بكين والتحديات الاقليمية
م. احمد سمارة الزعبي
جو 24 : يعترض تنفيذ مشروح طريق الحرير الجديد ، مجموعة من التحديات والأزمات الإقليمية والدولية ، فالمشروع هو تعبير عن القوة الاقتصادية والسياسية المتنامية للصين ، وحاجتها الماسة للطاقة ، عبر تامين طرق امدادات النفط والغاز ، وعبر شبكة من العلاقات الاقتصادية مع دول قلب العالم في القارات الثلاث ( اسيا ، اوروبا ، افريقيا ) ، ومن أبرز التحديات التي تواجه المشروع ، قلق الادارة الأمريكية ، من النمو المتسارع للاقتصاد الصيني ، حيث تسعى واشنطن للحفاظ على هيمنتها على الاقتصاد العالمي ، محمولة على أكبر اقتصاديات في العالم ، ومدعومة بقوة عسكرية منتشرة في كل الممرات الاستراتيجية لطرق امدادات الطاقة ، وعبر تحالفات استراتيجية مع دول الاتحاد الاوروبي ، ودول الاسيان ومجموعة من الدول ذات الاهمية الاستراتيجية ، وتطرح واشنطن مشروع طريق الحرير الجديد الامريكي ، ( الاطلنطية في مواجهة الاوراسية الجديدة ) ، كما تعمل على تفكيك اي تكتل يقوم لمواجهة نفوذها ، عبر التدخل المباشر ، او باستخدام المجموعات الانفصالية ، او الثورات الملونة ، ولا زالت تحلم بمشروع الشرق الاوسط الكبير ، الذي يصطدم بالطموحات الايرانية والسورية ومن خلفهما روسيا والصين .
العلاقات الصينية اليابانية بدورها ، تعرضت لهزات كثيرة منذ بداية القرن الحالي ، وأدى تجدد النزاع على الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي ، الى توتر العلاقات بين البلدين ، كما يسود مناخ من عدم الثقة بينهما ، خاصة مع وجود إرث من التوتر ، ناتج عن الماضي الاستعماري لليابان ، ويدخل البلدان الان في مرحلة سباق تسلح صامتة منذ عقد من الزمن ، كما يختلفان على ترسيم الحدود البحرية بينهما .
المسألة التايوانية تشكل صداعا لبكين ، فمنذ نهاية الحرب الأهلية في الصين عام 1949 م ، وتايوان تعيش كدولة مستقلة ، تسمى جمهورية الصين ، في حين تعتبر بكين ان تايوان أرضا صينية تابعة لها ، ولم تتخل عن فكرة اعادة توحيدها مع الصين ، ولو بالقوة اذا لزم الامر ، خسرت تايوان مقعدها في الامم المتحدة عام 1971 م ، فيما تحطم املها تدريجيا باعتراف دولي كبير ، لكنها تتلقى دعما عسكريا وسياسيا من الولايات المتحدة .
المنافس الأكبر للاقتصاد الصيني في جنوب شرق اّسيا هو المارد الهندي ، والذي أصبح يشكل ثالث أكبر اقتصاد في العالم ، فلا تزال المواجهات العسكرية بين الهند والصين عام 1962 م ، حاضرة في الاذهان ، ويخشى المراقبون ان تؤدي الخلافات المستمرة بينهما ، الى مواجهة جديدة ، قد تنتهي بحرب نووية مدمرة ، كما يختلف الطرفان حول اقليم التبت الذي تسبب للصين بمتاعب لا نهاية لها ، حيث اقام الدلاي لاما في الهند منذ فراره عام 1959 م ، كما تخشى الصين من ظهور محور ( واشنطن ، نيودلهي ، طوكيو ) لمنافسة الصين ، والضغط عليها سياسيا واقتصاديا .
إقليم شينجيانغ الصيني ، يشهد أحداثا دموية متكررة بين الاقلية المسلمة ( الإيغور ) والبوذييين ، وتتهم الصين جماعات انفصالية وارهابية بالوقوق وراء الاحداث ، كما تعتقد بوجود اطراف دولية تعبث في هذا الاقليم ، ونظرا لتنامي نشاطات الجماعات المتطرفة في دول اّسيا الوسطى ، ووقوفها أيضا الى جانب روسيا وايران في محور واحد تجاه الازمة السورية ، ونظرا لاتساع رقعة انتشار الاستثمارات والكفاءات والمصالح الصينية ، فإن بكين قلقة من تفشي هذه الظاهرة ، ومتخوفة من مدى تأثيراتها السلبية على طموحات الصين المحلية والاقليمية والدولية .
