق ... وقام هؤلاء الأعوان بسرقة كمية كبيرة من السائل والزيت داخل المحرك ...

أرى بأن المحرك يتعرض إلى حالة كوشنيت غير مسبوقة ... فأهيب بالسائق أن يطرد معاونيه غير الأمينين، فقد سرقوا غلة الحافلة ... وأنصحه بأن يحضن ركاب الحافلة ويستعين بهم لأن مصلحتهم تكمن في وصول كل واحد منهم إلى منزله سالماً غانماً ... حتى لو اضطر أي منهم إلى وضع دمه سائلاً في المحرك ... فلا يغرنك أيها السائق المحترم جعجعة المعاون في الحافلة ... أي الشخص الذي يُحاسب الركاب داخلها ... فهو ينادي على الركاب من أجل أن يختلس جزءاً من أجرة التوصيل ... ورب الكعبة !!! ...
 
تابعو الأردن 24 على google news