واقعة المركز الثقافي الملكي (والزعبرات) غير المبررة
ا.د. إدريس عزام
جو 24 : ما صدر عن الشباب العراقيين لا يختلف عن المتوقع في مثل هذه الحالات ، حسب الثقافة العربية الشعبية السائدة ، فمن حق أصحاب المناسبة ، سواء كانت فرح أو ترح ، أن يطردوا كل من يأتي (للتنكيد عليهم) .هذا هو التقليد الراسخ . لا نعرف ما حدث بالضبط ، رأينا فعل الشباب العراقي ، لكننا لا ندري ان كان فعلاً أو رد فعل ؟ إن كان رد فعل ، لا نعرف إذن ما فعله الشباب الأردنيون ؟ طالما أن للواقعة شقين ، الفعل ورد الفعل . الاعلام عرض الشق المتعلق بالسلوك العراقي أصحاب المناسبة (المعازيب) . ولم يعرض الشق المتعلق بالسلوك الأردني الضيوف ؛ أو المتطفلين (لا ندري) . نحتاج قبل الحكم أن نعرف : فيما إذا جاء الشباب الأردنيون مدعوين أم دون دعوة ؟ إذا كانوا مدعوين فهم ضيوف ، وللضيف آدابه ومسلكياته وأخلاقه المتعارف عليها أولها : الجلوس بأدب ، وإلا الانسحاب بأدب إذا عاكسه شيء . على أي حال لا نعرف كيف تصرفوا لو كانوا ضيوف ؟ لكن بداهةً ومن غير المعقول أن يعتدي مضيف ( معزب ) على ضيف قد دعاه لحضور مناسبة معينة !! هذا أولاً .
وإذا ذهبوا غير مدعوين ، فهم متطفلون ، وللمتطفل أن يتحمل نتيجة سلوكه . ومن عادة العرب أن لا يحترموا متطفلاً ولو جاملوه على امتعاض ، وان مالاقوه من أصحاب المناسبة يستحقونه بصرف النظر ان كان عادياً أو مبالغ فيه ، من يبدأ بالفعل عليه أن يتقبل رد الفعل .. شريطة أن يدرك ، أن ليس من حقه ولا باستطاعته أن يتحدث عن رد الفعل هذا ، لأنه لا يمكن له هو أن يتحكم فيه . تماماً ، كمن يقدح شرارة ، فتندلع النار ، ولا يعود بإمكانه هو أن يتحكم بها .
إذن مطلوب من المتهيجين عاطفياً التروي حتى يحيطوا بكل هذه الأبعاد قبل التحيز العاطفي المندفع دون تروي ، كان يمكن أن يثور الأردنيون ومعهم حق ، لو أن العراقيين خططوا للمسألة ! ونفذوها مباشرة أو بالواسطة ضد الشباب في أماكن عملهم ، عندها يكون الجرم واضح .. أما كما حدث الأمر ، ففيه التباس وغموض . لكن بديهيات الثقافة والأعراف تغري بأن تضع الحق على الأردنيين المناصرين أينما ذهبوا للزعيم العربي الشهيد صدام حسين الذين ذهبوا دون دعوة مثلاً ، أو الذين ذهبوا مدعوين كضيوف لكنهم لم يراعوا آداب الضيوف وبادروا بالاستفزاز ، ففي الحالتين شبابنا في الموقف الأضعف قانونياً وسياسياً واجتماعياً .
المفروض بنا كبلد نفتخر بأعلى نسبة تعليم بين العرب ، أن لا تأخذنا العصبية والعشائرية ذات الرائحة النتنة . وأن نتروى ، ولا ننسى أبداً توجيهات ديننا الحنيف أن نقول الحق ولو على أنفسنا . فليهدأ الجميع ، اعرفوا أولاً ماذا فعل شبابنا مع الغير ، حتى رد الغير عليهم بالطريقة التي رد بها ، لماذا لم يكونوا مبادئين بالخير حتى يرد عليهم الآخرون بالخير ؟
ليهدأ الجميع ، ولنتذكر أن الشر بالشر والبادئ أظلم .
افرضوا أن العراق قد رد علينا بأن طرد السفير وقطع العلاقات ، أفلا يكون شبابنا قد تسببوا بإساءة علاقات الدولة الأردنية مع دولة شقيقة ؟ وهذا سلوك مجرّم بالقوانين الأردنية ، اليس كذلك ؟ .
