خيار الصِدام في عقل الإخوان
صلاح ابو هنود
جو 24 : لا أريد في هذا المقال أن أتعرض لجماعة الإخوان المسلمين كتنظيم عالمي له أهدافه وغاياته وله الحق في العمل على تحقيق هذه الغايات بالوسائل المشروعة لديه وانما مخاطبة الجماعة التي نحترم في المملكة الأردنية الهاشمية.
قد نتفق مع هذه الجماعة أونختلف معها سواء على المستوى الإستراتيجي أو التكتيك والمناورة ولكن هذا لا يلغي أنها جماعة منظمة بدقة عالية ولها قياداتها وعناصرها المنضبطة بحكم فكرة البيعة المشتقة من العقيدة .
كل ما يعنيني في هذه المقالة الأردن ، الوطن الذي أعيش فيه وأضع رأسي على وسادتي كل ليلة مطمئنا على نفسي وما حولها وأحب أن يظل آمنا لكل الناس وملجأً لكل ابناء أمته الذين ضاقت عليهم أوطانهم بما رحُبت ففروا بانفسهم ومالهم وأعراضهم الى حمى تصان فيه حقوق الإنسان عبر القانون وأعراف المجتمع الأخلاقية والعشائرية .
منذ منتصف القرن الماضي وحين انتشرت الحزبية بكافة منابتها وتلويناتها وعقائدها في الأردن ، أدركت أن جماعة الإخوان هي التنظيم الوحيد المدلل من بين كل التنظيمات ، والمنتسبين اليها لا يصابون بسوء في أي منحى من مناحي حياتهم ، بل إن قيادتهم كانت تُشاور في القرارات الكبرى والمصيرية في حياة الأردن السياسية وشاركوا في مراكز قيادية عليا في المؤسسات الدستورية الأردنية .
منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى هذه الأيام بدأت ألاحظ تغيرات تدريجية في الخطاب المعلن والممارسات والتكتيك الذي يمارس من قبل الجماعة يتناقض مع تاريخها في الماضي وقد اخذ هذا المنحى يتصاعد مع مرور السنين وتعقُد المشاكل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ويتبلور كمنهج استقلالي ومتعالي احيانا والاعتقاد أنهم وحدهم على حق والباقي في شبهة الباطل أو صُلبه ودخل عليهم مصطلح الحمائم والصقور.
بدأ هذا المنهج يتجسد بمنطق غير مقبول منذ اتخاذ قرار مقاطعة الإنتخابات النيابية والذي في دلالته إنكارلأهم مادة في الدستور حول اساس نظام الحكم وهو نيابي ، فلولا النزعة الفوقية لذهبوا ومارسوا هذا الحق الدستوري ولو بأوراق بيضاء وتوثيق ذلك فيثبتوا للأردنيين عدم نزاهة الانتخابات فعلا لا قولا وتخمينا وكانوا بذلك يضعون حجر الزاوية للإصلاح السياسي عبرأهمية المشاركة في صناديق الإقتراع ومخرجاتها .
إن ما دفعني لكتابة مقالي هو ذاك الإستعراض الميليشياوي في طبربور والخطاب الإتهامي والمتشنج والإستعلاء على الدولة وقراراتها السيادية مما ذكرني بمثل هذه الإستعراضات التي ظهرت سابقا في الجبل الأخضر بعمان قبل أحداث أيلول ونفس الخطاب السياسي التخويني ومحاولات فرض القرارات على الحكومات الأردنية في تلك الفترة ، ومن هذا المنطق الموجز أرى مقاربة في الأحداث التي بدأت قبل أيلول في سبيعنات القرن الماضي وما آلت اليه من صدام انعكس سلبيا على حياة الأردنين في الضفتين منذ ذلك التاريخ وحتى الآن وأودى بحياة أجمل وحدة بين شعبين في التاريخ العربي الحديث وما قد تؤول اليه الأمور من تمزيق الوطن في هذا القرن .
بدأت تلك الأحداث المؤسفة بوجود فئات من المجتمع تدرجت في الخروج على القانون وسيادة النظام وهيبة الدولة بأساليب متعددة بحجة تحرير فلسطين تارة وتصفية حسابات تارة أخرى ، قادت في النهاية الى صدام مسلح فرض نفسه على الجميع .
لذلك أجد لزاما علي التنبية والتمني على جماعة الإخوان في الأردن أن تعود الى ما كانت علية وتحافظ على دورها في الضغط الإيجابي من اجل انجاز اصلاحات سياسية جدية ، باساليب قانونية وحضارية ، تكون في مصلحة الأردن وأبنائه في كافة المجالات وان يكون الحوار المنطقي ، السبيل الوحيد للتعامل مع الوطن ومؤسساته ومكوناته ، وتجديد خطابها بما يتناسب واسلوب الحياة المعاصرة وان تقترب من الناس دون اقصاء أو تمييز، تيسّر ولا تعسّر وتبشر بمستقبل مشرق وحلول مبدعة لكافة القضايا والمشاكل التي تخص الأردن وتلغي اي ممارسة تنقلها من حالة السلم الى حالة الصدام .
قد نتفق مع هذه الجماعة أونختلف معها سواء على المستوى الإستراتيجي أو التكتيك والمناورة ولكن هذا لا يلغي أنها جماعة منظمة بدقة عالية ولها قياداتها وعناصرها المنضبطة بحكم فكرة البيعة المشتقة من العقيدة .
كل ما يعنيني في هذه المقالة الأردن ، الوطن الذي أعيش فيه وأضع رأسي على وسادتي كل ليلة مطمئنا على نفسي وما حولها وأحب أن يظل آمنا لكل الناس وملجأً لكل ابناء أمته الذين ضاقت عليهم أوطانهم بما رحُبت ففروا بانفسهم ومالهم وأعراضهم الى حمى تصان فيه حقوق الإنسان عبر القانون وأعراف المجتمع الأخلاقية والعشائرية .
منذ منتصف القرن الماضي وحين انتشرت الحزبية بكافة منابتها وتلويناتها وعقائدها في الأردن ، أدركت أن جماعة الإخوان هي التنظيم الوحيد المدلل من بين كل التنظيمات ، والمنتسبين اليها لا يصابون بسوء في أي منحى من مناحي حياتهم ، بل إن قيادتهم كانت تُشاور في القرارات الكبرى والمصيرية في حياة الأردن السياسية وشاركوا في مراكز قيادية عليا في المؤسسات الدستورية الأردنية .
منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى هذه الأيام بدأت ألاحظ تغيرات تدريجية في الخطاب المعلن والممارسات والتكتيك الذي يمارس من قبل الجماعة يتناقض مع تاريخها في الماضي وقد اخذ هذا المنحى يتصاعد مع مرور السنين وتعقُد المشاكل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ويتبلور كمنهج استقلالي ومتعالي احيانا والاعتقاد أنهم وحدهم على حق والباقي في شبهة الباطل أو صُلبه ودخل عليهم مصطلح الحمائم والصقور.
بدأ هذا المنهج يتجسد بمنطق غير مقبول منذ اتخاذ قرار مقاطعة الإنتخابات النيابية والذي في دلالته إنكارلأهم مادة في الدستور حول اساس نظام الحكم وهو نيابي ، فلولا النزعة الفوقية لذهبوا ومارسوا هذا الحق الدستوري ولو بأوراق بيضاء وتوثيق ذلك فيثبتوا للأردنيين عدم نزاهة الانتخابات فعلا لا قولا وتخمينا وكانوا بذلك يضعون حجر الزاوية للإصلاح السياسي عبرأهمية المشاركة في صناديق الإقتراع ومخرجاتها .
إن ما دفعني لكتابة مقالي هو ذاك الإستعراض الميليشياوي في طبربور والخطاب الإتهامي والمتشنج والإستعلاء على الدولة وقراراتها السيادية مما ذكرني بمثل هذه الإستعراضات التي ظهرت سابقا في الجبل الأخضر بعمان قبل أحداث أيلول ونفس الخطاب السياسي التخويني ومحاولات فرض القرارات على الحكومات الأردنية في تلك الفترة ، ومن هذا المنطق الموجز أرى مقاربة في الأحداث التي بدأت قبل أيلول في سبيعنات القرن الماضي وما آلت اليه من صدام انعكس سلبيا على حياة الأردنين في الضفتين منذ ذلك التاريخ وحتى الآن وأودى بحياة أجمل وحدة بين شعبين في التاريخ العربي الحديث وما قد تؤول اليه الأمور من تمزيق الوطن في هذا القرن .
بدأت تلك الأحداث المؤسفة بوجود فئات من المجتمع تدرجت في الخروج على القانون وسيادة النظام وهيبة الدولة بأساليب متعددة بحجة تحرير فلسطين تارة وتصفية حسابات تارة أخرى ، قادت في النهاية الى صدام مسلح فرض نفسه على الجميع .
لذلك أجد لزاما علي التنبية والتمني على جماعة الإخوان في الأردن أن تعود الى ما كانت علية وتحافظ على دورها في الضغط الإيجابي من اجل انجاز اصلاحات سياسية جدية ، باساليب قانونية وحضارية ، تكون في مصلحة الأردن وأبنائه في كافة المجالات وان يكون الحوار المنطقي ، السبيل الوحيد للتعامل مع الوطن ومؤسساته ومكوناته ، وتجديد خطابها بما يتناسب واسلوب الحياة المعاصرة وان تقترب من الناس دون اقصاء أو تمييز، تيسّر ولا تعسّر وتبشر بمستقبل مشرق وحلول مبدعة لكافة القضايا والمشاكل التي تخص الأردن وتلغي اي ممارسة تنقلها من حالة السلم الى حالة الصدام .