أوراسيا والتوازن الدولي
م. احمد سمارة الزعبي
جو 24 : يبدو أن قارة اسيا أصبحت المسرح الرئيسي ، لصراع القوى العظمى نظرا لتنامي الاقتصاديات الكبرى لدول شرق اّسيا ، فبينما يتخطى العالم عتبة العقد الثاني من القرن الحالي ، يشتعل صراع محموم بين القوي العظمى ، في إطار ما يسمى بصراع النفوذ على مخزونات الطاقة العالمية ، والممرات البحرية والبرية الناقلة لها ، والتي ستؤدي الى تحولات تاريخية في موازين القوى العالمية ، وربما الى انحسار نفوذ بعض الدول الكبرى لصالح قوى دولية جديدة وصاعدة ، وقد قدم المحلل الاقتصادي جيديون رخمان في كتابه " عالم المعادلة الصفرية " رؤية مفادها ، أن النظام العالمي الحالي ، قد دخل بعد الأزمة الاقتصادية العالمية ، مرحلة تتسم بالتغير الجوهري ، وعدم الاستقرار الخطير ، فلم تعد نظرية العولمة تصب في مصالح القوى الكبرى ، ولم تعد الولايات المتحدة تقود العالم بلا منافسة ، وحل التنافس والصراع محل التعاون والمصالح المشتركة ، وأصبح الصعود الاّسيوي ينافس النفوذ الامريكي .
وقد عبر عن هذا التخوف السيناتور الأمريكي ريتشارد لوغار ، عندما شدد على أن لحلف الناتو الحق بضمان أمن الطاقة لجميع اعضائه ، وهذا يعني عسكرة كل خطوط النفط العالمية ، والممرات البحرية لناقلات النفط ، وهذا ما أقلق موسكو من توسيع مفهوم أمن الطاقة ، والذي اذا تم اعتماده لدى الحلف ، فانه سيكون مبررا للعدوان عليها ، او على أي بلد اّخر منتج للطاقة كايران وفنزويلا وتركمانستان وليبيا ، كما تعتبر موسكو وحلفاؤها ان مشروع الدرع الصاروخي في أوروبا ، ما هو إلا وسيلة للسيطرة على مصادر الطاقة عبر التهديد باللجوء الى القوة .
في عام 2007 م ، صرح روبرت غيتس وزير الدفاع الأمريكي ، بأن روسيا والصين تمثلان تهديدا للولايات المتحدة وحلفائها ، علاوة على الحرب الشاملة على الارهاب ، وفي نفس العام ، أعلن الرئيس بوتين في مؤتمر ميونيخ حول الأمن ، ان حلف الناتو يستهدف الاتحاد الروسي عبر توسعه شرقا ووصوله الى جورجيا ، وتقيم واشنطن ايضا علاقات عسكرية وثيقة مع تايوان باعتبارها المنصة الرئيسية للعمليات العسكرية ضد الصين وأمنها في الطاقة ، فالتزود بالطاقة شديد الارتباط بالأمن القومي الصيني ، وبالتالي فان سيطرة الغرب على الممرات المائية لهذه الطاقة ، يعرض بكين للشلل والاختناق ، ولهذه الأسباب يأتي التعاون الصيني الروسي مع ايران وجمهوريات اسيا الوسطى ، لفتح ممر بري يضمن استمرار تزود الصين بالطاقة ، وثمة توجهات بتعاون روسي صيني لمد انابيب لنقل الغاز الروسي الى الأراضي الصينية ، والغاز الايراني أيضا مرورا بالاراضي الباكستانية والهندية .
وقد استبقت موسكو ، تداعيات التصعيد الغربي للحفاظ على الهيمنة الأطلسية على مصادر الطاقة ، بإنشاء منظمة معاهدة الأمن الجماعي ، وهي تحالف سياسي وعسكري ، يهدف الى التنسيق وتعميق العمل السياسي والعسكري المتبادل ، وتقديم المساعدة اللازمة بما فيها الحربية ، للدول المشاركة التي تتعرض لعدوان خارجي ، وتشمل منطقة مسؤولية المنظمة ، مناطق تمتد من القوقاز ، مرورا باسيا الوسطى وحتى اوروبا الشرقية ، وتضم المنظمة كلا من روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان وقرغيزيا وأرمينيا ، كما عمدت بكين على انشاء منظمة شنغهاي للتعاون ، وهي تحالف يهدف الى مكافحة الارهاب ، ومواجهة التطرف والحركات الإنفصالية ، والتصدي لتجارة الأسلحة والمخدرات ، إلا أن الكثير من المحللين ، يراها كحلف عسكري في مواجهة الناتو ، وتضم في عضويتها روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزيا واوزبكستان وطاجيكستان ، وقد توسعت أهداف هذه المنظمة لتشمل العمل على تطوير وتقديم الأفكار ، للوصول الى نظام سياسي واقتصادي عالمي ، ديموقراطي وعادل ومتوازن ، وهذا ما يؤشر الى الأوراسية كمفهوم جديد ومتصاعد ، وللمنظمة شركاء في الحوار كبيلاروسيا وسيريلانكا ، وضيوف كافغانستان ودول منظمة الاّسيان وكومنولث الدول المستقلة عن الاتحاد السوفياتي السابق ، ومن المتوقع انضمام كل من ايران وباكستان والهند ومنغوليا الى هذه المنظمة .
