سوريا يا ذات المجد
سلام عليك ِ يا سوريا ...سلام عليك يا ساكن حمص ..... يا من تُـطل من ضريحك ، ساكنا ً بقهرية ِ الموت ْ ... وحياة الشهادة (بمعيار النيّة ) ... لقد طال َ ليلْ الشام يا خالد ... وكأني أرى يمينك لا تكاد تستقر وهي تشد على مقبض سيفك غضبا ً مما ترى .... لتـُهب كعادتك ْ وتنتصر كعادتك لأطفال يقتلون ... وحرائر عربيات يُغتصبن .... عربيات يا خالد ..!!! وشيوخ تجمدت في مآقيهم الدموع يأسا ً .... وأحاطت بمآقيهم صفرة الموت جزعا ً ... من سيوف ما شرع الله لها أن تـُـسل ... إلا بوجه غاز ٍمعتد ٍ أو عدو ظالم .
سلام عليك يا من سمــّاك رسول الله (سيف الله المسلول ) ... سلام عليك َ يا خالد بن الوليد يا من لم تترك معاركــُك العظمى في جسدك شبرا ً دون جرح من سيف أو طعنة من رمح ... يا من كنت أول المتقدمين للمبارزات الفردية مع الأبطال العظام فكنت أول من يـُجرح ولكن لا يموت لا حبا ً منك في الحياة لكنها أقدار من يطلب الموت دائما مثلك أردت لسوريا أن تكون حرة عربية وسكانها أحرار وهكذا صاروا لكن الزمان كعادته غدر ... يا من أعطيت الأمان لناس سوريا مسلمين وغير مسلمين لأنهم بنظرك عرب وكانوا اهلك في النسب .
سوريا خالد .... يا خالد في ضيق شديد وضنك شديد وشدّة عظيمة تقاعس عن نجدتها الأخوة والأقارب فأبناؤها يقتلون والناس من حولهم يتضاحكون أو سادة يتفرجون ... أحفادك وجيرانك من حولك صاروا كأنهم عبيد على مسارح روما القديمة حتى الموت يتصارعون والمصيبة قد تهون يا خالد ... لو ان السادة المتفرجون رومانيون !! لكنه خنجر في القلب أن يكونوا أخوة (شامتون ) ... ومنهم خانعون وكبار القوم منّا صامتون والأحرار منهم محتارون لا يدرون لضيق الحال ماذا يفعلون إنها نهاية العزّة يا أبا سليمان ومقبرة الأخلاق !!! .
نعرف أنك ميت ونحن ميتون لكنك شهيد (بالنية)ولسنا شهداء لا بالنيّة ولا بالفعل بل أحياء حصروا بالله وبك الرجاء ....!!فكيف هم أحياء ؟!! فكيف نكون أحياء ونحن شهداء ليس بحكم القتل في سبيل الله بل شهداء على الشام الذبيحة كيف تذبح ...وعلى حمص الأبية حاضنة بيتك كيف تغتصب !!!
وعلى درعا ودير الزور وادلب وبابا عمرو كيف تراق دماء أطفالها الزكية دون ذنب اقترفوه ليقتل قاتلهم بذلك الناس جميعا ً شأن كل من يقتل ولو نفسا ً واحدة بغير حق ...!نحن شهداء نرى كيف يروع في سوريا الشيوخ ويخوف من يبقى حيا ً من الأطفال حد التجمد ....!!أما الحرائر العربيات ،،، فقد قطعن الجدائل يا خالد تماهيا ً بالرجال اتقاء الاغتصاب من عرب لا من أغراب !!!
لقد ملّ حصانك الصهيل يا أبا سليمان ،،وحفرت حوافره في الأرض حفرا ً ،أفلا تنهض يا خالد ...؟؟من ينهض لنجدة حرائر الشام (شامة الدنيا كما وصفها رسول الله ) إن لم تنهض أنت يا خالد؟ لقد بحث الأصوات منهن ، وخنقت العبرات أصوات الشيوخ وتسمرت عيون الأطفال في محاجرها استنجادا ً بالعرب الأحياء ... فعزت النجدة وخارت العزائم و أغلقوا الآذان بالأقطان ..عيون أطفال درعا وحمص يا خالد جالت إلى حد الإرهاق بكل الآفاق تستجدي بانكسار يقطع نياط القلب ، نخوة الإخوة أو نجدة الصديق لكنهم عبثا ً يحاولون وسرابا ً يرتجون .
لقد سمعنا مع أننا أموات حرائر حمص (جوارك )يا خالد يستصرخن نخوة العرب فارتد صدى صرخاتهن دون مجيب فانحنت الأم منهن مكسورة تحتضن عظام طفلها القتيل، لكن الأمل باقي والمؤمن لا ييأس، متشبثون بقولك يا رسول الله الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم الدين ....!!لقد هانت الحياة على أعداء الحياة في سوريا الحبيبة وحل السيف محل المنجل ، والخنجر محل المحراث ... أما الدم فقد أزاح الماء من قنوات الشام يجري في مجاريها بدلا ً منه وكأنه ماء ليـُـعانق بعد لأي بردى فأكسبه لونا ً ما اعتاد عليه إلا دفاعا ً عن حق مغتصب أو وطن مُعتدى عليه وعندما كان القائد خالداً أو أشباه خالد وكان الوريث صلاح الدين أو أشباه صلاح الدين.
لقد أثخن الأخوة في سوريا الحبيبة يا خالد بعضهم في الجراح والقتل بشـَرَه ٍ دون تعفف ... لكنه الدم ُ وحرقة ُ الدم ِ توجب أن يتوقف إن لم يكن خجلا ً أو احتراما ً فلراحة روحك يا ساكن حمص فالجسم المعلق فوق الصليب تتناهشه السهام من كل صوب جسم سوريا العرب ..يبقى السؤال ...أي سؤال بدأ بكيف ،،،أو بماذا أو بمن ... عــَــبَـطا ً وليس فن فالمتقاتلون إخوتنا وما قد يضيع هو الوطن .
وختاما ً أقول : وكأني أسمع كل أحرار العرب يرددون آه يا سوريا الحبيبة يا سوريا العرب، لقد جفـّت المآقي وضاقت الصدور ، ولولا بقية من حياء يفرضها آمر ثقافي موروث لصحت (وأنا الرجل) واخالداه ... لقد أخطأنا الحساب ، وما عاد في بلادنا حول ولا قوّة إلا لله ،ونعم بالله الذي لا يحمد على مكروه سواه غمامة صيف لا بد زائلة، لتعود حناجر الشباب تصدح بقوة مدوية عابرة لحواجز الزمان والمكان وهم يرددون أهزوجتهم الخالدة ... خلود سوريا ؛
سوريا يا ذات المجد .