الأزمة التاريخية بين الكوريتين تشكل قلقا لبكين ، حيث تسبب حالة التوتر الدائمة بينهما حالة من عدم الاستقرار في المنطقة ، وتفتح المجال لخصوم بكين بالعبث الدائم في هذا الملف ، وربما تتخوف بكين من احتمالية اندلاع مواجهة مسلحة بينهما ، خاصة مع وجود اسلحة نووية لدى الجارة الشمالية ، بالاضافة الى تحشيد ومناورات عسكرية امريكية كورية جنوبية في خاصرة الصين ، ويأتي سجل الصين في التعاطي مع مسالة حقوق الانسان ليضيف الى متاعبها التقليدية بعدا اخر ، خاصة ان الادارة الامريكية تستخدم هذا الملف في كل مواجهاتها مع الخصوم ، ليبقى سيفا مسلطا على رقابهم ، وتجربة الصين في هذا الموضوع حاضرة في أذهان القادة في بكين .
العلاقات الصينية اليابانية بدورها ، تعرضت لهزات كثيرة منذ بداية القرن الحالي ، وأدى تجدد النزاع على الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي ، الى توتر العلاقات بين البلدين ، كما يسود مناخ من عدم الثقة بينهما ، خاصة مع وجود إرث من التوتر ، ناتج عن الماضي الاستعماري لليابان ، ويدخل البلدان الان في مرحلة سباق تسلح صامتة منذ عقد من الزمن ، كما يختلفان على ترسيم الحدود البحرية بينهما .
المسألة التايوانية تشكل صداعا لبكين ، فمنذ نهاية الحرب الأهلية في الصين عام 1949 م ، وتايوان تعيش كدولة مستقلة ، تسمى جمهورية الصين ، في حين تعتبر بكين ان تايوان أرضا صينية تابعة لها ، ولم تتخل عن فكرة اعادة توحيدها مع الصين ، ولو بالقوة اذا لزم الامر ، خسرت تايوان مقعدها في الامم المتحدة عام 1971 م ، فيما تحطم املها تدريجيا باعتراف دولي كبير ، لكنها تتلقى دعما عسكريا وسياسيا من الولايات المتحدة .
المنافس الأكبر للاقتصاد الصيني في جنوب شرق اّسيا هو المارد الهندي ، والذي أصبح يشكل ثالث أكبر اقتصاد في العالم ، فلا تزال المواجهات العسكرية بين الهند والصين عام 1962 م ، حاضرة في الاذهان ، ويخشى المراقبون ان تؤدي الخلافات المستمرة بينهما ، الى مواجهة جديدة ، قد تنتهي بحرب نووية مدمرة ، كما يختلف الطرفان حول اقليم التبت الذي تسبب للصين بمتاعب لا نهاية لها ، حيث اقام الدلاي لاما في الهند منذ فراره عام 1959 م ، كما تخشى الصين من ظهور محور ( واشنطن ، نيودلهي ، طوكيو ) لمنافسة الصين ، والضغط عليها سياسيا واقتصاديا .
إقليم شينجيانغ الصيني ، يشهد أحداثا دموية متكررة بين الاقلية المسلمة ( الإيغور ) والبوذييين ، وتتهم الصين جماعات انفصالية وارهابية بالوقوق وراء الاحداث ، كما تعتقد بوجود اطراف دولية تعبث في هذا الاقليم ، ونظرا لتنامي نشاطات الجماعات المتطرفة في دول اّسيا الوسطى ، ووقوفها أيضا الى جانب روسيا وايران في محور واحد تجاه الازمة السورية ، ونظرا لاتساع رقعة انتشار الاستثمارات والكفاءات والمصالح الصينية ، فإن بكين قلقة من تفشي هذه الظاهرة ، ومتخوفة من مدى تأثيراتها السلبية على طموحات الصين المحلية والاقليمية والدولية .
الأزمة التاريخية بين الكوريتين تشكل قلقا لبكين ، حيث تسبب حالة التوتر الدائمة بينهما حالة من عدم الاستقرار في المنطقة ، وتفتح المجال لخصوم بكين بالعبث الدائم في هذا الملف ، وربما تتخوف بكين من احتمالية اندلاع مواجهة مسلحة بينهما ، خاصة مع وجود اسلحة نووية لدى الجارة الشمالية ، بالاضافة الى تحشيد ومناورات عسكرية امريكية كورية جنوبية في خاصرة الصين ، ويأتي سجل الصين في التعاطي مع مسالة حقوق الانسان ليضيف الى متاعبها التقليدية بعدا اخر ، خاصة ان الادارة الامريكية تستخدم هذا الملف في كل مواجهاتها مع الخصوم ، ليبقى سيفا مسلطا على رقابهم ، وتجربة الصين في هذا الموضوع حاضرة في أذهان القادة في بكين .