في وداع دولة الرئيس
لا يختلف إثنان ولا يتناطح عنزان حول حقيقة ان توقيت الدكتور النسور أطال الله بقاءه الشخصي وليس الرسمي , هو آلية مبتكرة من آليات إذلال الشعب . وكأن دولته يقول للأردنيين كلهم , الأطفال في رياضهم , والتلاميذ في مدارسهم وجامعاتهم الخاصة منها والعامة , مروراً بمعلميهم ومعلماتهم اللواتي يركضن ليلا للحاق بحافلات المدارس الخاصة واطفالهن الرضع في أحضانهن ,وعطفا على أمهات التلاميذ وذويهم , ملحقا بهم طلاب وطالبات الجامعات القادمات من مأدبا وجرش والزرقاء والسلط وصويلح وذيبان والموقر والناعورتين القديمة والجديدة , وهم كلهم مضطرون للدراسة في الجامعة الأردنية وغيرها ومضطرون للتسجيل غصبا بمواد الساعة الثامنة صباحا لضرورة التخرج وغيرها من الضرورات , ثم مرورا بالجنود المضطرين للحاق بوحداتهم العسكرية الساعة الثامنة بعد انقضاء ليلة المبيت مع زوجاتهم في شكوى مرة من الطفر وغلاء الاسعار ومسخرة العلاوات الهزلية , لا تملك زوجاتهم سوى التعليق على كل ذلك بعبارة (يا رجّال بفرجها ربك ) حتى تمر الليلة ( بستيرة ) . هؤلاء العسكريون يأتون الى وحداتهم من اربد والكرك وقرى الزرقاء والرمثا والسلط ... الخ , مضافا الى الجميع سائقو التكاسي والباصات بين المدن , وعمال المياومة وموظفوا الدولة الحزانى المأزومين قبل كل شيء برواتبهم ولا ينقصهم أزمة جديدة.
هؤلاء جميعا وهم كل الأردنيين تقريبا , مأزومون من التوقيت الصيفي لصاحب الدولة . لا نستثني من الأزمة سوى اولئك الذين يشدون على يد دولته من بعض الوزراء , وبعض النواب والأعيان وكبار مفردات طبقة السلطة , لا شيء إلا لأن هؤلاء هم ذوي الحياة الليلية أصلا ,ولا يحبون النور ويعشقون الظلام , ولا فرق إن خرجوا ليلا أو نهارا , مع أنهم يفضلون ليلا , فهناك من يسوق بهم سياراتهم الفارهة وبنزينها على حساب الشعب الغلبان , ومقاعدها وتيرة ويمكن ان ( يكسرو النعسة ) أثناء السير. ولا يعانون مما يعاني منه الأردنيون , إلا من مرض البواسير لطول ما جلسوا على الكراسي الرسمية , ومن التهاب البروستاتا لكثرة ما دخنوا السيجار الكوبي" لزوم العرط والفشخرة الفاضية كسلوك متوقع من الهجين اذا وقع بسلة التين "
أقول : لكل هؤلاء وكأن دولته يقول إما انا وإما أنتم , وكأن الرجل يعتقد بأنه مازال معلما والشعب تلاميذ لا يفقهون .
يزعم دولته بأنه يوفر على الخزينة ملايين الدنانير جراء هذا التوقيت , أتحدى أي عاقل أن يعرف كيف حسبها دولته , فالتبكير في ( فلة الدوام ) يقابله تبكير ( في بدايته ) وساعة إطفاء الأضواء , يقابلها ساعة إشعال أبكر , إذن واحد ناقص واحد الحصيلة صفر.. , ربما هناك متغيرات لا يفهمها الأردنيون دخلت في حسابات دولته وهذه علمها عند الله والراسخين في فن تركيع الشعوب , إن لم تكن حجة ذرائعية باهتة لا تقبلها أية خلية من خلايا دماغ بشري سليم .
