حوارٌ ام اتهام !
كل ما حدث تحت القبة مؤخرا كانت له اسهامات حضارية حيث الظواهر الايجابية لكل طرف اتسمت بالحوار وفرضت التفكير في اقتراحات وافكار تحقق فاعلية الحوار وتضمن استمراريته وتواصله وحيويته دون لجان سلوكية ، لما فيه من تطوير وتحسين الاداء النيابي في الفكر والحوار . كلٌ اراد ابراز اهمية الامانة التي تسلمها بأنتخابه نائبا وابتغى حُسن تأديتها .
فالحوار رغم حدّته قد يصبح نظرية فلسفية ديمقراطية لكونها مختلفة ومعارضة لبعضها البعض في حقيقتها وموازينها .
واستطيع القول انه كان حوارا حضاريا . فالاختلافات تتعلق اساسا بالتقابل لموضوعات هامة وقضايا معلقة .
فإذا كانت التنمية الاجتماعية ترتكز على اسس اخلاقية واجتماعية واحيانا تتعلق بالاوضاع الاقتصادية ، فالعشيرة في تشكيلها الديمغرافي هي جزء من المجتمع ، والوطن جامعا لكل العشائر ، ولا تناقض ما بين الجزء والكل . فما الاجزاء الا المكون للكل ، ليحتمي المواطن بالكل لا بالجزء ، وليحتمي الجزء بالكل لا بجزء اخر .
لم يخرج احدهما عن سياق الحوار . فليس هناك قوة وذكاء وكياسة امام ضعف وتردد وسلبية بل تخندق كلٌ بموقفه وبموقعه .ما كانت الا لتضيف جوانب عديده عن الجوانب النفسية اثناء تفاعلات كل منهما ، وهذا طبيعي ولا خلاف عليه .
والسؤال الان : هل ستنتصر الديمقراطية ام ستنهزم؟
فإذا كانت المصالح الدولية المتشابكة تتغير والمعاهدات الدولية تفقد صلاحيتها ، فالممارسة والحوار وتفعيل المشاركة سياسية ً كانت ام اجتماعية تتيح مجالا للمرونة في القول ، والابداع في سماعنا لرأيين متناقضين .
فهناك امل ما دام هناك فكر . ان القدرة على قيادة فكر ما في هذا المجتمع يحتاج منا الكثير لنرى ما يجب ان نفعل حتى نغير من واقعنا ومستقبلنا .
ان صرخة الغضب والاحتجاج التي اطلقها نائب على زميله يضعنا امام المشاعر الانسانية المتناقضه لـِتضفي على موضوع التواصل في هذا الحوار وغيره رؤى جديده وابعادا تجعل من كل حوار ذا قيمة محورية . لذا ، لن تنهزم الديمقراطية .
وعلى قول الشاعر :
اني اتهمت نصيح الشيب في عزلٍ
والشيبُ ابعد في نـُصح ٍ عن التـُهم ِ