أصبح واضحا للعيان أن العالم اليوم ، وبعد متوالية من الإخفاقات السياسية والعسكرية الأمريكية ، خاصة في افغانستان والعراق ، والأزمة الاقتصادية العالمية ، وما رافقها من انكماش وركود اقتصادي عالمي ، بات يبحث عن سيناريوهات وبدائل لقيادة العالم ، بطريقة أكثر أمنا واستقرارا ، وان أحادية القطبية ، التي هيمنت على العالم خلال العقود الماضية ، لم تحقق للعالم الأمن والسلام العالميين ، وبالتالي فان سعي روسيا والصين لتثبيت مفهوم الأوراسية الجديدة كمشروع اقتصادي سياسي اجتماعي ثقافي ، ربما يكون الممر الاّمن لعبور كافة القوى العالمية نحو عالم يسوده الأمن والاستقرار والتوازن الدولي .
وقد عبر عن هذا التخوف السيناتور الأمريكي ريتشارد لوغار ، عندما شدد على أن لحلف الناتو الحق بضمان أمن الطاقة لجميع اعضائه ، وهذا يعني عسكرة كل خطوط النفط العالمية ، والممرات البحرية لناقلات النفط ، وهذا ما أقلق موسكو من توسيع مفهوم أمن الطاقة ، والذي اذا تم اعتماده لدى الحلف ، فانه سيكون مبررا للعدوان عليها ، او على أي بلد اّخر منتج للطاقة كايران وفنزويلا وتركمانستان وليبيا ، كما تعتبر موسكو وحلفاؤها ان مشروع الدرع الصاروخي في أوروبا ، ما هو إلا وسيلة للسيطرة على مصادر الطاقة عبر التهديد باللجوء الى القوة .
في عام 2007 م ، صرح روبرت غيتس وزير الدفاع الأمريكي ، بأن روسيا والصين تمثلان تهديدا للولايات المتحدة وحلفائها ، علاوة على الحرب الشاملة على الارهاب ، وفي نفس العام ، أعلن الرئيس بوتين في مؤتمر ميونيخ حول الأمن ، ان حلف الناتو يستهدف الاتحاد الروسي عبر توسعه شرقا ووصوله الى جورجيا ، وتقيم واشنطن ايضا علاقات عسكرية وثيقة مع تايوان باعتبارها المنصة الرئيسية للعمليات العسكرية ضد الصين وأمنها في الطاقة ، فالتزود بالطاقة شديد الارتباط بالأمن القومي الصيني ، وبالتالي فان سيطرة الغرب على الممرات المائية لهذه الطاقة ، يعرض بكين للشلل والاختناق ، ولهذه الأسباب يأتي التعاون الصيني الروسي مع ايران وجمهوريات اسيا الوسطى ، لفتح ممر بري يضمن استمرار تزود الصين بالطاقة ، وثمة توجهات بتعاون روسي صيني لمد انابيب لنقل الغاز الروسي الى الأراضي الصينية ، والغاز الايراني أيضا مرورا بالاراضي الباكستانية والهندية .
وقد استبقت موسكو ، تداعيات التصعيد الغربي للحفاظ على الهيمنة الأطلسية على مصادر الطاقة ، بإنشاء منظمة معاهدة الأمن الجماعي ، وهي تحالف سياسي وعسكري ، يهدف الى التنسيق وتعميق العمل السياسي والعسكري المتبادل ، وتقديم المساعدة اللازمة بما فيها الحربية ، للدول المشاركة التي تتعرض لعدوان خارجي ، وتشمل منطقة مسؤولية المنظمة ، مناطق تمتد من القوقاز ، مرورا باسيا الوسطى وحتى اوروبا الشرقية ، وتضم المنظمة كلا من روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان وقرغيزيا وأرمينيا ، كما عمدت بكين على انشاء منظمة شنغهاي للتعاون ، وهي تحالف يهدف الى مكافحة الارهاب ، ومواجهة التطرف والحركات الإنفصالية ، والتصدي لتجارة الأسلحة والمخدرات ، إلا أن الكثير من المحللين ، يراها كحلف عسكري في مواجهة الناتو ، وتضم في عضويتها روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزيا واوزبكستان وطاجيكستان ، وقد توسعت أهداف هذه المنظمة لتشمل العمل على تطوير وتقديم الأفكار ، للوصول الى نظام سياسي واقتصادي عالمي ، ديموقراطي وعادل ومتوازن ، وهذا ما يؤشر الى الأوراسية كمفهوم جديد ومتصاعد ، وللمنظمة شركاء في الحوار كبيلاروسيا وسيريلانكا ، وضيوف كافغانستان ودول منظمة الاّسيان وكومنولث الدول المستقلة عن الاتحاد السوفياتي السابق ، ومن المتوقع انضمام كل من ايران وباكستان والهند ومنغوليا الى هذه المنظمة .
أصبح واضحا للعيان أن العالم اليوم ، وبعد متوالية من الإخفاقات السياسية والعسكرية الأمريكية ، خاصة في افغانستان والعراق ، والأزمة الاقتصادية العالمية ، وما رافقها من انكماش وركود اقتصادي عالمي ، بات يبحث عن سيناريوهات وبدائل لقيادة العالم ، بطريقة أكثر أمنا واستقرارا ، وان أحادية القطبية ، التي هيمنت على العالم خلال العقود الماضية ، لم تحقق للعالم الأمن والسلام العالميين ، وبالتالي فان سعي روسيا والصين لتثبيت مفهوم الأوراسية الجديدة كمشروع اقتصادي سياسي اجتماعي ثقافي ، ربما يكون الممر الاّمن لعبور كافة القوى العالمية نحو عالم يسوده الأمن والاستقرار والتوازن الدولي .