داعش جلاكسي Galaxy
كنت صغيرا جدا يوم تمنيت أن يموت إمام جامع قريتنا لأقوم وأخطب بكلماته وأقرأ سورة الزلزلة وبخاصة ذاك الجزء منها { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ } وكنت أتخيل أن صوتي سيبلغ عنان السماء رغم أني لم أصل مرحلة البلوغ واشتداد قوة الحناجر ومنذ ذلك الوقت آمنت بالعدل وأن الميزان دقيق جدا وعلى مستوى ذرة خير أو شر وهي أصغر جزء في الوجود .
مقدمة اسوقها وأنا اتابع أمور داعش وأفعالها وردود الفعل عليها من كل حناجر العرب والعالم وأقرأ التحليلات والتفاسير الساذجة والعميقة في اسباب النشأة والتكوين واسس العقيدة التي تتبناها داعش ولم أجد فيها ما يقنع فالظاهرة التي تتبنى منهجا فكريا وطريقة حياة تعود لفكر ساد قبل اكثر من الف سنة ، تتصارع مع ثقافة أسس لها سفر يوشع في العهد القديم وما بعده ولا يجوز فهمها فقط في سياق ما حدث في القرن العشرين وهذا القرن .
إن هذا التحالف الذي يلاحق داعش (1) الآن لن ينتهي في وقت قريب وتصريحات الرئيس الأمريكي وقادة التحالف كلها تؤكد ذلك وان امتداد هذا الصراع مهما كانت التقنيات العسكرية المستخدمة فيه لن يحقق نتيجة وسيؤدي الى نتائج أدهى وأمرّ مما يحدث الآن وسيكون هناك اجيال جديدة على طريقة تكنولوجيا التلفونات في التسميات مثل داعش (2) و داعش (3) وداعش (4) وجلاكسي ...الخ ، ويستمر القتل والذبح والتدمير ويفرح تجار الحروب بثروات تتنزّل عليهم بغباء بني البشر .
إن ثقافة هذا الصراع تضرب جذورها في عمق التاريخ وليس من سبيل الى انهاء هذا الصراع سوى اقامة ميزان العدل في البشرية وبغير ذلك ستزلزل الأرض بكل اقطارها ومكوناتها وكل المؤشرات تتجه الى اتساع الصراع باسباب واشكال مختلفة واخشى أن ما يحدث الآن سيغري اسرائيل بالإعتداء على المسجد الأقصى لهدمه كما نلاحظ في هذه الفترة وعندها أنا متأكد أن التنّور سيفور وتنقلب كل الحسابات تماما .
كل الحروب الكبرى تنطلق من شرارة تبدو صغيرة للبعض ولكنها تصنع حريقا كبيرا في أرض امتلأت بالهشيم وهو الفساد والظلم الذي يغمر نفوس البشر .
عيب على البشرية بعد كل هذا التقدم العلمي في كافة المجالات والتشريعات والمواثيق التي تم صياغتها بمهارة عالية أن تخسر وجودها لأنها لم تؤمن بالعدل وميزانه الدقيق ( مثقال ذرة من خير أو شرّ ).
وقمة الغباء هي في من يعتدُّ بغرور القوة مسلما كان او غير مسلم وينسى مقولة قدرة البعوضة.