بعض المدخلات للأردن الجديد
ا.د. إدريس عزام
جو 24 : الأردن الجديد بحاجة إلى تشريعات تجرّم , وتحرّم ممارسة التمييز او المحاباة بقصد التمييز أو الاستبعاد الإجتماعي Social Exclusion سواء مورس هذا السلوك بالأمثال أو بالأقوال أو بأي مظهر من شأنه أن يحدث ردة فعل عند المتلقي له . فنحن في طريقنا نحو الأردن الجديد بقيادة راعي المسيرة وهو دور صرح به جلالة الملك علناً بأنه سيقود الاصلاح , بمعنى انه سيقود عملية انتقال البلد إلى مرحلة جديدة, مرحلة الأردن الجديد , اليس كذلك؟؟ اذن هناك منهجية جديدة لابد ان تعتمد من قبل طبقة السلطة ومنفذي توجهات راعي المسيرة , كي نصل بأمان إلى هذا الأردن الأمل .. المملكة الخامسة, مملكة العدل الإجتماعي .
واتعاضأ بما جرى و بما آلت اليه الأمور , كمخرجات لسياساتنا واستراتجياتنا التي صارت عتيقة, فلنبدأ من جديد, و أولى استحقاقات هذا الجديد , أن نتخلى و الى الأبد عن سياسات التفريق والتمييز بين الناس , وإثارة الفتن والبغضاء بينهم, ودفعهم ( بآليات الاعطيات للبعض وحرمان البعض ) إلى التحاسد والتكاره .. لقد شبعنا كرهاً لبعضنا البعض .. وحسدنا بعضنا بعضاً واسأنا الظن ببعضنا البعض .. كثيراً .. كثيراً ( خلاص ) هذا يكفي .. فنتيجة هذا السياسات (ياكبارنا) واضحة وليست كما توقعها اساطين السياسة منا في طبقة السلطة.. أليست تلك وصفتكم للمحافظة على النظام من قوة الشعب المتحد ؟ لكن هذه وصفة صارت ساقطة علمياً وواقعياً .. فالأغنام المشتتة تتعب راعيها أليس كذلك ؟؟ دعونا من ذلك , لقد فشلت هذه السياسة فشلاً ذريعاً, بدلالة الحراك الشعبي الذي تتصاعد مطالبه يوماً بعد يوم , لقد تورطتم اذن وورطتمونا ( وورطنا النظام معنا ) , بسياساتنا الفجة .. أليس ما يصدره رأس الدولة توجيهات , ونحن من نضع السياسات لتنفيذها , أليس كذلك ؟ لنعترف بالفشل إذن لا مجال للمكابرة .. الناس في الشوارع .. وإغلاق الفم بهدف الدفاع أشرف .
ما استقر عليه العلم السياسي الحديث (يا كبار) ليس علم أرسطو ونظرية فرق تسد . بل العلم الحديث , علم القرن الواحد والعشرين , إن تفريق الشعب أي شعب وفي أي بقعة من بقاع الأرض لا يعني دائماً قوة للنظام ورافعة تدعيم لإستقراره بإدامة سيطرته على حشود متفرقة بل العكس صار اليوم هو الصحيح , فنجاح هذه السياسة يظل مؤقتاً و على المدى القصير فقط , أما على المدى الطويل فهي مدمرة .. فهي تفرز مرارات هنا ومرارات هناك , ومع الزمن تعم الناس, فإذا اشترك الناس في المرارات نفسها اتحدوا للخلاص منها , ألم تسمعوا بمقولة (المآسي المشتركة توحّد) واصحاب المعاناة الواحدة يتحدون ؟ . تلك كانت آخر نصيحة للإسكندر المكدوني من قبل أستاذه أرسطو . أفادته ومكنته من حكم فارس التي فتحها ووجد مقاومة شرسة من فبائلها وامرائها .. نصحه بالتفريق بينهم بالهبات والأعطيات فيختلفون فيما بينهم تحاسداً ويتنافسون على التقرب منك .. طبّق الاسكندر ذلك ونجح في حكم فارس, لكن ليس لطويل .. حيث هبت فارس بعد زمن وطردت جيوش الاسكندر .