هل يعلم دولته أننا في الجامعات صرنا نخون عملنا ؟ ونكسر قوانين الضبط والانضباط ونظم جامعاتنا تحت حكم المقارنة بين الأولويات التي أهملها دولته ولم يعرها أي إهتمام ... محاضرات الساعة الثامنة صباحاً في الجامعات , (خربناها ) كلها فلا نؤكد على نظام ولا نلزم تلامذتنا بالحضور والمسألة صارت شبيهة بحارة كل من(إيده اله ) . وصرنا نسمح بدخول التلاميذ بأية ساعة يأتون ولو شارفت المحاضرة على الإنتهاء .. وذلك فرحة بوصولهم أحياء وحياتهم عندنا اهم من التعليم , وأهم بملايين المرات من احترام نظام وقرار غير مقنع مهما كانت صفة صاحبه , واذا كان لدولته رأي أخر فهذا شأنه .. ليعلم الأردنيون أننا نخون عملنا تحت ضغط إجباري من توقيت رئيس الوزراء فقط , وغيرنا كثيرون في مفاصل الدولة , مما لا يطيعون الوالي لمجرد انه والي , فنحن نطيعه إذا ظل مقنعا مراعيا لمصلحة الأمة والناس . فذاك ما يأمره به الله ومحمد رسول الله ومن غير المعقول أن يكون الملك قد أمره يغير ذلك . فإذا ما ضرب بكل ذلك عرض الحائط سقط واجب التكليف بالطاعة والتقيد بالقانون عن كل أردني .
هذا هو شعور الواعين جميعهم و إذا ما إنتقل هذا الشعور الى بلطجية البلد فربما يفهمون أن المقصود من توقيت النسور هو تسهيل مهامهم الجرمية , إبتداء بالمعاكسات ليلا وهذا سهل وانتهاء بقتل من لا تستجيب من بناتنا واخواتنا للمطلوب ... وقد يفهم ان ذلك مقصود لكي ينشغل الناس ببعضهم ولا يطالبون بإصلاح .
أقول :
يا ونّيتي ونّيتها قبل ما جيتْ
قبل يا نسور مَتشكّل وزاراتكْ
يـ نسورْ يا فارضْ على الناس توقيت
ما كان أشرف لو تراجع قراراتكْ ؟
يا رجل .. ! شوف الناس وش بهم سويت !
شقلبت كيانهم كله ولاحدْ على بالكْ
يا ريت قبل القرار يا نسور توينيت
دققتْ بكل الجوانب، وشغَّلت بها دماغكْ
أطفال الناس وبناتهم..لقلب الخطر ودّيتْ
غمضت عيونكْ كالكفيف ْ، حطيت الطين بِذانكْ
السلطة محكّْ الرجل ْ، إثبت لو تصديت
إنك أهل ، ومع الأهل ، والوفا كاركْ !
عن الشعب كل قراراتك يا رجل داريت
يخوفي تصبح بيوم ما يكون خلاّن لكْ
صرنا نَشُكْ إبعضنا جرّاء ما جريت !
علينا من نكد المعاش والذل .. عقبال..
وش القاله بو زهير ؟ عن ربعك ليه صدّيت ؟
خليتْ ناسَكْ عدوينْ لكْ .. جراء أفعالكْ
وجهك بالرحمن إمسح لو يوم صَدَفْ صَليتْ
إرفَعْلُه أديكْ وُ قول يارب غفرانكْ
إعرض حجايجَكْ عالشعبْ عن كل ماسويتْ
فالناسْ عافتْ الدولهْ، والدافع قراراتكْ
لو شايف إنْ البلدْ لكْ .. أكيدْ تكون...
هذا الوطن للجميع.. لا لينا ولا لكْ
في المستقبل لو طمحت .. وللرئاسة سعيتْ
راح تسمع صيحة الشعبْ.. فال الله ولا فالكْ
ال game انتهت ينسور .. بيوتْ الناسْ سديتْ
أغلقتْ أبواب الرزقْ وسكّرت عليك بابكْ
البلد حالها وِقِفْ يا حيف شو سويتْ ؟
مصيرها لو طالت لكم .. يا هالكهْ يا هالكْ
أحلى هديهْ للشعب ..من الملك رَب البيتْ
يصدرْ أوامره عن قريب ..ينسور إلزم داركْ
هذي نبوئَتِي ينسور مش لو أو ياريت
لو ذُقت المُر ساعِتها.. ما تلوم غير حالكْ
هل وصلت دولة الرئيس .. انتظر إنا معك منتظرون
والسلام