العدوان على "غزة"..المطلوب رأس الإسلام السياسي!!
راكان السعايدة
جو 24 : هذه المرة، أكثر المرات وضوحا، في أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يحظى بغطاء من أطراف عربية، وكأنها تخوض معركة وجود ضد الإسلام السياسي.
منذ إطاحة الرئيس المصري المنتخب "محمد مرسي" بترتيب محور سعودي- مصري – إماراتي ينخرط في حرب مفتوحة مع "الإخوان المسلمين" لتصفيتهم سياسيا، وهو أقصى ما يمكنهم فعله، لأن إنهاء فكرة الإخوان مستحيلة.
إطاحة "مرسي" أكثر المحطات بروزا في استهداف "الإخوان" والمنعطف الذي أخرج الأمر برمته إلى السطح، وبات أطراف المحور يجاهرون بعدائهم الشديد للإسلام السياسي، في كل ساحة.
وجه المحور إمكاناته الاستخبارية والمالية واذرعه الإعلامية والسياسية في حربة ضد "الإخوان" من شمال أفريقيا (تونس، ليبيا، مصر) إلى الجغرافيا الخليجية، وتأمل أن تدفع الحكم في الأردن إلى التصادم الحاد مع "الإخوان".
واحدة من محطات استهداف "الإخوان" كانت في قطاع غزة عندما انخرط المحور المناوئ للإسلام السياسي عبر ذراع فلسطيني بتأسيس حركة "تمرد غزة" لتأليب أبناء القطاع على حركة حماس وخلق حالة فوضى تعطي غطاء لتدخل إسرائيلي- مصري يخرج "حماس" من المعادلة وينهي وجودها.
حركة "تمرد غزة" فشلت لأنها افتقدت الحاضنة الشعبية، ولأن "حماس" حركة مقاومة، ولأنهااتبعت تكتيكات تمكنت من وأد التمرد، وهو عمليا أول فشل حقيقي وكامل للمحور السعودي- المصري- الإماراتي في مواجهة الإسلام السياسي، رغم أن المحور فشل قبل ذلك، ولو نسبيا، في استهدف "إخوان تونس".
يبدو، حتى اللحظة، أن المحور العربي المناوئ للإسلام السياسي يفتقد المنطق، ولا يدرك أن استئصال "الإخوان المسلمين" أمر مستحيل، لأنك قد تستأصل جسدا لكنك لا تستطيع استئصال فكرة.
وإذا ما تماهت بريطانيا، عبر مراجعتها الشأن الإخواني، مع الضغوط السعودية- الإماراتية، فهو تماهي مصلحي بحت، فدوائر السياسية في لندن تدرك بوعي بأن إنهاء الإخوان ضرب من الخيال، والغباء السياسي المفرط، وحتى وصفها بحركة إرهابية وتدبيج القوانين، كما في الرياض وأبوظبي، لتجريمها، يعوزه المنطق السليم والحجة المقنعة.
نصل هنا إلى السؤال المركز، هل العدوان على قطاع غزة معركة تخص أمن إسرائيل أم انها معركة تخص مصر والسعودية والإمارات في سياق مناوءة الإسلام السياسي واستهدافه بالتصفية؟
لاشك، انها من هذا وذاك، العدوان الحالي جزء أساسي من التخطيط الاستراتيجي في ان تنزع سلاح الجناح العسكري لحركة حماس، وفي البعد التكتيكي تريد جملة أشياء من بينها، طي ملف المصالحة وتأزيم الواقع الفلسطيني، واختبار السياسة المصرية في عهد "عبد الفتاح السيسي".
لكنها المرة الأولى التي تحظى عملية عدوان على قطاع غزة بكل هذا الوضوح من حيث الدعم العربي الذي تصدره المحور المناوئ للإسلام السياسي، والذي يريد إخراج "حماس" من القطاع لتسليمه للسلطة الوطنية الفلسطينية.