ثم هب ( ايها الهاب ) هب إننا غنم وجلالة الملك هو الراعي لنا كغنم (مجرد افتراض مع إعتذاري لكل من قد يتحسس ) , فالسؤال أيهما أكثر راحة للراعي (على افتراض أن تلك السياسات القديمة كما نزعم كانت لخدمة النظام ورأس النظام ) – أن يرعى اغناماً مبعثرة في الشعاب والوديان , هنا وهناك , أم تكون متراصة مجتمعة متقاربة تحت ناظريه ؟؟ .
الجواب معروف , فطالما شاهدنا في سهولنا وبوادينا الرعاة وقد اتعبهم جداً تبعثر الأغنام (وانفراطها) عنهم وبخاصة إذا كانت من الغنم السوداء (الماعز) . وكان لا سبيل أمامهم سوى الكلاب تجمع لهم أغنامهم إذا تفرقت . وكثيراً ما كنا نرى تلك الكلاب وهي تحاول تطويق الأغنام المشتتة تبذل جهداً جباراً ... فالأفواه فاتحة نصف فتحة والألسنة منهدلة لخارج الأفواه تطول وتقصر اتوماتيكياً , والزبد الأبيض (يهطل) واللهاث مسموع (والخواصر) تتقافز بين الضلوع دون توقف مثل (كور) الحداد , وبقدرة قادر تجمع الغنم وتنتظر المكافأة (فتة الحليب) لكن المشقة كانت كبيرة عليها وعلى الراعي الذي صار (يلاحي من هنا وهناك) .
دعونا نتعظ من قانون الحياة هذا .. ولنؤمن و لو مرة إن تجميع الرعية (ونحن ما زلنا رعية) وتدعيم قوى الترابط والمحبة بين مفرداتها البشرية (أريح وأجدى) .
الأردن الجديد بحاجة الى ذهنيات جديدة ورؤى جديدة فلا نتسمر عند القديم لأنه قديم .. فلسنا بدائيين إلى هذا الحد .. فالبدائي لا يملك إلا أن يرفض الجديد لخوفه منه وقلة حيلته في مواجهة ما قد يفاجئه من هذا الجديد اما نحن فقد تعلمنا وجبنا أقطار الأرض ورأينا , وانفتح لنا بهذا العصر سماء المعارف الكونية عبر وسائل الاتصال الحديثة .
وصار لنا القدرة أن نجابه أي طارئ قد يجلبه الجديد لنا , ونجد له الحل .
إن التفنن في اختراع أساليب التفريق والتكاره والتحاسد والبغضاء بهدف التشتيت لقوى الشعب ما عاد مجدياً , بل صار موضة قديمة . فقد لا تتوفر الكلاب الجامعة وقد تتعب , فلا تعود مجدية . فالظروف لم تعد كما كانت منذ نصف قرن , والزمن اختلف وناسه كذلك .
ومطالب الأردن الدولة, وشعب الأردن البشر وقيادة الأردن , (والتي تصرفنا دائماً كما زعمنا للحفاظ على استقرار نظامها) , أصبحت مطالبهم جميعا مختلفة , فإما أن نكون بمستوى المسؤولية الجديدة , وأما ان نفسح المجال لقيادة البلد لكي تقود البلد برؤية تجمع ولا تفرق , تحبب ولا تبغض , فمن يستوطن الكره نفسه يتأهل للتخريب أو عدم التعاون في أسلم الحالات وهذا آخر ما نحتاج إليه .
لتكن سياستنا كلها عامة بمستوى الوطن , أو خاصة بحدود هذه المؤسسة أو تلك تجميعية, كي تتجمع الرعية كلها وتتحد أمام عين الراعي , فتستريح و يستريح .
