نشأة وملامح البرجوازية السورية
م. احمد سمارة الزعبي
جو 24 : تستحق مرحلة الخمسينيات من القرن الماضي ، تسمية " مرحلة التدخلات الخارجية " ، او مرحلة الصراع الدولي للهيمنة على سوريا ، وقد بدأت بالانقلاب البريطاني على حكم حلف العائلات الكبرى الموالي لفرنسا ، عبر انقلاب حسني الزعيم وسامي الحناوي من بعده ، ثم الانقلاب الامريكي من خلال اديب الشيشكلي الذي كان يرتبط بعلاقات مميزة مع الحزب القومي الاجتماعي ، لكن تنامي الحضور السوفياتي من خلال الحزب الشيوعي السوري وحركة الناصريين والقوميين العرب والبعثيين ، أجبر الشيشكلي على الهرب ، فاتحا المجال لانتخابات جديدة أوصلت شكري القوتلي الى سدة الرئاسة .
تميزت تلك المرحلة ، باعادة انتاج حلف العائلات الكبرى ، من خلال البرجوازيتين الدمشقية والحلبية ، واللتان تمثلان نفس العائلات التي كونت الحلف السابق ، واتخذت البرجوازيات الجديدة ، من التحالف مع بعض اعضاء مؤسسة الجيش ، وسيلة لإبقاء نفوذها ، والحفاظ على مصالحها الاقتصادية ، وهو ما مثله حلف القوتلي – العظم – الجيش ، في تلك الفترة ... ولاستمرار الحفاظ على مصالحها ، فقد انحازت للحالة الناصرية الناشئة ، بعد العدوان الثلاثي على مصر ، وازدياد شعبية الرئيس جمال عبد الناصر ، لا بل ، فقد دعمت هذه البرجوازية ، مشروع الوحدة مع مصر ، في الوقت الذي عارضته البرجوازية الحلبية ، انسجاما مع البنية الخاصة للبرجوازية الحلبية ، وولائها لحكومة بغداد المعارضة للوحدة .
اكتسبت البرجوازية الدمشقية ملامح ناصرية ، ويعود ذلك الى الاتفاقيات الاقتصادية التي وقعتها سوريا مع الدول الاشتراكية ، وفتح اسواق جديدة لبضائعها ، كما يعود الى احتمائها بعبد الناصر ، واعتباره وكيلا سياسيا لهذه البرجوازية ، في مواجهة تهديدات النفوذبن البريطاني والامريكي ، الداعمين لاسرائيل ، وللدول العربية ذات الأطماع السياسية في سوريا ، كالعراق والاردن والسعودية ، في حين اكتسبت البرجوازية الحلبية ملامح عراقية ، نظرا للعلاقات الاقتصادية المميزة ، بين مدينة حلب والعراق ، والاستقواء الحلبي بالعراق ، في مواجهة الأطماع التاريخية التركية ، بالاضافة الى التنافس التاريخي بين البرجوازيتين الدمشقية والحلبية ، للسيطرة على القرار السياسي في البلاد ، وأحلام الحلبيين باتخاذ حلب عاصمة للبلاد .
تميزت فترة الوحدة مع مصر ، بهيمنة النفوذ المصري على مقدرات الدولة السورية ، وتحكم القيادات العسكرية المصرية ، في المفاصل الهامة لمؤسسة الجيش السوري ، كما أقدم المشير عبد الحكيم عامر ، على اجراء حملة واسعة من التنقلات بين صفوف الضباط ، وإحالات على التقاعد ، وانتداب مجموعات من الضباط الى القاهرة ، لإبعادهم عن المؤسسة العسكرية ، كما أقدمت الدولة المركزية في القاهرة ، على مجموعة من الإجراءات ، كفصل محافظة ادلب عن حلب ، وتأميم الشركات الكبرى في البلاد ، في ظل تغييب قسري للتعبير السياسي السوري في تلك المرحلة ، عبر منع الاحزاب وحل البرلمان ، وبدعم من أحزاب البرجوازية الصغيرة ، وقد أدت هذه الممارسات الى حالات من التذمر الشعبي والعسكري ، كما ادت الى هروب بعض من البرجوازية الدمشقية والحلبية ، الى كل من لبنان والسعودية والاردن ، وهي ما يعتبر بداية مرحلة تحجيم وإضعاف للبرجوازيات التقليدية ، لصالح البرجوازية الصغيرة ، والعمال والفلاحين ، وادواتهم السياسية ، كالقوميين العرب والناصريين والشيوعيين والبعثيين .
استغلت البرجوازية السورية التقليدية ، حالات التذمر الشعبي والرسمي للانقضاض على دولة الوحدة ، وبدعم وتنسيق مع السعودية والاردن ، ومن ورائهما امريكا وبريطانيا ، اللتان كانتا تستهدفان النفوذ السوفياتي ، الداعم لتجربة الوحدة ، وللرئيس عبد الناصر على حد سواء ، وكان الانفصال عملا دمشقيا بامتياز ، اذ ان برجوازيتها المثقلة بالغضب على عبد الناصر ، تركت للضباط الدمشقيين ، انهاء تجربة الوحدة ، لكنها لم تنعم بنتائجها ، فقد احتدم الصراع داخل المؤسسة العسكرية ، بحضور لاعبين جدد ، مثّلوا البرجوازية الصغيرة وطروحاتها التغييرية الجذرية ، مستمدين قاعدتهم الشعبية ، من الريف السوري ، والاقليات القادمة من الريف كالدروز والعلويين ، وبدأت البرجوازية الدمشقية ، تفقد حضورها السياسي ، وتميل الى السعودية ،التي احتضنت مجموعة من التجار الدمشقيين الهاربين من التأميم والتهميش ، في ظل دولة الوحدة ، كما فتحت اسواقها للبضائع الدمشقية ، التي بدات تغزو أسواق الخليج العربي ، في حين حافظت البرجوازية الحلبية ، على ولائها للعراق ، رغم تبدل الاوضاع السياسية فيه .