وما المبادرة المصرية للتهدئة إلاّ حلقة من حلقات تصفية حماس المقاومة، لذلك تمسكت بها إسرائيل وأصرت عليها، ورفضتها حماس وفضلت أن تضع "بيضها" في سلة قطر وتركيا، وهو أمر قبله الرئيس الأميركي "باراك أوباما" بوضوح في مكالمته الهاتفية مع رئيس وزراء الكيان "بنيامين نتنياهو".
كان اختطاف ثلاثة مستوطنين يهود- لم تعلن جهة فلسطينية مسؤوليتها عن ذلك- الذريعة التي أعطت الغطاء للعدوان على قطاع غزة، وبدا من اللحظات الأولى أن صمت الأنظمة العربية بمثابة غطاء وحاضنة للعدوان، وهي أنظمة راهنت على أن الفرصة سانحة لتوجيه ضربة قوية للإسلام السياسي.
تلك الأنظمة التي يتصدرها المحور المناوئ لـ"الإخوان" اعتقدت أن حصار القطاع لسنوات وبفعالية كبيرة في عهد حكم "عسكر مصر" وقبول "حماس" للمصالحة مع "فتح" معطيات ضعف سيمكن "إسرائيل" من سحق "حماس".
غير أن صدمة الأنظمة العربية تتساوى مع صدمة "إسرائيل"، وربما المستوى السياسي في حماس، من فعالية "كتائب القسام" التي فاجأت أقرب حلفائها في قدراتها وتكتيكاتها العسكرية والإعلامية، وعنصر المبادرة والسيطرة والتحكم وفرض المقاومة سياقها الميداني، في تغيير نوعي لكل أشكال المواجهة التي خبرتها في السابق.
والأهم أن العدوان كشف عن ضعف استخباري إسرائيلي وسوء تقدير للموقف، نتيجة تراجع حاد، على ما يبدو، في نسبة العملاء في القطاع وقدرة حماس على تقيد حركتهم وكشفهم، وأن ما وفرته استخبارات عربية لتخطيط العدوان كان ضعيفا ومشوها.
بدت "إسرائيل" وكأنها تورطت، أو ان طرفا ورطها، في مواجهة مع غزة، يمكن استنتاج ذلك بوضوح من الخلاف العميق بين المستويات السياسية والمستويات العسكرية، والانقسام الحاد ما بين اليمين المتطرف، واليمين، والوسط واليسار حيال استمرار العدوان بوتيرته الحالية أو توسيعه أو وقفه تماما، وإعادة تقييمه، وهو تقييم سيكون له هزاته وتصدعاته الكبيرة في "إسرائيل" على النطاقين الاجتماعي والسياسي.
ونظرا لطبيعة الأنظمة العربية السلطوية، التي لا تهتز كثيرا لإخفاقاتها، فلا يتوقع أن يدفعها فشل العدوان على غزة إلى إعادة تقييم سياساتها ومراجعة حساباتها، وتغيير نمط تفكيرها، بحيث تكون أكثر واقعية وأكثر منطقية في تعاطيها مع الواقع الاجتماعي ووعيه المتغير والذي لم يعد بمقدور الأنظمة، السيطرة عليه والتحكم به إلى النهاية.
إن ما تحقق في غزة أضاف للإسلام السياسي ولم ينتقص منه، كما خطط له المحور المناوئ، وما تحقق وضع الانظمة في حالة انكشاف أمام شعوبها، تلك الشعوب التي رأت أنظمتها تصطف، من غير مواربة، مع عدو الأمة، في شأن إبادة شعب تكفل له الشرائع السماوية والمواثيق الدولية حق مقاومة الاحتلال.
للكثيرين، وأنا منهم، ملاحظات على الإسلام السياسي، لكن هذه الملاحظات لا تعطينا الحق في إقصائهم وتهميشهم وسحقهم، فترسيخ وتكريس الديمقراطية هو الذي يعالج الخلل والملاحظات، وصندوق الاقتراع هو الذي يعطي فرصة الحكم أو يمنعها..
والأسوأ على الإطلاق أن تتحالف مع العدو لسحق أبناء جلدتك.. فأي شريعة تتكئ عليها أنظمة عربية بعدما صارت شريكة "إسرائيل" في إراقة الدم العربي.. بدعمها وبغطاء منها.
منذ إطاحة الرئيس المصري المنتخب "محمد مرسي" بترتيب محور سعودي- مصري – إماراتي ينخرط في حرب مفتوحة مع "الإخوان المسلمين" لتصفيتهم سياسيا، وهو أقصى ما يمكنهم فعله، لأن إنهاء فكرة الإخوان مستحيلة.
إطاحة "مرسي" أكثر المحطات بروزا في استهداف "الإخوان" والمنعطف الذي أخرج الأمر برمته إلى السطح، وبات أطراف المحور يجاهرون بعدائهم الشديد للإسلام السياسي، في كل ساحة.
وجه المحور إمكاناته الاستخبارية والمالية واذرعه الإعلامية والسياسية في حربة ضد "الإخوان" من شمال أفريقيا (تونس، ليبيا، مصر) إلى الجغرافيا الخليجية، وتأمل أن تدفع الحكم في الأردن إلى التصادم الحاد مع "الإخوان".
واحدة من محطات استهداف "الإخوان" كانت في قطاع غزة عندما انخرط المحور المناوئ للإسلام السياسي عبر ذراع فلسطيني بتأسيس حركة "تمرد غزة" لتأليب أبناء القطاع على حركة حماس وخلق حالة فوضى تعطي غطاء لتدخل إسرائيلي- مصري يخرج "حماس" من المعادلة وينهي وجودها.
حركة "تمرد غزة" فشلت لأنها افتقدت الحاضنة الشعبية، ولأن "حماس" حركة مقاومة، ولأنهااتبعت تكتيكات تمكنت من وأد التمرد، وهو عمليا أول فشل حقيقي وكامل للمحور السعودي- المصري- الإماراتي في مواجهة الإسلام السياسي، رغم أن المحور فشل قبل ذلك، ولو نسبيا، في استهدف "إخوان تونس".
يبدو، حتى اللحظة، أن المحور العربي المناوئ للإسلام السياسي يفتقد المنطق، ولا يدرك أن استئصال "الإخوان المسلمين" أمر مستحيل، لأنك قد تستأصل جسدا لكنك لا تستطيع استئصال فكرة.
وإذا ما تماهت بريطانيا، عبر مراجعتها الشأن الإخواني، مع الضغوط السعودية- الإماراتية، فهو تماهي مصلحي بحت، فدوائر السياسية في لندن تدرك بوعي بأن إنهاء الإخوان ضرب من الخيال، والغباء السياسي المفرط، وحتى وصفها بحركة إرهابية وتدبيج القوانين، كما في الرياض وأبوظبي، لتجريمها، يعوزه المنطق السليم والحجة المقنعة.
نصل هنا إلى السؤال المركز، هل العدوان على قطاع غزة معركة تخص أمن إسرائيل أم انها معركة تخص مصر والسعودية والإمارات في سياق مناوءة الإسلام السياسي واستهدافه بالتصفية؟
لاشك، انها من هذا وذاك، العدوان الحالي جزء أساسي من التخطيط الاستراتيجي في ان تنزع سلاح الجناح العسكري لحركة حماس، وفي البعد التكتيكي تريد جملة أشياء من بينها، طي ملف المصالحة وتأزيم الواقع الفلسطيني، واختبار السياسة المصرية في عهد "عبد الفتاح السيسي".
لكنها المرة الأولى التي تحظى عملية عدوان على قطاع غزة بكل هذا الوضوح من حيث الدعم العربي الذي تصدره المحور المناوئ للإسلام السياسي، والذي يريد إخراج "حماس" من القطاع لتسليمه للسلطة الوطنية الفلسطينية.
وما المبادرة المصرية للتهدئة إلاّ حلقة من حلقات تصفية حماس المقاومة، لذلك تمسكت بها إسرائيل وأصرت عليها، ورفضتها حماس وفضلت أن تضع "بيضها" في سلة قطر وتركيا، وهو أمر قبله الرئيس الأميركي "باراك أوباما" بوضوح في مكالمته الهاتفية مع رئيس وزراء الكيان "بنيامين نتنياهو".
كان اختطاف ثلاثة مستوطنين يهود- لم تعلن جهة فلسطينية مسؤوليتها عن ذلك- الذريعة التي أعطت الغطاء للعدوان على قطاع غزة، وبدا من اللحظات الأولى أن صمت الأنظمة العربية بمثابة غطاء وحاضنة للعدوان، وهي أنظمة راهنت على أن الفرصة سانحة لتوجيه ضربة قوية للإسلام السياسي.
تلك الأنظمة التي يتصدرها المحور المناوئ لـ"الإخوان" اعتقدت أن حصار القطاع لسنوات وبفعالية كبيرة في عهد حكم "عسكر مصر" وقبول "حماس" للمصالحة مع "فتح" معطيات ضعف سيمكن "إسرائيل" من سحق "حماس".
غير أن صدمة الأنظمة العربية تتساوى مع صدمة "إسرائيل"، وربما المستوى السياسي في حماس، من فعالية "كتائب القسام" التي فاجأت أقرب حلفائها في قدراتها وتكتيكاتها العسكرية والإعلامية، وعنصر المبادرة والسيطرة والتحكم وفرض المقاومة سياقها الميداني، في تغيير نوعي لكل أشكال المواجهة التي خبرتها في السابق.
والأهم أن العدوان كشف عن ضعف استخباري إسرائيلي وسوء تقدير للموقف، نتيجة تراجع حاد، على ما يبدو، في نسبة العملاء في القطاع وقدرة حماس على تقيد حركتهم وكشفهم، وأن ما وفرته استخبارات عربية لتخطيط العدوان كان ضعيفا ومشوها.
بدت "إسرائيل" وكأنها تورطت، أو ان طرفا ورطها، في مواجهة مع غزة، يمكن استنتاج ذلك بوضوح من الخلاف العميق بين المستويات السياسية والمستويات العسكرية، والانقسام الحاد ما بين اليمين المتطرف، واليمين، والوسط واليسار حيال استمرار العدوان بوتيرته الحالية أو توسيعه أو وقفه تماما، وإعادة تقييمه، وهو تقييم سيكون له هزاته وتصدعاته الكبيرة في "إسرائيل" على النطاقين الاجتماعي والسياسي.
ونظرا لطبيعة الأنظمة العربية السلطوية، التي لا تهتز كثيرا لإخفاقاتها، فلا يتوقع أن يدفعها فشل العدوان على غزة إلى إعادة تقييم سياساتها ومراجعة حساباتها، وتغيير نمط تفكيرها، بحيث تكون أكثر واقعية وأكثر منطقية في تعاطيها مع الواقع الاجتماعي ووعيه المتغير والذي لم يعد بمقدور الأنظمة، السيطرة عليه والتحكم به إلى النهاية.
إن ما تحقق في غزة أضاف للإسلام السياسي ولم ينتقص منه، كما خطط له المحور المناوئ، وما تحقق وضع الانظمة في حالة انكشاف أمام شعوبها، تلك الشعوب التي رأت أنظمتها تصطف، من غير مواربة، مع عدو الأمة، في شأن إبادة شعب تكفل له الشرائع السماوية والمواثيق الدولية حق مقاومة الاحتلال.
للكثيرين، وأنا منهم، ملاحظات على الإسلام السياسي، لكن هذه الملاحظات لا تعطينا الحق في إقصائهم وتهميشهم وسحقهم، فترسيخ وتكريس الديمقراطية هو الذي يعالج الخلل والملاحظات، وصندوق الاقتراع هو الذي يعطي فرصة الحكم أو يمنعها..
والأسوأ على الإطلاق أن تتحالف مع العدو لسحق أبناء جلدتك.. فأي شريعة تتكئ عليها أنظمة عربية بعدما صارت شريكة "إسرائيل" في إراقة الدم العربي.. بدعمها وبغطاء منها.