دعونا ولو مرة ( وأنا آسف لما سأقول ) نأخذ دور كلاب الراعي المخلصة لا دور الذئاب .. الممزقة للغنم .. فالذئاب كما نعلم جميعاً (تهجج) الغنم أي تفرقها .. لتأكلها (ونخالكم أكلتم الكثير) وبعدها يجد الراعي نفسه بين خيارين لا ثالث لهما إما هارباً من المرعى , وأما لحمة طرية بين أنياب الذئاب .. والعياذ بالله .. نحن لا نريد ذلك , ولا نسمح لكم بذلك .
ولنتعلم من قوانين الطبيعة والحياة .
واتعاضأ بما جرى و بما آلت اليه الأمور , كمخرجات لسياساتنا واستراتجياتنا التي صارت عتيقة, فلنبدأ من جديد, و أولى استحقاقات هذا الجديد , أن نتخلى و الى الأبد عن سياسات التفريق والتمييز بين الناس , وإثارة الفتن والبغضاء بينهم, ودفعهم ( بآليات الاعطيات للبعض وحرمان البعض ) إلى التحاسد والتكاره .. لقد شبعنا كرهاً لبعضنا البعض .. وحسدنا بعضنا بعضاً واسأنا الظن ببعضنا البعض .. كثيراً .. كثيراً ( خلاص ) هذا يكفي .. فنتيجة هذا السياسات (ياكبارنا) واضحة وليست كما توقعها اساطين السياسة منا في طبقة السلطة.. أليست تلك وصفتكم للمحافظة على النظام من قوة الشعب المتحد ؟ لكن هذه وصفة صارت ساقطة علمياً وواقعياً .. فالأغنام المشتتة تتعب راعيها أليس كذلك ؟؟ دعونا من ذلك , لقد فشلت هذه السياسة فشلاً ذريعاً, بدلالة الحراك الشعبي الذي تتصاعد مطالبه يوماً بعد يوم , لقد تورطتم اذن وورطتمونا ( وورطنا النظام معنا ) , بسياساتنا الفجة .. أليس ما يصدره رأس الدولة توجيهات , ونحن من نضع السياسات لتنفيذها , أليس كذلك ؟ لنعترف بالفشل إذن لا مجال للمكابرة .. الناس في الشوارع .. وإغلاق الفم بهدف الدفاع أشرف .
ما استقر عليه العلم السياسي الحديث (يا كبار) ليس علم أرسطو ونظرية فرق تسد . بل العلم الحديث , علم القرن الواحد والعشرين , إن تفريق الشعب أي شعب وفي أي بقعة من بقاع الأرض لا يعني دائماً قوة للنظام ورافعة تدعيم لإستقراره بإدامة سيطرته على حشود متفرقة بل العكس صار اليوم هو الصحيح , فنجاح هذه السياسة يظل مؤقتاً و على المدى القصير فقط , أما على المدى الطويل فهي مدمرة .. فهي تفرز مرارات هنا ومرارات هناك , ومع الزمن تعم الناس, فإذا اشترك الناس في المرارات نفسها اتحدوا للخلاص منها , ألم تسمعوا بمقولة (المآسي المشتركة توحّد) واصحاب المعاناة الواحدة يتحدون ؟ . تلك كانت آخر نصيحة للإسكندر المكدوني من قبل أستاذه أرسطو . أفادته ومكنته من حكم فارس التي فتحها ووجد مقاومة شرسة من فبائلها وامرائها .. نصحه بالتفريق بينهم بالهبات والأعطيات فيختلفون فيما بينهم تحاسداً ويتنافسون على التقرب منك .. طبّق الاسكندر ذلك ونجح في حكم فارس, لكن ليس لطويل .. حيث هبت فارس بعد زمن وطردت جيوش الاسكندر .
ثم هب ( ايها الهاب ) هب إننا غنم وجلالة الملك هو الراعي لنا كغنم (مجرد افتراض مع إعتذاري لكل من قد يتحسس ) , فالسؤال أيهما أكثر راحة للراعي (على افتراض أن تلك السياسات القديمة كما نزعم كانت لخدمة النظام ورأس النظام ) – أن يرعى اغناماً مبعثرة في الشعاب والوديان , هنا وهناك , أم تكون متراصة مجتمعة متقاربة تحت ناظريه ؟؟ .
