2024-12-24 - الثلاثاء
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

"غسيل الواقع "

د. جهاد البرغوثي
جو 24 : في يوم قادم مع المستقبل وقف الاردن الرسمي عند مفصل " غسيل الواقع " ، واحتفظ على الخطاب التقليدي ومَنـَعـَهُ من ان يتحول الى خطاب تجديدي.
وفي هذا تحوَّلت انشودة "المجد" الى "تمجيد" – وبالتواطؤ والتستر أغلقوا نوافذ الديمقراطية المطـِّلة على مراكز الفكر وابطلوا مسيرة التغيير التي طالما تحدث عنها صاحب القرار في مناسبات محلية و دولية.
هناك حكمة اغريقية تقول "ان الالهة لا تــُعاقب البشر حين تغضب عليهم وانما هي تـُسلـّط عليهم انفسهم ".
فازمة الحرية والديمقراطية في واقعنا المعاصر انما تمتد جذورها الى الموروث الثقافي في الوعي القومي .
كانت سياسة الرئيس الامريكي الاسبق دوايت ايزنهادر ووزيره دالاس خلال الحرب البارده تقوم على اساس" إطلاق الافكار قبل اطلاق النار" ، الا ان من وصفهم الملك الشاب " بقوى الشد العكسي " اطلقوا النار علىالنهج الاصلاحي بالغائهم القوائم الحزبية وابطلوا التوجه السياسي في مشاركة جزئية للأحزاب .
ان الاحزاب السياسية بتعددها لا تكرس لوجهة نظر واحده في تحليل وملاحقة ما يضطرب به العالم من حولنا ويصطخب به عالمنا العربي من اهوال واحداث وتطورات ، وما نحن فيه من هموم مالية واقتصادية وسياسية وتعليمية ومعيشية واخلاقية وتكفيرية .
فإذا كانت الظروف القائمة لا تسمح للنهج الاصلاحي ان ينطلق بالتدَّرج والربيع العربي اشرف على نهاياته ، ومظاهر التراجع الحضاري والمجتمعي والمعرفي في تدهور مستمر .



الا يكفي ذلك من تداعيات ومسببات لاعادة التقويم والتقييم واعادة النهج الاصلاحي الى مساره الصحيح لنسير معا تحت كنف نظام ثابت ومستقر ونحو حكومة برلمانية كخطوة اولى في بناء " الاردن الحديث" .
ان تطور الفكر السياسي في البلدان التي تاخذ بالنظام الديمقراطي هو السياج الواقي للشعب والنظام معا.
فإذا كان " الدماغ البشري" يعمل بصورة لامركزية ، فكيف لقوى الشد العكسي "سياسية كان ام أمنية" ان يرفضوا مبدأ المشاركة وكأنهم في ذلك يتحدون مسيرة التاريخ والانسانية وواقعية الاحداث .
فاذا ما قارنا اهتممات الناس والتحليل الموضوعي لنشأة الاحزاب الوطنية المحلية وما نطمح الى تحقيقه من اهداف في هذه الظروف المستجده ، نجدها متقاربة رغم محاربتها على النطاق الرسمي والاعلامي الموّجه من اجل الابقاء على اتساع الفجوة بينهما .
مع اطلاله العام الجديد وعقولنا وقلوبنا تـَشرئـِّب الى قائد المسيرة لاتخاذ القرارات اللازمة بكل جرّأه وإقدام لأعود الى عام 1956 عندما اتخذ الحسين له فسيح الجنان قراره التاريخي بتعريب الجيش الاردني رغم كل الصعوبات والتهديدات والضغوطات.
قال توماس جيفرسون الرئيس الامريكي الاسبق " ان القدرة على الرؤية السليمة للأمور يعطينا املاً في قدرتنا على استشراف المستقبل والتعامل معه بشجاعه " " وان حكومة العقل افضل من حكومة القوة ".
هل لنا ان نخرج من الكهف الذي نعيش فيه الى الوطن الكبير الذي يتشوق الينا ويتسع لنا جميعا .
اننا نطالب المليك الشاب ان يقود بنفسه معركة الاصلاح بدءاً بتشكيل حكومة برلمانية لا مكوكية بين الديوان ومجلس الامة ليكون الاردن "النموذج الديمقراطي المستقر المزدهر " في المنطقة .
وكل عام وانتم بخير
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير