أوراسيا قلب العالم
م. احمد سمارة الزعبي
جو 24 : اعتبر الباحثون الجيوبوليتيكيون منطقة أوراسيا الأهم على الصعيد الدولي ، وأوراسيا بالمعنى الواسع تشمل كافة دول اّسيا وأوروبا ، لكنها بالمعنى الأضيق تشمل دول حلف وارسو السابق ، والدول المطلة على البحر الأسود والمتوسط ، بالإضافة الى دول البلقان ، أما بالمعني الجيوسياسي ، فيضاف الى ما سبق ، الصين واليابان والكوريتين ، مرورا بالهند وباكستان وافغانستان وايران والعراق ، والدول الاسكندنافية ، ويعطي الباحثون الاستراتيجيون أهمية كبرى لما يسمى بالأرض الأم أو الحيز الحضاري من التاريخ ، حيث نشأت كبرى الحضارات العالمية ، وقد شكلت هذه المنطقة الفضاء العام للصراع بين المحور الأمريكي وحلفائه من جهة ، وبين المحور الروسي وحلفائه من جهة اخرى .
نشأة الفكر الأوراسي تعود الى العام 1944 ، على يد استاذ العلاقات الدولية في جامعة ييل الامريكية نيكولاس سبيكمان ، وتعززت بعد مرور خمسون عاما ،حين أعلن الرئيس الكازاخستاني نزار باييف بدء مشروع اتحاد دول أوراسي ، دغدغ فيه أحلام دول اّسيا الوسطى ، للتكتل والإستقواء أمام الهجمة الأمريكية الساحقة على العالم ، كما شكل سفينة نجاة للروس من مخاطر الأطلسة ، التي بدأت باجتياح الدول المحيطة بالاتحاد الروسي . تؤمن الأوراسية بما يسمى بالتعقيد المزهر ، وهو التنوع العرقي الذي يغني ويخصَب المجتمع بإثنيات تتشارك في بناء الدولة ، ضمن النظرية الأوراسية ، التي تتصدى للهيمنة الغربية ذات الحضارة الراكدة والمتلاشية والمأزومة كما يرون .
كتب الجغرافي البريطاني هالفورد ماكندر ، إن من يسيطر على أوراسيا ، يسيطر على العالم القديم ( اّسيا ، أوروبا ، إفريقيا ) ، وإن من يسيطر على العالم القديم يسيطر على العالم كله ، وافترض أن العالم سينقسم الى مجالين متواجهين ، اليابسة والبحر، ويمكن رؤية الخط السياسي الاستراتيجي الممتد من أفغانستان الى فلسطين ، حيث ساحات المواجهة الأسخن ضد أطماع الدب الروسي ، وطموحات التنين الصيني ، في السيطرة على أوراسيا ، وهذا يشمل العراق والجزيرة العربية ، مرورا بايران وأهميتها الجيوسياسية في الاشتباك على محوري مضيق هرمز وبحر قزوين ، حيث مستودع العالم الكبير للطاقة ، وحيث الممرات البحرية لعبور ناقلات النفط والغاز باتجاه دول الشرق وأوروبا .
في كتابه رقعة الشطرنج ، يرى بريجينسكي المستشار الأسبق للأمن القومي الامريكي ، ان أوراسيا تشكل مكمن التحدي السياسي والاقتصادي للسيادة الامريكية على العالم ، وان قوتها تفوق بشكل كاسح قوة الولايات المتحدة ، فالأوراسية ، ليست مصطلحا جغرافيا فحسب ، بل باتت أيدولوجيا ، تجتاح الحالمين بتحدي الإرادة الأمريكية ، وأوراسيا أيضا تحمل مشروعا سياسيا اقتصاديا اجتماعيا ، تعتبر روسيا فيه قلبا قاريا ، مع امتداداته التي تشمل أوروبا الشرقية ، واّسيا الوسطى والقوقاز ، والشرق الأدنى والمتوسط والأقصى ، وتأتي الأوراسية كمشروع حضاري متكامل في مواجهة الأطلنطية ، ومن خلفها حلف الناتو بزعامة الولايات المتحدة الامريكية .
اعتمدت السياسة الامريكية للهيمنة على أوراسيا ، على مشروع الدرع الصاروخي في اوروبا ، وعلى عمليتي غزو أفغانستان والعراق ، ومشروع الشرق الأوسط الكبير ، وحصار ايران اقتصاديا ، ودعم الجماعات المسلحة في سوريا ، وتعزيز العلاقات مع باكستان ، والتعاون مع كوريا الجنوبية والفلبين واليابان ، لمحاصرة المحور الروسي الصيني في الشرق الأقصى ، والقيام بعمليات اختراق في العمق الروسي ، وحدائقه الخلفية في قرغيزيا وكازاخستان وجورجيا ، ثم الانقضاض على أوكرانيا الخاصرة الموجعة للدب الروسي .
فيما سعت موسكو لمجموعة من السياسات الهادفة لحماية الحزام الأوراسي ، عبر تشكيل منظمة شنغهاي للتنمية ، وتركت المحيط الهادي للصين ، كتقاسم وظيفي لمناطق النفوذ ، واتجهت صوب المياه الدافئة ، كما عمدت الى إعادة إحياء طريق الحرير تنفيذا لتوجهات صينية ، وتسعى لحل أزمة الكوريتين لتخفيف الضغوط الاقتصادية والأمنية عن الصين ، وانتشلت قبرص من أزمتها المالية ، واحتكرت عقود استخراج الغاز القبرصي ، وانفتحت على العراق ودعمتها عسكريا ، وانتقلت الى استرداد مصر ودورها التاريخي في منطقة الشرق الاوسط ، في وقت كانت قد دعمت ايران وبرنامجها النووي ، ودعمت سوريا اقتصاديا وعسكريا ، وبدات بمغازلة السعودية عبر دعمها للتحول السياسي في مصر بقيادة المشير السيسي ، الذي عمد في موسكو قبل إعلانه الترشح لرئاسة مصر ، ونشرت سلاحها البحري في المتوسط ، لا بل وعززته بالبوارج الحربية المحملة برؤوس نووية ، وتصدت بكل حزم للعبث بالملف الأوكراني ، في حين كانت قد انجزت اكبر تكتل اقتصادي سياسي في العالم وهو مجموعة دول البريكس .
نشأة الفكر الأوراسي تعود الى العام 1944 ، على يد استاذ العلاقات الدولية في جامعة ييل الامريكية نيكولاس سبيكمان ، وتعززت بعد مرور خمسون عاما ،حين أعلن الرئيس الكازاخستاني نزار باييف بدء مشروع اتحاد دول أوراسي ، دغدغ فيه أحلام دول اّسيا الوسطى ، للتكتل والإستقواء أمام الهجمة الأمريكية الساحقة على العالم ، كما شكل سفينة نجاة للروس من مخاطر الأطلسة ، التي بدأت باجتياح الدول المحيطة بالاتحاد الروسي . تؤمن الأوراسية بما يسمى بالتعقيد المزهر ، وهو التنوع العرقي الذي يغني ويخصَب المجتمع بإثنيات تتشارك في بناء الدولة ، ضمن النظرية الأوراسية ، التي تتصدى للهيمنة الغربية ذات الحضارة الراكدة والمتلاشية والمأزومة كما يرون .
كتب الجغرافي البريطاني هالفورد ماكندر ، إن من يسيطر على أوراسيا ، يسيطر على العالم القديم ( اّسيا ، أوروبا ، إفريقيا ) ، وإن من يسيطر على العالم القديم يسيطر على العالم كله ، وافترض أن العالم سينقسم الى مجالين متواجهين ، اليابسة والبحر، ويمكن رؤية الخط السياسي الاستراتيجي الممتد من أفغانستان الى فلسطين ، حيث ساحات المواجهة الأسخن ضد أطماع الدب الروسي ، وطموحات التنين الصيني ، في السيطرة على أوراسيا ، وهذا يشمل العراق والجزيرة العربية ، مرورا بايران وأهميتها الجيوسياسية في الاشتباك على محوري مضيق هرمز وبحر قزوين ، حيث مستودع العالم الكبير للطاقة ، وحيث الممرات البحرية لعبور ناقلات النفط والغاز باتجاه دول الشرق وأوروبا .
في كتابه رقعة الشطرنج ، يرى بريجينسكي المستشار الأسبق للأمن القومي الامريكي ، ان أوراسيا تشكل مكمن التحدي السياسي والاقتصادي للسيادة الامريكية على العالم ، وان قوتها تفوق بشكل كاسح قوة الولايات المتحدة ، فالأوراسية ، ليست مصطلحا جغرافيا فحسب ، بل باتت أيدولوجيا ، تجتاح الحالمين بتحدي الإرادة الأمريكية ، وأوراسيا أيضا تحمل مشروعا سياسيا اقتصاديا اجتماعيا ، تعتبر روسيا فيه قلبا قاريا ، مع امتداداته التي تشمل أوروبا الشرقية ، واّسيا الوسطى والقوقاز ، والشرق الأدنى والمتوسط والأقصى ، وتأتي الأوراسية كمشروع حضاري متكامل في مواجهة الأطلنطية ، ومن خلفها حلف الناتو بزعامة الولايات المتحدة الامريكية .
اعتمدت السياسة الامريكية للهيمنة على أوراسيا ، على مشروع الدرع الصاروخي في اوروبا ، وعلى عمليتي غزو أفغانستان والعراق ، ومشروع الشرق الأوسط الكبير ، وحصار ايران اقتصاديا ، ودعم الجماعات المسلحة في سوريا ، وتعزيز العلاقات مع باكستان ، والتعاون مع كوريا الجنوبية والفلبين واليابان ، لمحاصرة المحور الروسي الصيني في الشرق الأقصى ، والقيام بعمليات اختراق في العمق الروسي ، وحدائقه الخلفية في قرغيزيا وكازاخستان وجورجيا ، ثم الانقضاض على أوكرانيا الخاصرة الموجعة للدب الروسي .
فيما سعت موسكو لمجموعة من السياسات الهادفة لحماية الحزام الأوراسي ، عبر تشكيل منظمة شنغهاي للتنمية ، وتركت المحيط الهادي للصين ، كتقاسم وظيفي لمناطق النفوذ ، واتجهت صوب المياه الدافئة ، كما عمدت الى إعادة إحياء طريق الحرير تنفيذا لتوجهات صينية ، وتسعى لحل أزمة الكوريتين لتخفيف الضغوط الاقتصادية والأمنية عن الصين ، وانتشلت قبرص من أزمتها المالية ، واحتكرت عقود استخراج الغاز القبرصي ، وانفتحت على العراق ودعمتها عسكريا ، وانتقلت الى استرداد مصر ودورها التاريخي في منطقة الشرق الاوسط ، في وقت كانت قد دعمت ايران وبرنامجها النووي ، ودعمت سوريا اقتصاديا وعسكريا ، وبدات بمغازلة السعودية عبر دعمها للتحول السياسي في مصر بقيادة المشير السيسي ، الذي عمد في موسكو قبل إعلانه الترشح لرئاسة مصر ، ونشرت سلاحها البحري في المتوسط ، لا بل وعززته بالبوارج الحربية المحملة برؤوس نووية ، وتصدت بكل حزم للعبث بالملف الأوكراني ، في حين كانت قد انجزت اكبر تكتل اقتصادي سياسي في العالم وهو مجموعة دول البريكس .