jo24_banner
jo24_banner

دولة الرئيس وجهد البلاء

ا.د. إدريس عزام
جو 24 :

يبدو أن إصرار دولته على التوقيت الصيفي , قد دخل في مرحلة ( العند ) والمكابرة , ليس إلا . ولا يعني ذلك سوى إن دولة الرئيس قد أصر إصرارا قويا على أن يضايق الناس في كل شيء ..! ضيَق عليهم في غذائهم , وكسائهم , وضيق عليهم في المعاش عموما, وأقفل باب العمل والتشغيل , إلا لمن رحم ربُك ..والآن جاء دور ( النوم ) فدولته فطن أن النوم هو أيضا حاجة أولية حيوية كالطعام والشراب والكساء والملبس والمسكن , إذن لماذا لا يشمل هذه الحاجة الحيوية برعايته وعطفه الكريم ؟؟!!
يتهامس الأردنيون فيما بينهم قائلين "سر وانكشف " قبل أن يصبح رئيسا لم يكن أحد يَعرف أن دولته من أشد أعداء حاجات الإنسان الأولية , أي قولها وخلصنا من زمان يا أخي " واجعلها شعارك , بلا شعب بلا تنمية بلا حياة , الموت صار أشرف لهم " طل على شعبك وأهلك وقرايبك من جبال السلط وإهتف بأعلى صوتك : لا للطعام لا للشراب لا للملبس لا للمسكن , وأخيرا لا للنوم .. , شعار جميل قد تجد من بعض من أوصلوا البلاد الى حافة الدمار والإفلاس من يحسدك عليه .
ما هذا الذي تفعله يا دولة الرئيس ؟؟؟هل هي توجيهات؟ومن قال أن ذلك يرضيهم ؟ أن يطلع الفجر على الأردنيين وهم يتضرعون الى الله العلي القدير أن يخلصهم من هذه الورطة وكل من تسبب بها أو أن له علاقة بها .؟ هكذا يتساءل الناس يا صاحب الدولة . 

إن الإصرار على التوقيت الصيفي فرض على الأردنيين قلة النوم , وكأن وراء الواحد منهم ( سحور ) ينبغي ان يستيقظ من أجله . كما فرض على أطفالهم أن يذهبوا الى مدارسهم نياما , دولته لا يبدو أنه فكر او أخذ بحسبانه حقيقة أن شدة الإضاءة الصباحية تختلف من منطقة لأخرى من عمان . فقد ترى إصبعك في بعض مناطق عمان الساعة السادسة والنصف صباحا, وقد لا تراه الساعة السابعة صباحا في مناطق أخرى .
لماذا لا يخرج دولة الرئيس الساعة السادسة صباحا ليرى حافلات الليل وهي تحمل أطفالا بعمر الورود ,نياما على المقاعد . ( والإسم رايحين يتعلموا ) ماذا سيتعلمون ؟ السير ليلا؟ والليل ميدان الحرامية والمنحرفين , ولا يعشقه سوى العشاق , وهؤلاء بالعرف الأردني منحرفون أيضا , لأننا كما تعرف لا نحب الحب ولا العشق , نحب النكد والتنكيد والكره والتسلط . هناك من يقولون أن دولة الرئيس لا يعاند في موقفه هذا إلا صاحب دولة سابق يغار من جرأته كل الرؤساء , وهو من أنصار التوقيت الشتوي الدائم , فجاء الرئيس الحالي ورأى أن يكون له موقف معاكس , لا عن قناعة بل عن رغبة في " المداقرة " ومعاكسة الزميل .
إن أصرار دولته على أن يقلق كل الأهالي , ويخرج أطفالهم من ( ...... الليل ) ويقذف بهم نياما في حافلات ليتعرضوا إلى ما يمكن أن يتعرضوا له ........ هو موقف غير مفهوم , عقلانيا . إلا أن يقال بأن الرئيس إذا أخذ قرارا لا يتراجع .. وهذا إن صح يعني أنه من حزب " عنزة ولو طارت " فإذا كان الأمر هكذا , فلا مانع لدينا يا صاحب الدولة أن نعتبرها مثلك عنزه طارت ولا عمرها ما طارت , شريطة أن يكون لذلك فائدة واحدة مقنعة .


من واجب أي مسؤول أن لا يضايق كل الناس لا لشيء إلا حبا في ( المداقرة ) التي يسميها بعض المرضى الأردنيين " الثبات على القرار وعدم التراجع . ليتذكر الجميع أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد تراجع عن قراره في غزوة الخندق أمام رأي اّخر رأى أنه أصوب , فهل يخطئ الأنبياء والدكتور النسور لا يخطئ... نتساءل ؟؟؟
ما سر هذا التزمت إزاء مسألة تضايقنا جميعا إلى حد الإختناق ؟؟؟ أم أن راحة الأردنيين وأطفالهم لا تهم المسؤولين من طبقة السلطة العـتيدة في بلادنا ؟ ولا تعنيهم !!!؟
إن الأردنيين من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب من أقصى الشرق الى أقصى الغرب لا يرون صوابا برأيك يا دولة الرئيس ؟ ولا يرون فيه حكمة ولو أدى إلى إكتشاف البترول , ووقف مشروع الطاقة النووية .!!
إن إقلاق أطفالنا وحرمانهم من النوم هم وأسرهم وإخراجهم من أسرة نومهم ليلا ليصبحوا رجال ليل , فهذا لم تأخذه بالحسبان وسوف يكتب عنك التاريخ بأنك أول مسؤول بكوكب الأرض قد عمل جاهدا لتنشئة أطفال شعبة ليكونوا رجال ليل كارهين للتعليم والمدارس . واول مسؤول في العالم يأخذ قرارات فيها إساءة بالغة للطفولة دون ان يجد من يردعه سواء من منظمات حقوق الإنسان أو من الذين يتوقع الأردنيون منهم ذلك لأنهم فوق الرئيس , هل هذا ما تريده يا دولة الرئيس ؟؟ هكذا يتساءل الأردنيون , ويقولون فيما بينهم الحمدالله انكشف الطابق وبان المستور ,فعدو الحاجات الأولية الحيوية للشعب , وعدو الطفولة والأطفال هو دولة الدكتور عبدالله النسور...
فهل هذا معقول ؟؟؟

تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير