jo24_banner
jo24_banner

المشاجرات الشبابية داخل الجامعات

ا.د. إدريس عزام
جو 24 :

قلنا أكثر من مرة لا يوجد عنف في الجامعات ..فليس في الموروثات الثقافية ولا الأعراف الجامعية بكل الدنيا ، ما يشجع على العنف المزعوم ، ففي الجامعات تعليم وتنوير ، بعضهم ينتفع منه كثيراً ، والبعض قد لا ينتفع ، لكنه لا يلجأ الى استخدام القوة ، سواء ضد الجامعة كمؤسسة وكوادر ، أو ضد الزملاء الآخرين من الطلبة كرد فعل لعدم الانتفاع أو الفائدة بمستوى جيد ، أو لوجود فراغ أو ما شابه ذلك . كما أن العنف لا يكون بين أنداد ، والشباب في الجامعات انداد بل يكون بين طرف قوي وآخر ضعيف أو مستضعف يسعي القوي الى أن يأسر إرادته في التصرف ، ولا يسعى شباب الجامعات عندما يتشاجرون الى مثل هذا الهدف . 
ما يحدث في الجامعات إذن هو شجار موجّه أو مشاجرات شبابية منظمة وموجّهة ، لا تحدث إلا بفعل فاعل له مصلحة في إثارتها ، هذا في الغالبية العظمى منها ، والقلة النادرة ، تحدث لخلافات شخصية بحته . والدليل : إنها تحدث في أكثر من جامعة ، وبين أكثر من فريق شبابي ، وفي الفترة الزمنية نفسها .
ثم تتكرر كل فترة وأخرى ضمن هذا السياق نفسه ...! ولا يعقل أن يكون هذا الترتيب وذاك النظام في حدوثها عفوياً أو صدفة . إذن لا بد من وجود فاعل مستفيد . وإذا كان هناك تقصير ، فينبغي أن ينصب على الجهة القادرة أو المؤهلة بحكم وظيفتها للوصول الى هذا (الفاعل) الذي لا شك بأنه يخل بالأمن ولم تصل اليه بعد ، لكنها قد تكون معذورة إذا لم تُكلف بذلك رسمياً . قد يُضلل على المسألة ويخلق المبررات وبالتالي يساعد على استمرار تلك المشاجرات ايضاً ، أية ندوات أو دراسات يتنطع للقيام بها ببراءة الأطفال منظّرون من ذوي البعد الواحد . على غرار اولئك الذين يركزون تحليلاتهم على ظروف الشباب مع أن الشباب هم ضحايا المشاجرات وأدواتها ، لكنهم ليسوا الفاعلين الحقيقيين في مجال منشأ المشكلة وأساسها .
والحل لا يكون ناجزاً الا إذا طال الفاعل نفسه وليس الأداة .. لأن الفاعل هو المستفيد فقط ، أما الأداة فهي مجرد أداة ، ومن المنظور البشري في الحالة الحالية هي (الضحية) ، والوقوف في التحليلات والدراسات وكل (الخزعبلات) التنظيرية عند ظروف الضحية ، يصبح بذاته أداة للتغطية على الفاعلين أو (على الجناة) . وفي ذلك بعد تشاركي معهم قد لا يدركه المتورطون الممارسون لهذه التغطية .
الى ماذا يمكن أن يصلون ؟ الى القول بأن المشاجرات تحدث : بسبب تدني المستوي العلمي للطالب ؟ أو الفقر ؟ أو قبول طلاب غير مؤهلين قبولاً استثنائياً ؟ أو تراخي الأمن الجامعي ؟ أو الرخاوة وعدم الحزم في إدارات الجامعات ؟ أو الاساتذة المحرضون للتنفيس عن رفضهم للتدخلات الأمنية ، وفرض الرئاسات ، والمناصب الادارية في الجامعات ؟ أو جماعات الدين السياسي ومحاولتها الهيمنة على الجامعات ، فيصطدم الآخرون معها ؟ أو جهات أمنية أو أفراد أمنيين والهدف تمزيق الجسم الطلابي كي لا يتحد بوجه السلطة ؟ أو الجماعات الاسلامية لإظهار سيطرتها على الجسم الشبابي كعرض للقوة وغايات الابتزاز ؟ أو الشباب أنفسهم لأسباب تتعلق بالجنس الآخر والتباهي أمامهن بالقوة ؟ أو الطلبة الغاضبين من أساليب التحيز والمحاباة داخل الجامعات … الخ كل هذا وارد ، ومعروف ، وشبعنا (خضاً) فيه والنتيجة صفر … والسبب عدم التطرق الى الجهة المستفيدة من إثارة وتمزيق الجسم الطلابي ، أو إظهار القدرة على السيطرة عليه ، وهذه مسألة فوق الطاقات (المدنية ) كلها ، منظَرون وإدارات ، وعليه فإنني أخلص الى أن اقترح ما يلي : لماذا لا تكلف الاستخبارات العسكرية من قبل أصحاب القرار (إذا كانوا جادين بحل المشكلة) باستقصاء المشكلة والوصول الى جذورها الفاعلة ، ووضع الحلول ، ومنحها كل الصلاحية لتنفيذ تلك الحلول ؟؟؟ .
نفهم ، أن عمل هذا الجهاز أساساً هو في المجال العسكري ، لكننا نفهم أنه الجهة الوحيدة في المملكة الأردنية الهاشمية القادرة على أن تكشف جذر المشكلة ومخاطبة أية جهة كانت من فوق وإلزامها بالقانون واحترام أمن البلد وباقتدار .. ولتكن هذه المهمة مهمة مدنية تقدمها للبلد جهة عسكرية صرفة .. وقد يبرر ذلك ربما وجود بعد أمني لمثل هذا العمل . ومهمة الجيش بكل تشكيلاته في الأول والآخر ، هو أمن البلد سواء من أخطار الخارج أو الداخل أحياناً .
هذا هو الحل كما أراه .. وكل ما سواه ما هي إلا مهاترات أقرب إلى لعب العيال … (تشبعنا جعجعة حتى لا نرى طحنا) . سواء أدرك هذا من يشارك بهذه المهاترات أو لم يدرك .




تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير