2024-12-23 - الإثنين
Weather Data Source: het weer vandaag Amman per uur
jo24_banner
jo24_banner

هل من خطة "ب" لدى (داعش)؟! وأين الأردن منها؟!

راكان السعايدة
جو 24 : الاستراتيجية الأميركية لاسئتصال تنظيم "الدولة الإسلامية" قائمة على ثلاث ركائز رئيسية: (1) أميركا تخطط وتنسق وتقدم المستشارين، (2) دول عربية تمول (منها: السعودية)، (3) دول عربية مهمتها عملياتية (منها: الأردن).

وأميركا لن تستعجل استئصال "الدولة الإسلامية" فهي تحتاجها، بعد أن ضخمت خطرها إلى الحدود القصوى، لإخضاع المنطقة، وأنظمتها، مرة أخرى، كما انها بحاجة، سياسيا وعسكريا، لعدو، حتى لو كان مصطنعا، لتبرير سياساتها، داخليا وخارجيا.
هذا إلى جانب أن أميركا تريد التأكد من سيطرتها وإحكامها القبضة على المنطقة، في سياق صراعها مع روسيا، وهو صراع ممتد، وأحد ساحاته أوكرانيا، من ضمنه التمدد الأميركي إلى آسيا والمحيط الهادي، لينتهي الأمر بفرض "حزام محيط" بروسيا ينهي فرصها في التحول إلى قطب دولي ثان.

ما لاشك فيه أن تبريد خطر تنظيم القاعدة، وتصعيد خطر تنظيم الدولة الإسلامية، لم يأت عبثا، بل مدروسا ومنسقا، مع أن التقييم الموضوعي يقول أن خطر "القاعدة" أكثر وأكبر من خطر "الدولة الإسلامية"، فالأخيرة تقوم على استراتجية احتلال أرض والانطلاق منها لغيرها، فيما "القاعدة" تعتمد نظام الخلايا المتحركة في كل أرجاء العالم.

أي أن "القاعدة" لا تعتمد استراتيجية الأرض، وإنما استراتيجية العمليات والاختفاء ما يصعب ملاحقتها واستئصالها، فيما "الدولة الإسلامية" شكلت كيانات على الأرض يسهل بلوغها والنيل منها كما في العراق وسوريا.

عمليا، أميركا لم تبدأ بعد تنفيذ خطتها في مجابهة "الدولة الإسلامية" في العراق، وتاليا، أو بالتزامن، في سوريا، فهي (أي أميركا) إلى الآن تنسق خطتها وتضع تقديراتها وتركز، مرحليا، على القصف الجوي وما يمكن أن تحققه القوات الكردية والعراقية، وهو محدود في الإجمال.

السؤال الذي يحتاج إلى إجابة واقعية هو، ما خطة "الدولة الإسلامية" لو تم تجريدها من الأراضي التي سيطرت عليها، وأعلنت فيها "الخلافة" هل لديها خطة "ب"، وما يهمنا أين الاردن من هذه الخطة..؟!

المؤكد أن تنظيما قويا، حتى لو تم تضخيم قوته، لديه تقديره الخاص لقوته ولقدراته على مجابهة تحالف دولي من خمسين دولة، لديها إمكانات استخبارية وعسكرية لا تقارن بما لدى "الدولة الإسلامية"، وبالتالي فان التقييم الموضوعي ينتهي إلى ان لا توزان عسكريا واستخباريا بين الطرفين.

وعلى رغم إدارك "الدولة الإسلامية" أن عمليات التحالف الجوية لا تحسم المعركة معها ولن تستأصلها، قياسا بالعمليات الأميركية الجوية لاسئتصال تنظيم القاعدة في اليمن باستهداف تجمعاته، إلاّ أن الصيغة الأميركية الكلية في العراق وسوريا مختلفة باختلاف ظروف اليمن ووضع التنظيمين، لأن الأول يسيطر على أرض فيما الآخر متحرك.

الاختلاف بين واقع التنظيمين (الدولة الإسلامية في العراق، والقاعدة في اليمن) يعني أن أميركا وتحالفها سيقوم أساسا على تجريد "الدولة الإسلامية" من الأرض التي سيطرت عليها، واستعادة سيطرة الحكومة المركزية العراقية عليها.

وهذا سيناريو واقعي، ونتيجته حتمية، بالنظر لفارق القوة والأمكانات، أي أن أميركا وتحالفها سيستعيدان الأرض من "الدولة الإسلامية"، إن عاجلا أو آجلا، وأن التوقعات انها لن تستعجل ذلك لفائدتها في بيع الأسلحة والاستفادة من التمويل الخليجي للعملية كلها.

هنا، التقدير المنطقي يقول انه في حال استعاد التحالف الدولي الأرض من "الدولة الإسلامية"؛ فان النتيجة الحتمية هي انتقالها إلى الخطة "ب" وهي الانتشار الخفي غير المرتبط بالسيطرة على أي أرض، كما هي استراتيجية تنظيم القاعدة" ونقل المواجهة على طريقة "القاعدة" إلى كل بقعة في العالم يمكن الوصول إليها وتشكيل خلايا عمليات فيها.

بمعنى أن "الدولة الإسلامية" لن تضمحل وكوادرها ستنتقل إلى الانتشار، والاعتماد على التفجيرات بأنواعها، وإلى أساليب القاعدة في استهداف خصومها، بما يوسع نطاق الفوضى وينقلها من داخل العراق وسوريا إلى نطاق عالمي.

وسيكون هدف "الدولة الإسلامية" الانتقام بالدرجة الأولى، والنيل من كل طرف ساهم في تجريدها الأرض التي سيطرت عليها في العراق وسوريا، وهذا يعني أن "الدولة الإسلامية" ستتوافر على "بنك أهداف" واسع النطاق ضمن الخطة "ب".

الأردن أين من ذلك..؟!

الأردن من ذلك في القلب، وأي تقدير غير ذلك هو تقدير ساذج وغير موضوعي وغير منطقي، ومتخيل، فالأردن طرف أساسي وربما "رأس رمح" في الاستراتيجية الأميركية العملياتية بعدما حسمت تركيا أمرها، وأدارت ظهرها لأميركا، إلى الآن على الأقل.

إن الدور الاستخباري، وتاليا العسكري (عمليات خاصة) هو ما بمقدور الأردن تقديمه للتحالف الدولى واستراتيجيته، بالنظر إلى وضعه الاقتصادي الصعب الذي لا يتيح له لعب دور الممول المالي، فما لديه هو قدرات استخبارية وعسكرية يمكن استثمارها بأشكال مختلفة من التدريب إلى المشاركة في العمليات.

وأي فعل انتقامي من "الدولة الإسلامية" سيكون الأردن جزءا منه، ومن غير الواقعي اعتبار الأردن خارج "بنك أهداف" التنظيم، وبذلك يصبح الأردن، كما غيره أيضا، مستهدفا من تنظيمين "الدولة الإسلامية" و"القاعدة".

إذا كان الأردن يملك خياره، فان مصلحته الاستراتيجية الكبرى، لا مصلحة أفراد فيه، تتطلب منه وضع تقييمات وتقديرات ذاتية، كما فعلت تركيا، وأن يبقي مشاركته ضمن التحالف الدولي في حدودها الدنيا لتقليل المخاطر.وأن يتذكر أن ظروف الفقر والبطالة والتهميش والإقصاء وغياب الديمقراطية الحقيقية بيئات خصبة لنمو الإحباط واليأس الذي يتحول إلى حاضنة للتشدد والتطرف، وهي ظروف إن لم تدفع إلى المشاركة في التشدد فهي قد تدفع إلى التسامح معه.

أخطر الأشياء على الأردن، ألا يكون لديه حساباته الداخلية الدقيقة.. لأن غياب الحسابات الداخلية لصالح حسابات الآخرين الخارجية يستجلب المخاطر، ولنا في تفجيرات فنادق عمّان نموذجا..!!
تابعو الأردن 24 على google news
 
ميثاق الشرف المهني     سياستنا التحريرية    Privacy Policy     سياسة الخصوصية

صحيفة الكترونية مستقلة يرأس تحريرها
باسل العكور
Email : info@jo24.net
Phone : +962795505016
تصميم و تطوير