الشعب العراقي من أكرم شعوب العرب إن لم يكن الأكرم على الإطلاق ، وهم أهل عزة ونخوة منذ القدم . ولا يمكن أن يعتدوا على الضيف لو تصرف كضيف . أما الأردنيون فنحن شعب طيب ، نميل الى الاندفاع والتهور غضباً من كل شيء .. ولعل هذا يعود الى التصاقنا الشديد بالقضية الفلسطينية وشعورنا النفسي العميق بالظلم والمهانة . فكان أن صارت هذه سجية عامة لدينا سرعان ما تبرز زتعبر عن نفسها رافضة لأي مظهر للقوة يمارس علينا ، حتى لو كنا مخطئين .
هكذا هم وهكذا نحن ، وسنظل أخوة دائماً ، وما حدث حادث عابر لا أكثر ، يبقى أن يظل ضمن هذا الاطار ، وليبحث الجميع في الأردن عن شيء نلتف حوله متحدين غير هذه السفاسف البسيطة .
وإذا ذهبوا غير مدعوين ، فهم متطفلون ، وللمتطفل أن يتحمل نتيجة سلوكه . ومن عادة العرب أن لا يحترموا متطفلاً ولو جاملوه على امتعاض ، وان مالاقوه من أصحاب المناسبة يستحقونه بصرف النظر ان كان عادياً أو مبالغ فيه ، من يبدأ بالفعل عليه أن يتقبل رد الفعل .. شريطة أن يدرك ، أن ليس من حقه ولا باستطاعته أن يتحدث عن رد الفعل هذا ، لأنه لا يمكن له هو أن يتحكم فيه . تماماً ، كمن يقدح شرارة ، فتندلع النار ، ولا يعود بإمكانه هو أن يتحكم بها .
إذن مطلوب من المتهيجين عاطفياً التروي حتى يحيطوا بكل هذه الأبعاد قبل التحيز العاطفي المندفع دون تروي ، كان يمكن أن يثور الأردنيون ومعهم حق ، لو أن العراقيين خططوا للمسألة ! ونفذوها مباشرة أو بالواسطة ضد الشباب في أماكن عملهم ، عندها يكون الجرم واضح .. أما كما حدث الأمر ، ففيه التباس وغموض . لكن بديهيات الثقافة والأعراف تغري بأن تضع الحق على الأردنيين المناصرين أينما ذهبوا للزعيم العربي الشهيد صدام حسين الذين ذهبوا دون دعوة مثلاً ، أو الذين ذهبوا مدعوين كضيوف لكنهم لم يراعوا آداب الضيوف وبادروا بالاستفزاز ، ففي الحالتين شبابنا في الموقف الأضعف قانونياً وسياسياً واجتماعياً .
المفروض بنا كبلد نفتخر بأعلى نسبة تعليم بين العرب ، أن لا تأخذنا العصبية والعشائرية ذات الرائحة النتنة . وأن نتروى ، ولا ننسى أبداً توجيهات ديننا الحنيف أن نقول الحق ولو على أنفسنا . فليهدأ الجميع ، اعرفوا أولاً ماذا فعل شبابنا مع الغير ، حتى رد الغير عليهم بالطريقة التي رد بها ، لماذا لم يكونوا مبادئين بالخير حتى يرد عليهم الآخرون بالخير ؟
ليهدأ الجميع ، ولنتذكر أن الشر بالشر والبادئ أظلم .
افرضوا أن العراق قد رد علينا بأن طرد السفير وقطع العلاقات ، أفلا يكون شبابنا قد تسببوا بإساءة علاقات الدولة الأردنية مع دولة شقيقة ؟ وهذا سلوك مجرّم بالقوانين الأردنية ، اليس كذلك ؟ .
الشعب العراقي من أكرم شعوب العرب إن لم يكن الأكرم على الإطلاق ، وهم أهل عزة ونخوة منذ القدم . ولا يمكن أن يعتدوا على الضيف لو تصرف كضيف . أما الأردنيون فنحن شعب طيب ، نميل الى الاندفاع والتهور غضباً من كل شيء .. ولعل هذا يعود الى التصاقنا الشديد بالقضية الفلسطينية وشعورنا النفسي العميق بالظلم والمهانة . فكان أن صارت هذه سجية عامة لدينا سرعان ما تبرز زتعبر عن نفسها رافضة لأي مظهر للقوة يمارس علينا ، حتى لو كنا مخطئين .
هكذا هم وهكذا نحن ، وسنظل أخوة دائماً ، وما حدث حادث عابر لا أكثر ، يبقى أن يظل ضمن هذا الاطار ، وليبحث الجميع في الأردن عن شيء نلتف حوله متحدين غير هذه السفاسف البسيطة .