الجواب معروف , فطالما شاهدنا في سهولنا وبوادينا الرعاة وقد اتعبهم جداً تبعثر الأغنام (وانفراطها) عنهم وبخاصة إذا كانت من الغنم السوداء (الماعز) . وكان لا سبيل أمامهم سوى الكلاب تجمع لهم أغنامهم إذا تفرقت . وكثيراً ما كنا نرى تلك الكلاب وهي تحاول تطويق الأغنام المشتتة تبذل جهداً جباراً ... فالأفواه فاتحة نصف فتحة والألسنة منهدلة لخارج الأفواه تطول وتقصر اتوماتيكياً , والزبد الأبيض (يهطل) واللهاث مسموع (والخواصر) تتقافز بين الضلوع دون توقف مثل (كور) الحداد , وبقدرة قادر تجمع الغنم وتنتظر المكافأة (فتة الحليب) لكن المشقة كانت كبيرة عليها وعلى الراعي الذي صار (يلاحي من هنا وهناك) .
دعونا نتعظ من قانون الحياة هذا .. ولنؤمن و لو مرة إن تجميع الرعية (ونحن ما زلنا رعية) وتدعيم قوى الترابط والمحبة بين مفرداتها البشرية (أريح وأجدى) .
الأردن الجديد بحاجة الى ذهنيات جديدة ورؤى جديدة فلا نتسمر عند القديم لأنه قديم .. فلسنا بدائيين إلى هذا الحد .. فالبدائي لا يملك إلا أن يرفض الجديد لخوفه منه وقلة حيلته في مواجهة ما قد يفاجئه من هذا الجديد اما نحن فقد تعلمنا وجبنا أقطار الأرض ورأينا , وانفتح لنا بهذا العصر سماء المعارف الكونية عبر وسائل الاتصال الحديثة .
وصار لنا القدرة أن نجابه أي طارئ قد يجلبه الجديد لنا , ونجد له الحل .
إن التفنن في اختراع أساليب التفريق والتكاره والتحاسد والبغضاء بهدف التشتيت لقوى الشعب ما عاد مجدياً , بل صار موضة قديمة . فقد لا تتوفر الكلاب الجامعة وقد تتعب , فلا تعود مجدية . فالظروف لم تعد كما كانت منذ نصف قرن , والزمن اختلف وناسه كذلك .
ومطالب الأردن الدولة, وشعب الأردن البشر وقيادة الأردن , (والتي تصرفنا دائماً كما زعمنا للحفاظ على استقرار نظامها) , أصبحت مطالبهم جميعا مختلفة , فإما أن نكون بمستوى المسؤولية الجديدة , وأما ان نفسح المجال لقيادة البلد لكي تقود البلد برؤية تجمع ولا تفرق , تحبب ولا تبغض , فمن يستوطن الكره نفسه يتأهل للتخريب أو عدم التعاون في أسلم الحالات وهذا آخر ما نحتاج إليه .
لتكن سياستنا كلها عامة بمستوى الوطن , أو خاصة بحدود هذه المؤسسة أو تلك تجميعية, كي تتجمع الرعية كلها وتتحد أمام عين الراعي , فتستريح و يستريح .
دعونا ولو مرة ( وأنا آسف لما سأقول ) نأخذ دور كلاب الراعي المخلصة لا دور الذئاب .. الممزقة للغنم .. فالذئاب كما نعلم جميعاً (تهجج) الغنم أي تفرقها .. لتأكلها (ونخالكم أكلتم الكثير) وبعدها يجد الراعي نفسه بين خيارين لا ثالث لهما إما هارباً من المرعى , وأما لحمة طرية بين أنياب الذئاب .. والعياذ بالله .. نحن لا نريد ذلك , ولا نسمح لكم بذلك .
ولنتعلم من قوانين الطبيعة والحياة .