تميزت تلك المرحلة ، باعادة انتاج حلف العائلات الكبرى ، من خلال البرجوازيتين الدمشقية والحلبية ، واللتان تمثلان نفس العائلات التي كونت الحلف السابق ، واتخذت البرجوازيات الجديدة ، من التحالف مع بعض اعضاء مؤسسة الجيش ، وسيلة لإبقاء نفوذها ، والحفاظ على مصالحها الاقتصادية ، وهو ما مثله حلف القوتلي – العظم – الجيش ، في تلك الفترة ... ولاستمرار الحفاظ على مصالحها ، فقد انحازت للحالة الناصرية الناشئة ، بعد العدوان الثلاثي على مصر ، وازدياد شعبية الرئيس جمال عبد الناصر ، لا بل ، فقد دعمت هذه البرجوازية ، مشروع الوحدة مع مصر ، في الوقت الذي عارضته البرجوازية الحلبية ، انسجاما مع البنية الخاصة للبرجوازية الحلبية ، وولائها لحكومة بغداد المعارضة للوحدة .
اكتسبت البرجوازية الدمشقية ملامح ناصرية ، ويعود ذلك الى الاتفاقيات الاقتصادية التي وقعتها سوريا مع الدول الاشتراكية ، وفتح اسواق جديدة لبضائعها ، كما يعود الى احتمائها بعبد الناصر ، واعتباره وكيلا سياسيا لهذه البرجوازية ، في مواجهة تهديدات النفوذبن البريطاني والامريكي ، الداعمين لاسرائيل ، وللدول العربية ذات الأطماع السياسية في سوريا ، كالعراق والاردن والسعودية ، في حين اكتسبت البرجوازية الحلبية ملامح عراقية ، نظرا للعلاقات الاقتصادية المميزة ، بين مدينة حلب والعراق ، والاستقواء الحلبي بالعراق ، في مواجهة الأطماع التاريخية التركية ، بالاضافة الى التنافس التاريخي بين البرجوازيتين الدمشقية والحلبية ، للسيطرة على القرار السياسي في البلاد ، وأحلام الحلبيين باتخاذ حلب عاصمة للبلاد .
تميزت فترة الوحدة مع مصر ، بهيمنة النفوذ المصري على مقدرات الدولة السورية ، وتحكم القيادات العسكرية المصرية ، في المفاصل الهامة لمؤسسة الجيش السوري ، كما أقدم المشير عبد الحكيم عامر ، على اجراء حملة واسعة من التنقلات بين صفوف الضباط ، وإحالات على التقاعد ، وانتداب مجموعات من الضباط الى القاهرة ، لإبعادهم عن المؤسسة العسكرية ، كما أقدمت الدولة المركزية في القاهرة ، على مجموعة من الإجراءات ، كفصل محافظة ادلب عن حلب ، وتأميم الشركات الكبرى في البلاد ، في ظل تغييب قسري للتعبير السياسي السوري في تلك المرحلة ، عبر منع الاحزاب وحل البرلمان ، وبدعم من أحزاب البرجوازية الصغيرة ، وقد أدت هذه الممارسات الى حالات من التذمر الشعبي والعسكري ، كما ادت الى هروب بعض من البرجوازية الدمشقية والحلبية ، الى كل من لبنان والسعودية والاردن ، وهي ما يعتبر بداية مرحلة تحجيم وإضعاف للبرجوازيات التقليدية ، لصالح البرجوازية الصغيرة ، والعمال والفلاحين ، وادواتهم السياسية ، كالقوميين العرب والناصريين والشيوعيين والبعثيين .
استغلت البرجوازية السورية التقليدية ، حالات التذمر الشعبي والرسمي للانقضاض على دولة الوحدة ، وبدعم وتنسيق مع السعودية والاردن ، ومن ورائهما امريكا وبريطانيا ، اللتان كانتا تستهدفان النفوذ السوفياتي ، الداعم لتجربة الوحدة ، وللرئيس عبد الناصر على حد سواء ، وكان الانفصال عملا دمشقيا بامتياز ، اذ ان برجوازيتها المثقلة بالغضب على عبد الناصر ، تركت للضباط الدمشقيين ، انهاء تجربة الوحدة ، لكنها لم تنعم بنتائجها ، فقد احتدم الصراع داخل المؤسسة العسكرية ، بحضور لاعبين جدد ، مثّلوا البرجوازية الصغيرة وطروحاتها التغييرية الجذرية ، مستمدين قاعدتهم الشعبية ، من الريف السوري ، والاقليات القادمة من الريف كالدروز والعلويين ، وبدأت البرجوازية الدمشقية ، تفقد حضورها السياسي ، وتميل الى السعودية ،التي احتضنت مجموعة من التجار الدمشقيين الهاربين من التأميم والتهميش ، في ظل دولة الوحدة ، كما فتحت اسواقها للبضائع الدمشقية ، التي بدات تغزو أسواق الخليج العربي ، في حين حافظت البرجوازية الحلبية ، على ولائها للعراق ، رغم تبدل الاوضاع السياسية فيه .
تابعو الأردن 24 على 
